حاولت ريم بشتي الطرق إقناع والدها بعدم فسخ خطبتها من علي الشاب العشريني الذي يحبها وتبادله نفس الشعور ولكن الأب لم يكن يلقي بالا لتوسلاتها وإصرارها علي التمسك بهذا الشاب البائس الفقير. الذي لا يملك قوت يومه وحصل بالكاد علي بكالوريوس تربية ويعيش عالة علي أهله. كان الأب يفكر بمنطق مادي وكان شغله الشاغل هو كم يتقاضي الشاب الذي سيتقدم لخطبة ابنته والذي يجب ان يكون قادرا علي تحمل نفقات بيته بعد الزواج لكي لا يقع هو في الفخ ويجد نفسه مجبرا علي الانفاق علي أسرتين ومنزلين بعد زواج ابنته. كبرت ريم وترعرعت وتفتحت عيناها علي أحد الشباب من جيرانها الذي باح لها بحبه وهمس لها بكلمات الحب والهوي ليعبر لها عن مكنون شعوره وفاتحها في مسألة الارتباط, وأكد لها بعد لقاءات متعددة خلسة في الشوارع ومحطات المترو والحدائق أنه سيأتي لكي يطلب يدها من والدها في أقرب فرصة ممكنة. وجاءت اللحظة السانحة وتقدم علي إلي والد ريم بصحبة والديه بعد أن مهدت ريم ووالدتها للأمر وأقنعت الأم رب الأسرة بالعريس الجديد وأنه مناسب خاصة أنه من أسرة ميسورة الحال فضلا عن أنه يحب الفتاة وهي تحبه. تمت الخطبة ورقصت القلوب فرحا وتطاير عبير الورد من كئوس الشربات وتعالت الزغاريد وارتفعت اصوات موسيقي الDJ في الشقة الصغيرة بمنطقة حدائق القبة, وبدأت الدنيا تفتح ذراعيها للشاب والفتاة اللذين حصلا أخيرا علي صك الخروج والدخول واللقاء معا بلا غمزات وهمزات ونظرات لائمة. توالت الأيام والأسابيع وعاشت ريم وعلي أياما جميلة حتي بدأت تدب المشكلات والخلافات بعد بدء فرض كل طرف في الأسرتين شروطه والتي إن تنازل عنها طرف تحت ضغط الشاب أو الفتاة تمرد الطرف الآخر وتشدد في التشبث بالطلب حتي وصلت العلاقة إلي طريق مسدود وباءت كل محاولات لم الشمل بالفشل خاصة وأن والد ريم لم يكن يميل إلي هذا الشاب المتسكع من وجهة نظره. وهنا وقع صراع بين الفتاة والأب الذي ما إن يلين قليلا بعد إلحاح الأم وتوسلاتها التي لا تنقطع ليلا حتي ينقلب صباحا عقب إفطاره. وأثناء خروجه إلي العمل أطلق يمينا غليظا ذات صباح بأنه لن يوافق علي هذا الشاب حتي لو انطبقت السماء علي الأرض ووجه كلامه الذي أكد انه النهائي إلي الأم قائلا: تجهزوا الشبكة النهاردة علشان نرجعها للولد ده. وبسماع ريم لتلك العبارات تملكها شعور مضاعف بالعجز واليأس وأنها ستسقط بالضربة القاضية التي وجهها لها الأب وحينها بدأت تفكر في حيلة تجبر والدها علي القبول والرضوخ إلي الأمر الواقع الذي ستفرضه هي عليه وتوصلت إليها وبدأت في تنفيذها بكل دقة وتفنن. فوجئ الأب أثناء وجوده في العمل بالأم تصرخ فيه قائلة إلحقنا يا عمر العصابة سرقوا الدهب وكتفوا ريم وكانوا هيموتوها أنا نازلة من الشغل ويالا بينا ع البيت. فوجئ الأب وشرد للحظات من هول المفاجأة وهرع إلي بيته بصحبة زوجته ليجد ابنته في حالة إغماء وموثوقة اليدين والقدمين بحبل ومكممة بلاصق وعندما خلصها أكدت له أنها أثناء وجودها بمفردها سمعت طرقا علي الباب وعندما فتحت فوجئت بشخصين ملثمين قاما برشها بمادة مخدرة وتوثيقها ووضع لاصق علي فمها ثم استوليا علي كمية من المشغولات الذهبية ومبلغ نقدي30 ألف جنيه ولاذا بالفرار. علي الفور تقدم الأب ببلاغ إلي اللواء محسن مراد مدير أمن القاهرة الذي أحاله إلي اللواء أسامة الصغير مدير الإدارة العامة للمباحث والذي تبين من تحريات رجاله أن الفتاة قررت اللجوء إلي حيلة شيطانية بادعاء قيام مجهولين باقتحام شقتها وتوثيقها وتكميم فمها ثم الاستيلاء علي مشغولات ذهبية وفروا هاربين, وأنها لجأت لذلك انتقاما من والدها الذي قام بفسخ خطبتها من علي الشاب الذي تربطه بها علاقة عاطفية قوية. وباستدعائها أمام اللواء سامي لطفي نائب المدير عدلت الفتاة عن أقوالها وقررت أنها تربطها علاقة عاطفية بعلي ونظرا لقيام والدها بفسخ الخطبة اتفقت مع خطيبها علي افتعال الواقعة انتقاما من والدها لفسخه الخطبة وقامت بتسليمه ذهبا صينيا مشابها للشبكة ومكنته من توثيقها لتجبر والدها علي قبول الأمر الواقع وإتمام الخطبة علي حبيبها. وبعد تضييق الخناق عليها ومحاصرتها أرشدت الفتاة عن المشغولات الذهبية بمسكنها, حيث كانت تخفيها داخل ملابسها ونفت سرقة أي مبالغ مالية. تم تحرير محضر لها بتهمة البلاغ الكاذب وإزعاج السلطات وأخطرت النيابة التي تولت التحقيق.