شنت صحف غربية أمس هجوما عنيفا علي المجلس الأعلي للقوات المسلحة, حيث شككت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية في قدرته علي إدارة البلاد بعد عدم قدرته علي تأمين مباراة لكرة القدم. في إشارة من الصحيفة لمجزرة استاد بورسعيد ونقلت الصحيفة عن عدد من المتظاهرين المحتشدين أمام وزارة الداخلية قولهم إذا كان لا يستطيع السيطرة علي مباراة فكيف يدير دولة بها أكثر من80 مليون نسمة ويؤمنها. ونقلت الصحيفة عن أحمد حسين 27 عاما ان قوات الأمن اطلقت الغاز المسيل للدموع علي ظهورهم أثناء صلاة الجمعة أمس الأول, قبل أي هجوم من تجاههم, مؤكدا انه لا يعلم كيف يتم حل هذا الوضع. وقال طفل يبلغ من العمر12 عاما, كان في مسيرة تضم عددا من مجموعات ألتراس أهلي للصحيفة يجب علي أن أعيد حقوق اخواتي الذين لقوا حتفهم, وقتلوا في بورسعيد مشيرا الي انه لن يترك حق أي من أصدقائه الذين قتلوا. وقد نقلت الصحيفة عن الناشط السياسي طارق شلبي27 عاما قوله إن الاخوان المسلمين يشغلون البرلمان حاليا بأكبر نسبة, فأين هم من الأحداث, مضيفا أنهم حفنة من رجال الأعمال لا يريدون سوي تنمية الاقتصاد فقط دون النظر لجلب حقوق الضحايا. كما اعتبرت الصحيفة ان الاشتباكات التي وقعت أمس الأول بين المتظاهرين وقوات الأمن المصرية تعكس تصاعدا في وتيرة أعمال العنف بما يهدد الخطوات التي اتخذتها مصر نحو الاستقرار بعد الاطاحة بنظام الرئيس المخلوع حسني مبارك, مشيرة في تعليق أوردته علي موقعها علي شبكة الانترنت الي استمرار التظاهرات الغاضبة بشأن أداء قوات الأمن وفشلها في الحيلولة دون وقوع كارثة مقتل أكثر من70 شخصا عقب مباراة كرة القدم بين فريقي الأهلي والمصري البورسعيد مساء الأربعاء الماضي. بينما ذكرت صحيفة الفاينانشيال تايمز البريطانية, أن أعمال العنف المروعة في بورسعيد, التي أودت بحياة العشرات واصابة المئات, تقوض ما وصفته ب مزاعم العسكري الذي يبرر علي مدار عام قبضته علي السلطة, بأنه يرغب في ضمان الانتقال الآمن نحو الديمقراطية. وزعمت الصحيفة, في افتتاحيتها, أن العسكر رفضوا مرارا دعوات لإصلاح الشرطة الفاسدة المستبدة, علي الرغم من ان مصر أصبحت تفتقر الي سيادة القانون والأمن علي نحو متزايد. وتري أن توافر نظريات المؤامرة التي تشير الي ان أطرافا خارجية تتعمد اشاعة الفوضي في مصر, تعد أفضل سلاح ممكن لأولئك الذين يقفون وراء الكواليس, علي أمل أن يشعلوا الثورة المضادة. ومن جانبها, رصدت صحيفة الديلي تليجراف البريطانية مشهد الألم والحزن الذي يكسو جماهير النادي الأهلي خلال عزاء ضحايا مباراة الأهلي والمصري في كارثة الاستاد, مشيرة الي ان كل المصريين, حتي هؤلاء المدافعين عن بقاء العسكري في السلطة, حتي يتم انتخاب رئيس يونيو المقبل, باتوا يلقون اللوم بالكارثة علي القيادة العسكرية, إما لعدم السيطرة الأمنية, كما يزعم البعض, أو لأنها عمل متعمد منه لعرقلة عملية انتقال السلطة. من جهتها, ذكرت صحيفة لوفيجارو الفرنسية أمس, ان رموز النظام المصري السابق والفلول هم وراء كارثة بورسعيد التي تزامنت مع موقعة الجمل التي قام بها رجال مبارك العام الماضي بالهجوم علي الثوار في ميدان التحرير, واعتبرت ان هذه الأحداث هي صفعة يرد بها الفلول موقف ألتراس الأهلي من المجلس العسكري في تظاهرات محمد محمود. وأشارت لوفيجارو في افتتاحيتها, إلي أن ماتمر به مصر في الوقت الحالي هي ثورة ثانية, تدل علي أن فلول النظام لايزالون يحكمون مصر. واعتبرت ان استقالة محافظ بورسعيد ليست كافية لإرضاء غضب الشعب, كما نددت لوفيجارو باتهام مشجعي الألتراس بأنهم وراء هذه الأحداث, مشيرة بأصابع الاتهام الي اتباع المخلوع حسني مبارك. من ناحية أخري, ذكرت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية, أن خيرت الشاطر, نائب المرشد العام لجماعة الاخوان المسلمين, حذر من أن مصر علي حافة الانهيار السياسي والاقتصادي, وتنتظر من الغرب ان يقدم مساعدته المالية والدعم الدبلوماسي لها, متهما الغرب باهمال مصر. وقال: إن الولاياتالمتحدة وأوروبا تهملان مصر في مواجهة الخطر الذي تتعرض له, بعد عام من الثورة. وأضاف الشاطر, أن التحول الديمقراطي في مصر هو معلق في الميزان, قائلا: إننا ننصح بشدة الأمريكيين والأوروبيين بدعم مصر خلال هذه الفترة الحرجة علي سبيل التعويض عن السنوات العديدة التي دعموا فيها ديكتاتورية وحشية. وحذر الشاطر من تحويل الثورة السلمية الي ثورة جياع, ما سيكون له عواقب مؤلمة علي المصالح الأمريكية في المنطقة. كما حذر الشاطر من خفض المعونة الأمريكية لمصر, في اشارة الي التقارير الأخيرة التي أفادت بأن إدارة أوباما قد هددت بخفض13 مليار دولار من حزمة المساعدات العسكرية لمصر, والتي استمرت منذ إبرام معاهدة السلام مع إسرائيل.