أكد الشيخ عكرمة صبري, مفتي القدس السابق ورئيس الهيئة الإسلامية العليا لانقاذ القدس, أن إقامة دولة فلسطينية ذات سيادية أصبح بعيد المنال بعد أن نجحت إسرائيل في تمزيق الأراضي الفلسطينية وإقامة العديد من العوازل الجغرافية بينها. وأضاف في الندوة التي عقدت مساء أمس بنقابة الصحفيين أن دولة الاحتلال أصبحت غير معنية بمفاوضات السلام العادل لأنها ببساطة تريد استسلام وخضوع, مشيرا إلي أن ما يقال عن المفاوضات الهدف منه إطلالة عمر الاحتلال وكسب مزيد من الوقت لفرض النفوذ والسيطرة علي كل الأراضي الفلسطينية. وأشار الشيخ عكرمة إلي أنه طالب بتخصيص ميزانية لانقاذ القدس لأنه لا يوجد حل قريب للقضية الفلسطينية ومخططات التهويد للمدينة, مؤكدا أن إسرائيل رصدت ميزانية قدرها1,2 مليار دولار لبناء خمسين ألف وحدة سكنية بالقدس الشريف لإحداث تغيير ديمرجرافي بالمدينة المقدسة. وأوضح أن القوات الإسرائيلية تقوم بحفر عشرات الانفاق تحت المسجد الأقصي, كما دشنت كنيسا يهوديا وعدة متاحف هناك مما يهدد أساسات المسجد المبارك. وانتقد صمت الهيئات والمنظمات الدولية إزاء ما يحدث في فلسطين, مشيرا إلي أن إسرائيل أصبحت تستخدم الثقافة في تنفيذ مخططاتها مثلما تستخدم السلاح. وشدد علي أن هناك علاقة فريدة تجمع بين المسلمين والمسيحيين لأنهم يؤمنون جميعا بأنهم في خندق واحد وأن عدوهم واحد, نافيا أن تكون هجرة المسيحيين من القدس بسبب معاملة المسلمين لهم, كما تشيع وسائل الإعلام الغربية قائلا إن المسيحيين أنفسهم عقدوا مؤتمرات صحفية نفوا فيها هذا الكلام. وقال صبري إن المسلمين أيضا يهاجرون من القدس ولكن لأن المسيحيين عددهم قليل حيث لا تتجاوز نسبتهم2% فإن أي هجرة من صفوفهم تكون ظاهرة. من جانبه قال الأستاذ مكرم محمد أحمد, نقيب الصحفيين, إن النقابة بصدد عمل معجم بالاسماء الحقيقية العربية للمدن وقري وشوارع القدس وتوزيعها علي الصحف ووسائل الإعلام, وسيتم مطالبتهم باتباعها عند أي معالجة إعلامية أو صحفية تتعلق بالأراضي الفلسطينية, وذلك ضمن ميثاق الشرف الصحفي. وأضاف نقيب الصحفيين أن إسرائيل مستمرة في تنفيذ مخطط خبيث لتهويد الأراضي الفلسطينية بالكامل, مشيرا إلي أنها اختارت أفضل ؟؟ للمضي في التنفيذ بسبب الانقسام الفلسطيني الداخلي وحالة الانقسام العربي وتراجع الدور الأمريكي. واستبعد نقيب الصحفيين وجود أي سلام عربي عادل وشامل في ظل اصرار إسرائيل علي تنفيذ مخططاتها بشأن تهويد القدس, مؤكدا أن ما تقوم به إسرائيل من سياسة الأمر الواقع لا يمكن قبوله.