تذخر صفوف شباب التشكيليين بالحس الإبداعي والبحث عن سبل التطوير وإثبات الذات, ولا ينقص فئة كبيرة منهم سوي الحصول علي الفرصة المناسبة التي تطرح في طريقهم وسائل الدعم المعنوي والمالي. وهذا من شأنه أن يعزز إمكاناتهم الفنية ويفتح أمامهم طاقات جديدة من التطلع إلي المستقبل بنظرة أكثر احترافا. الأمر الذي تنبهت له لجنة التفرغ التابعة لوزارة الثقافة والتي تسعي منذ سنوات من خلال مشروعها منح التفرغ للفنانين الطامحين إلي التميز. وهناك انقسام بين صفوف الفنانين بين مؤيد ومعارض حول المشروع منهم من يريد الغاءه تماما لنمطية أدائه ومنهم من يريد تطويره ووضعه علي المسار الصحيح خاصة بعد ثورة25 يناير ليستفيد به أكثر من16 ألف فنان تشكيلي في مصر وخلال هذا التحقيق يفتح الأهرام المسائي هذا الملف الذي يهم قطاعا كبيرا من الفنانين في جميع المجالات. في البداية يقول حمدي ابو المعاطي نقيب التشكيليين منذ زمن بعيد يسير مشروع التفرع بشكل روتيني وتدخل بعض المصالح الشخصية لاختيار الفنانين وتوجد نسبة قليلة جدا من شباب التشكيليين يحصلون بالكاد علي منحة مشيرا إلي ضرورة وضع معايير وضوابط لمن يستحق المنحة مع مراعاة تمثيل شريحة كبيرة من الشباب وإعادة النظر في اللائحة المالية وإعادة صياغتها لما يتواءم مع متطلبات العصر والمتغيرات الاقتصادية التي نمر بها لتحقيق الهدف وهو رعاية الفنانين والأدباء وتبني المواهب المتميزة وتذليل العقبات التي قد تعوق انتشار الفنان وإظهار نبوغه. وأضاف أبو المعاطي يجب استبعاد كبار الفنانين من المنحة فلديهم ما يكفي فيما عدا بعض الحالات الاستثنائية التي يجب دراستها نظرا للبعد الاجتماعي للفنان. ويقول نزيه رشيد من شباب التشكيليين مشروع التفرغ لعبة الحريفة واصحاب النفوذ من المحاسيب لانهم يقطعون تذاكر دائمة في المشروع والاستمارات موجودة لديهم لسنوات قادمة والحق يقال ان التفرغ استفاد به بعض الفنانين الذين يستحقونه فعلا وأضاف الي ابداعتهم, لكن توجد هناك أكثر من علامة استفهام لإدارة التفرغ لماذا لا يتم اختيار الفنانين للتفرغ من خلال معرض متخصص لهذا المجال حتي يكون علي مرأي ومسمع من النقاد والفنانين؟, ولماذا تؤجل اعلان نتيجة التفرغ الي عدة شهور في بعض الاحيان وخصوصا عندما يتم حذف اسماء تم اختيارهم من قبل لجنة التقييم ووضع اسماء بديلة؟ وهذه مهمة كنترول لجنة التفرغ واوضح رشيد استعداده لمواجهة أي مسئول في هذا الشأن. ومن جانبه أكد صلاح المليجي رئيس قطاع الفنون التشكيلية وعضو لجنة الفنون التشكيلية انه تم طرح هذا الملف علي لجنة الفنون التشكيليه بالمجلس الاعلي للثقافة لدراسته جيدا وامكانية إلغائه أو تطويره حين وضع استراتيجية خريطة السياسة الثقافية العامة للدولة مشيرا إلي أن اللجنة اقترحت دراسة سلبيات وإيجابيات هذا المشروع واضاف المليجي لابد من وجود تنسيق بين جميع اللجان التابعة للمجلس الاعلي للثقافة وايجاد صيغة يتفق عليها الجميع لصالح الفن والفنانين في مصر. ويقول أحمد شيحة أحد الحاصلين علي المنحة كل فناني مصر الكبار حصلوا علي هذه المنحة وذلك تقديرا من الدولة لهم وهناك فنانون متفرغون بطبيعة الحال, ليس لديهم دخل ثابت فيجب علي الدولة إيجاد صيغة لتوفير احتياجاتهم لانهم قيمة استثمارية كبري لمصر, والتفرغ ليست منحة اجتماعية من احد كما يدعي البعض بفرصة حقيقية للاستمرار في العطاء والابداع دون توقف. بينما يؤكد وحيد البلقاسي قومسيير ملتقي التشكيليين العرب ان فكرة مشروع التفرغ الذي تقوم به وزارة الثقافة تمثيلية هزلية لإرضاء بعض الفنانين وان كثيرا من الاعمال المقدمة ليس لها علاقة علي الاطلاق بالمشاريع المعروضة حيث لا توجد متابعة حقيقية لاعمالهم مشيرا للتصنيف المجحف للفنانين الي فئات أ,ب,ج, من قبل ادارة التفرغ الذي مازال يدخل تحت نطاق المحسوبية والمجاملات, وان كثيرا من كبار فناني مصر ليسوا بحاجة لمنح التفرغ ماديا ورغم ذلك يمنحون فئه أ ولمدة تزيد علي أربع سنوات بالمخالفة للوائح والقوانين. وأكد ابراهيم حنيطر مؤسس مركز فنون الحصان العربي انه ضد مشروع التفرغ لانه قائم علي التسول بالحصول علي بضعة جنيهات ولا تليق بكرامة الفنان فمن الضروري وضع آلية اخري تفيد الفنان مثل مشاركة المجتمع المدني في تسويق واقتناء اعماله واشار حنيطر إلي ان التفرغ نظام غير معروف في العالم سوي في الاتحاد السوفيتي القديم قبل انهياره وتساءل حنيطر ماذا يعني التفرغ للفنان؟ ففي كل وقت يبدع الفنان وعلي سبيل المثال الاديب الكبير نجيب محفوظ عندما كتب اهم ابداعاته! والفنان محمود سعيد ومحمد ناجي ومحمود مختار اصحاب الابداعات الوفيرة هل كانوا متفرغين!