تعد القرية النوبية بمنطقة المنشية في محافظة الأقصر من أهم المعالم السياحية بالمحافظة حيث يحتفظ أهاليها بالعادات والتقاليد والموروثات الثقافية التي تجعلها مقصدا للسياح في معظم انحاء العالم. القرية تم إنشاؤها بتكلفة15 مليون جنيه حيث تم تجهيزها بورش عمل للحرف اليدوية.. وتحولت في الايام الاخيرة الي مطعم لسياح اليوم الواحد. وطالب أهالي القرية الدكتور عزت سعد محافظ الأقصر بالاهتمام بالمزار السياحي للحفاظ علي المال العام وانقاذها من الاهمال المتعمد. وتقول إيمان عياد مديرة القرية ان فكرة انشاء القرية جاءت عندما فكر ابناء النوبة عمل معرض نوبي صغير للحفاظ علي التراث ولكن ضعف الامكانات وبعد المعرض عن المدينة جعل عملية تسويق المنتجات اليدوية صعبة خاصة ان الافواج السياحية كانت تلقي مشقة للوصول اليه. بينما يضيف منير يسري العماري وكيل وزارة التضامن الاجتماعي بالأقصر ان الحضارة النوبية كانت تستلزم الحفاظ عليها من خلال واقع عملي يجمع مابين السياحة وتوفير فرص العمل, وهو مايحدث بالفعل في البيت النوبي داخل القرية, حيث يتم تصنيع المشغولات اليدوية المختلفة ومنتجات الخوص والخرز والملابس النسائية كالجرجار ومنسوجات التريكو والسجاد بالاضافة الي الاواني الفخارية ومشغولات الارابيسك وتابع المعماري من هنا توليت فكرة بناء القرية النوبية حتي تكون نموذجا مماثلا للحياة في النوبة بكل اشكالها من الساقية والشادوف علاوة علي التمييز في تقديم المأكولات والمشروبات النوبية المعروفة كالدم والكركديه والملوخية والجاكوت ويشير العماري الي ان القرية النوبية التي تكلفت15 مليون جنيه لم تعد سوي مجرد مطعم سياحي يقدم وجبة الغداء لسياح اليوم الواحد القادمين من الغردقة. وقال الدكتور امين صلاح المدرس بالمعهد العالي للسياحة والفنادق بالأقصر ان السياح لايقتربون من زيارة معالم القرية ويكتفون بالغداء والعودة فقط وذلك منذ3 سنوات! وطالب صلاح بوضع القرية النوبية علي الخريطة السياحية وتسويقها عالميا بعد اهمالها بشكل مسيء علي العكس من الترويج لمصانع الألباستر والبردي التي تقوم شركات السياحة بالحرص علي وضعها في برامج السائحين وهو مايمثل لغزا غير مفهوم في زمن تتغلب فيه لغة( المال) علي الثفاقة والحفاظ علي التراث. وأوضح صلاح أن القرية النوبية هي نموذج من حضارتنا الثقافية ولاتقل باي حال من الاحوال عن قيمة الاثر ولذلك نطالب الدكتور عزت سعد محافظ الاقصر بانقاذ المال العام وهذه الثروة المهدرة التي تسوق عالميا, ولكن نغتالها مع سبق الاصرار والترصد.