سجلت البورصة أمس قفزة رائعة غير متوقعة محققة أكبر ارتفاع يومي منذ عام2003 بلغت نسبته7.18% ليربح رأس المال السوقي ما يقرب من16 مليار جنيه في جلسة واجدة حيث صعد من318 مليار جنيه في جلسة24 يناير إلي334 مليار جنيه في جلسة أمس وهو ما أرجعه الدكتور محمد عمران رئيس البورصة وخبراء سوق المال إلي حالة التفاؤل التي اصابت المصريين بشكل عام بعد الاحتفال المبهر الذي اقيم في ميدان التحرير يوم25 يناير في الذكري الأولي للثورة دون وقوع أي أحداث عنف. وقال الدكتور محمد عمران في تصريحات خاصة ل الأهرام المسائي أن صعود البورصة لم يبدأ منذ أمس فقط, وإنما بدأ من بداية الأسبوع موضحا أن هذا الصعود يعكس مدي تفاؤل المستثمرين بمستقبل مصر الاقتصادي وثقتهم في أن مصر تسير الآن علي الطريق الصحيح نحو بناء مؤسسات الدولة والبدء في وضع دستور جديد للدولة وانتخاب رئيس الجمهورية. وأكد عمران أن البورصة تعبر عن المستقبل قبل الاقتصاد الفعلي بستة أشهر علي الأقل لأن شراء الأسهم في البورصة عبارة عن شراء توقعات مستقبلية لاداء الشركات وأداء الاقتصاد بشكل عام وبالتالي فان القفزة الجنونية التي شهدتها مؤشرات البورصة أمس تعد رسالة واضحة للجميع بأن الناس بدأت تهتم بأعمالها وعجلة الإنتاج بدأت تعمل في ثقة من أن الغد لن يشهد تقلبات جديدة مادامت الحياة السياسية في مصر تسير طبقا لخريطة الطريق المعروفة للجميع. وتوقع أن تشهد الفترة المقبلة تحولا ملحوظا في اهتمامات المصريين التي كانت تركز فقط علي مؤشرات الاستقرار السياسي, موضحا أن الاقتصاد سيكون علي رأس أولويات الجميع خلال المرحلة المقبلة خاصة من قبل الحكومة التي لابد وأن تضع الملف الاقتصادي نصب أعينها. وقال محسن عادل خبير أوراق مالية إن اداء البورصة المصرية أمس عكس تغيرات قوية ترجع اغلبها إلي استقرار الوضع السياسي ومرور احتفالات25 يناير بسلام وتأكيد كل من الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدةالأمريكية علي تقديم المساعدات إلي مصر والاسراع في اعتمادها, هذا إلي جانب توحيد الرسالة الشعبية التي وجهت في احتفال25 يناير بأن الجميع يرغب في الإصلاح والبناء والإسراع في الانتقال السلمي إلي السلطة وهو ما دعم من الجاذبية الاستثمارية للسوق ودفع بالمؤشرات إلي تسجيل أكبر ارتفاع خلال عام وسط احجام تداولات تعتبر الأكبر من شهر يونيو الماضي مدعومة بمشتريات مؤسسية ومشتريات المستثمرين الاجانب التي استمرت إلي الجلسة الخامسة عشر علي التوالي في اطول موجة شرائية للاجانب منذ مطلع عام.2011 وبرغم حالة السعادة والاندهاش التي سيطرت علي جميع العاملين في قطاع البورصة إلا أن عوني عبدالعزيز رئيس شعبة شركات الأوراق المالية باتحاد الغرف التجارية أكد باستياء شديد أن الأزمة التي تعاني منها شركات السمسرة بسبب انهيار البورصة خلال عام كامل لم ولن تحل بصعود جنوني للبورصة خلال جلسة واحدة, موضحا أن جميع شركات السمسرة مكبلة بالديون وكل العاملين فيها يعانون من خفض مرتباتهم إلي النصف وأقل من النصف وذلك بسبب انخفاض ايراداتها إلي أكثر من80% منذ ثورة يناير. وأعرب عوني عن مخاوفه من استغلال المستثمرين لصعود مؤشر البورصة لإجراء عمليات جني ارباح بيع أسهمهم وهو ما قد يخفض مؤشر البورصة مرة أخري, مؤكدا أن سوق الأوراق المالية لن تعود إلي طبيعتها إلا بعودة احجام التداول إلي معدلاتها الطبيعية لتصل إلي مليار ومليار ونصف المليار جنيه مثلما كان الوضع قبل ثورة25 يناير. وأضاف عوني أن كل شركات السمسرة تقع في مأزق حقيقي بسبب عدم قدرتها علي سداد التزاماتها المستحقة في بداية كل عام خاصة فيما يتعلق بالرسوم المفروضة عليها من قبل هيئة الرقابة المالية وإدارة البورصة وهو ما يتم التفاوض بشأنه حاليا ما بين شعبة الأوراق المالية وهيئة الرقابة المالية وإدارة البورصة بهدف خفض الرسوم المستحقة حتي تمر الأزمة الحالية وتنتهي حالة الركود التي تعم الجميع.