وداعا للأخلاق الحميدة.. وداعا للقيم والاحترام.. فقد تخلي جمهور المصري البورسعيدي الذي ذهب لمؤازرة فريقه مساء أمس عن كل سلوك رياضي وعن كل القيم. عندما اعتدي الآلاف الذين اجتاحوا أرض الملعب بعد صفارة الحكم بنهاية اللقاء علي لاعبي الأهلي والجهاز الفني للفريق بشكل لا يسر عدوا ولا حبيبا, فقد تجمع العشرات علي شريف إكرامي حارس الأهلي وأشبعوه ضربا بوصفه آخر لاعب يحاول الوصول لغرفة ملابس فريقه.. وقبله نال كل لاعب وصلوا إليه الكثير من اللكمات والركلات وهرب من هرب لكن الاعتداء البشع كان علي سيد عبد الحفيظ مدير الكرة الذي فقد الوعي من كثرة ما تعرض له وكذلك نال أحمد ناجي نصيبه وباقي أفراد الجهاز الذين تاهوا بين الجمهور وتعرضوا لاعتداء وحشي لا تعرفه سوي الملاعب التي توجد في بلاد ليس بها قانون أو لوائح رادعة. ويتحمل اتحاد الكرة بقيادة سمير زاهر الذي يجب ان يقدم استقالته فورا بعدما فشل فشلا ذريعا المسئولية الكاملة عما حدث وعما سيحدث فقد تسبب بقراراته المتراخية والمتراجعة في تشجيع البلطجية لممارسة أفعالهم وطقوسهم في المدرجات والملاعب بل والنزول لأرض الملعب وفعل كل شيء. فقد نزل جمهور المحلة من قبل واكتفي بثلاث مباريات خارج ملعبه ثم خفضها لمباراتين من باب المحبة وكذا خفض عقوبة الاسماعيلي.. ثم اقتحم جمهوره مدرجات مباراة مقررة اقامتها بلا جمهور أمام المصري في الاسبوع ال16 ولم يوقع أي عقوبة, الأمر الذي شجع بعض جمهور المصري لنزول الملعب بلا أي خوف في لقاء الأهلي ليحدث الفوضي والمأساة ويعتدي ويصيب ويدمر ويحطم ويسيل الدماء. أين الرياضة فيما شهده ستاد بورسعيد؟.. وأين الروح الرياضية؟.. وما هو المبرر الذي دفع جمهور المصري لهذا الفعل مع الأهلي وجمهوره؟.. جمهور فريقه فائز1/3 علي الاهلي ماذا يريد اكثر من ذلك؟.. وما الهدف مما حدث ومن خلفه.. مالم تحدث وقفة رادعة علي كل المستويات ستكون الكوارث أشد والعواقب وخيمة. ما حدث من هذه المجموعة من جمهور المصري التي نزلت للملعب لتفسد وتضرب وتهيم أفسد نهاية اللقاء, أفسد فرحة الشرفاء في بورسعيد.. أهدر حصد فريق المصري بقيادة مديره الفني الكفء حسام حسن الذي قهر جوزيه بفوز كبير1/3 في المرحلة ال17 بالدوري الممتاز لكرة القدم بعد عرض قوي ومميز لأقصي درجة علي مدار الشوطين, تقدم الأهلي بهدف في الدقيقة العاشرة من بداية اللقاء وفي الشوط الثاني تفوق المصري بشكل كاسح وفشل جوزيه أمامه تماما وسجل3 أهداف عن طريق مؤمن زكريا لاعب الأهلي السابق الذي سجل هدفين بالرأس والقدم ثم هدفا ثالثا لعبد الله سيسيه في الوقت الضائع عندما انفرد وراوغ إكرامي وسجل وكان الاهلي في الدقيقة31 متعادلا1/1 حتي تم طرد حسام غالي بعد حصوله علي إنذارين متتاليين من الحكم فهيم عمر لخروجه عن النص ودفع الأهلي ثمنا غاليا لتهوره وانفعاله بعد الإنذار الأول لينفتح دفاع الأهلي ويتواصل تفوق المصري بتسجيله هدفين. لكن أبرز ما في اللقاء هو الأداء المميز لشريف اكرامي حارس مرمي الاهلي الذي قدم اجمل واهم مبارياته مع الاهلي خصوصا في الشوط الأول ولأول مرة لا يسأل عن هدف من الثلاثة التي سكنت مرماه. وأجاد بدرجة امتياز الحكم الدولي الرائع القوي الشخصية فهيم عمر الذي لعب المباراة بشكل نموذجي ولم يخطئ ومعه مساعداه ديجيش وأحمد سيد وكان واثقا من نفسه رغم صعوبة المباراة والأجواء التي أقيمت فيها. أبرز ما في الشوط الأول هو شريف إكرامي حارس مرمي الأهلي الذي قدم أعظم45 دقيقة له مع الأهلي فقد شاهدنا حارسا مختلفا يتعامل بشكل نموذجي مع كل الكرات التي وصلت إليه ولأول مرة يخطف إكرامي آهات الإعجاب من الجميع فقد تصدي لهجوم كاسح من المصري وأنقذ بمفرده3 أهداف لو دخل أحدها ما لامه أحد, الأول تسديدة صاروخية لمؤمن زكريا أنقذها بقدمه والثاني من ناحية اليمين صاروخ أنقذه, أما الثالث فضربة رأس نارية من عبد الله سيسيه في الدقيقة43 وشريف علي خط المرمي كرة لا تصد ولا ترد تعملق ابن وحش إفريقيا وقدم لنا أجمل إنقاذ في الدوري هذا الموسم ولا أجمل ولا أروع وأنقذ هدفا لا يتحمل مسئوليته بنسبة1% لو دخل الشباك.. وبتألق إكرامي عجز المصري عن التعادل وخرج مهزوما بهدف رائع أحرزه جونيور وهو الأول له منذ انضمامه للأهلي عندما استقبل ركنية في الدقيقة العاشرة من بداية اللقاء وسدد رأسية في الأرض كانت صعبة علي أحمد الشناوي فسكنت الشباك.. وبعد الهدف فرض المصري سيطرته التامة وهاجم الأهلي الذي لم يكن لاعبوه في مستواهم الذي شاهدناهم عليه في المباريات الماضية وفعلوا كل شيء بالاختراق من الأطراف يمينا عن طريق أحمد فوزي ويسارا عن طريق أسامة عزب أو من العمق عن طريق حسام حسن وأيمن سعيد وعبد السلام نجاح ومؤمن زكريا والمهاري محمود عبد الحكيم وأمامهم عبد الله سيسيه.. وكانت هذه المجموعة هي الأفضل والأخطر ووضعوا الاهلي في موقف صعب لم ينقذه منه سوي شريف اكرامي لا سيما وان خط الوسط كان مفتوحا والاطراف لم تكن مانعة لهجوم المصري.. واعتمد الاهلي علي المرتدات وانقذ احمد الشناوي مرتين. لكن خلال هذا الشوط لم يقدم الاهلي اسلوبه او لعبه من خلال التشكيلة التي ضمت شريف اكرامي وامامه الثلاثي حسام غالي وشريف عبد الفضيل ومحمد نجيب وفي اليمين احمد فتحي وفي اليسار سيد معوض وفي الارتكاز حسام عاشور وأمامه بركات والسعيد وفي المقدمة جونيور وجدو وكانا يتبادلان المراكز والمواقع بالتحركات العرضية لكن هذا كان قليلا. عاب الأهلي الدفاع السيئ المفتوح وانعدام الرقابة أو التغطية بدليل الفرص الكثيرة التي أتيحت للمصري من مواقع خطيرة داخل ال18 لينتهي هذا الشوط بتقدم الأحمر بهدف للاشيء. ومع بداية الشوط الثاني الذي انطلق متأخرا عدة دقائق بسبب نزول بعض الأفراد لأرض الملعب يضغط المصري ولا يصحح الأهلي من أوضاعه السيئة وكاد مؤمن زكريا يتعادل لولا أنه سدد بتسرع وعدم دقة لتمر الكرة بجوار القائم الأيمن لشريف إكرامي مهدرا ثاني فرصة تتاح له في هذا اللقاء. كان الأهلي يعاني من أزمة في وسط الملعب المفتوح تماما حتي إن كل محاولة للمصري كانت تمر حتي تصل للخط الخلفي, حتي الأطراف لم تدافع بشكل جيد سواء سيد معوض أو أحمد فتحي وعلي غير العادة لم يكن الاثنان في مستواهما المعروف دفاعا أو هجوما. وبلا مبرر يتوقف اللقاء بسبب انفلاتات جمهور بورسعيد وإطلاقه للشماريخ والصواريخ بشكل هدد لاعبي الأهلي البدلاء والذين يقومون بعملية الإحماء وانتظر فهيم عمر حتي تهدأ الأوضاع ثم تم استئناف اللقاء وسط شماريخ مشتعلة وصل دخانها لأرض الملعب. وبعد23 دقيقة من هذا الشوط أجري جوزيه أول تغييراته بسحب جدو المهاجم والدفع بشهاب أحمد لتقوية الجانب الدفاعي في وسط الملعب بجوار حسام عاشور ليعتمد علي مهاجم وحيد هو جونيور يعاونه من الخلف بركات وعبد الله السعيد. وبدأ حسام حسن بأول تغيير عندما سحب عبد السلام نجاح ودفع بأحمد شرويدة لتعزيز هجومه والوصول للتعادل ومع التغيير كان الهدف الأول للمصري في الدقيقة27 عندما استقبل مؤمن زكريا كرة من الناحية اليمني لأحمد فوزي وهيأها زكريا وسدد في أقصي الزاوية اليسري لمرمي شريف إكرامي هدفا جميلا لم يره شريف إلا في شباكه ولا يسأله عنه سوي المدافعين المتمركزين بشكل خاطئ وتركهم للاعب خطير بلا رقابة تسلم وهيأ وسدد وأحرز.. لكن العدل كان يقتضي أن يتعادل المصري الذي كان الأفضل طوال الوقت وعانده الحظ كثيرا وتحقق له ما أراد ليهدأ جمهور بورسعيد. وفي الدقيقة31 ينال حسام غالي إنذارا فيعترض بشكل غير لائق, استفز الحكم فما كان من فهيم عمر سوي إخراج الإنذار الثاني له ومن بعده الكارت الأحمر المستحق وتوجه غالي لفهيم وكاد يشتبك معه بصورة غاية في السوء لكن زملاءه منعوه ليخرج ويضع الأهلي في مأزق صعب وهو متعادل مع المصري. ويخرج جونيور ويلعب بدلا منه السيد حمدي في الأهلي, وفي الدقيقة37 يقدم محمود عبد الحكيم فاصلا من المراوغات بعدما مزق دفاع الأهلي ولعب عرضية مرت أمام المرمي الخالي ولم تجد سيسيه كي يسجل ليضيع هدف التقدم من المصري, لكن الرد جاء بمنتهي القوة في الدقيقة39 بهجمة ولا أروع من المصري, تم اختراق دفاع الأحمر عن طريق سيسيه ومؤمن زكريا الذي يتحرك بشكل عرضي رائع وأخذ الكرة وراوغ إكرامي من خلف مدافعيه وأودع الكرة الشباك ليتقدم المصري1/2 وتصبح فرصة الأهلي صعبة جدا بسبب لاعبه المتهور حسام غالي. ويختفي الأهلي تماما خلال هذا الشوط ولا تظهر له أي خطورة أو أداء أو هجمات أو تسديدات أو عرضيات أو تمريرات في مقابل تفوق كاسح للمصري من كل الوجوه ويخرج بركات الذي لم يقدم المستوي المطلوب ويلعب بدلا منه محمد أبو تريكة في آخر خمس دقائق علي أمل فعل شيء قد يعيد التوازن ومعه التعادل. ويخرج محمود عبد الحكيم ويلعب أحمد مجدي.. وينقذ شريف إكرامي فرصة هدف من سيسيه وهو منفرد تماما بالمرمي. ويحتسب فهيم عمر7 دقائق وقتا بدلا من الضائع وفي أول دقيقة تضيع فرصة التعادل من السيد حمدي وهو منفرد وضعها من فوق الشناوي لحظة خروجه تصدت لها العارضة.. وفي الدقيقة الثالثة من الوقت بدل الضائع ينفرد عبد الله سيسيه ويراوغ إكرامي بسهولة ويسجل الهدف الثالث لتنفجر مدرجات جمهور المصري وهنا خرجت جماهير الأهلي عن النص وأطلقت الشماريخ واستمر اللعب لنهاية الوقت وما إن أطلق فهيم عمر صفارته حتي نزلت جماهير بورسعيد لأرض الملعب تجري خلف لاعبي الأهلي والجهاز الفني وكل من وصلت إليه نال نصيبه.