مأساة بيئية تعرض حياة8 آلاف من أهالي قريتي كفر محفوظ وسعد رويي ومنطقة المسلات, بمركز طامية بالفيوم, حيث تبث مصانع المنطقة الصناعية الملاصقة لتلك القري سمومها من مخلفات صناعات الكيماويات والزيوت. بالإضافة إلي انبعاث الأدخنة السامة من مصانع السيراميك, الأمر الذي أصاب عددا كبيرا من المواطنين بتلك القري بأمراض عديدة, بالإضافة إلي تلوث مياه الشرب والري. كما وصلت سموم تلك المصانع إلي الأراضي الزراعية فأتلفت المحاصيل الزراعية, وأصيبت رؤوس الماشية بأمراض كثيرة, وبعضها تعرض للنفوق. وأكد الأهالي بتلك القري أنه تم بوار مايقرب من1200 فدان من أجود الأراضي الزراعية تحول معظمها إلي أراض غير صالحة للزراعة بفعل السموم والكيماويات التي تصب في هذه الأراضي من مخلفات مصانع الكيماويات والبطاريات والزيوت والسيراميك والبصل بالمنطقة الصناعية وتحديدا المرحلة الثانية بالمدينة التي تحولت من مشروع قومي لإيجاد فرص عمل جديدة للشباب, إلي لعنة تهدد حياة آلاف المواطنين. بداية يقول محمود عبدالله أحد أهالي قصر رشوان, أنه بمجرد قيام الرئيس المخلوع افتتاح مصانع الكيماويات ومصانع البطاريات والزيوت والسيراميك, بدأت معاناة الأهالي بالمنطقة, وتحولت فرحتنا من إقامة هذه المصانع وتوفير فرص عمل جديدة, إلي حزن وغضب من إقامة تلك المصانع, بعد أن اكتشفنا وجود مواسير مياه تصب بكثافة في ترعة بحر وهبي, والتي نروي منها زراعاتنا وتشرب منها ماشيتنا. وأضاف سيد إبراهيم جاد أحد أهالي كفر محفوظ أن الأرض تعرضت للبوار وتم القضاء علي الزرع بمجرد إنباته حتي أصيبت الأرض بسرطان ينتشر من أسفل وينتقل إلي أعلي, ويدمر جميع المحاصيل الزراعية. ويؤكد مصطفي عبدالوهاب من قرية سعد روبي ان أهالي القرية من المزارعين وأسرهم تعرضوا لإصابات كثيرة ومختلفة, تهدد حياتهم منها حروق في الجلد جراء استخدام المياه الملوثة بالكيماويات, وأصيب الكثير من الأطفال باعراض التسمم من القيء المستمر وطفح وحساسية بالجلد كما تسببت هذه المياه الكيماوية بتشوهات لبعض الأجنة. ويطالب عمرو سيد أحد أهالي منطقة المسلات بوضع حل لهذه المأساة مؤكدا أننا تقدمنا بشكاوي للبيئة ومدينة طامية ومحافظ الفيوم الأسبق دون أن يتدخل أحد وتم عرض الأمر علي المشير طنطاوي أثناء زيارته للمصنع وكلف البيئة بوضع حل جذري لهذه المأساة ولم تفعل شيئا حتي الآن. ويؤكد شعبان عبدالحميد مصطفي, أن عددا من الأهالي قاموا بمحاولات كثيرة لسد هذه المواسير التي تصب سمومها من مخلفات المصانع الكيماوية, بصفة يومية ولكنهم عجزوا بسبب التدفق الشديد للمياه, مشيرا إلي ان الماشية أيضا لم تسلم من المأساة, فقد نفق العديد من الماشية التي تعد مصدر رزق وحيدا لعدد كبير من الأسر بالقرية. وأضاف متولي محمد أحد أهالي قرية كفر محفوظ أن أهالي القرية يضعون كمامات علي أفواه الماشية أثناء خروجها خوفا من شربها للمياه الملوثة, منوها بأن عددا كبيرا من الأهالي يفكر في تصعيد الأمر وقطع الطريق حتي يستجيب المسئولون بحل تلك المشكلة نهائيا. ويقترح عزت عزيز لطف الله من أهالي القرية, نقل الخط من بحر وهبي إلي مصرف البطس, مشيرا إلي أنه الأكثر جاهزية, لاستقبال هذه المياه التي يتم معالجتها كيميائيا وهي مسافة لاتتجاوز700 متر تسهم في حل أزمة كبيرة لهؤلاء المواطنين وتنهي معاناتهم التي بدأت منذ10 سنوات. وبعرض المشكلة علي المهندس أحمد علي أحمد محافظ الفيوم قال: انه تم تشكيل لجنة من البيئة ومجلس مدينة طامية لدراسة المشكلة علي أرض الواقع ووضع حلول جذرية لها.