عندما يحل عيد ميلاد الأهرام المسائي الثاني والعشرون يكون قد مضي حوالي عشرين عاما علي التحاقي بالعمل في وطني الثاني الأهرام المسائي والذي لا أبالغ في وصفه بهذا الوصف لأنه بالفعل يمثل لي وطنا ثانيا.. فحين أتيت من بلدتي سوهاج إلي القاهرة أواخر عام1991 للعمل في بلاط صاحبة الجلالة شعرت بغربة شديدة في هذه المدينة المزدحمة في كل شيء ذ ولازلت ذ إلا أن جو الأسرة الدافيء في الأهرام المسائي قلل كثيرا من هذا الشعور لأنني كنت أقضي معظم وقتي فيه حيث كنا نعمل في بدايات صدوره ساعات طويلة وفي ظروف بالغة الصعوبة وما كان يخفف من ذلك هو تكاتف وتكافل مجموعة العمل والتي كانت تضم مجموعة كبيرة من الشباب متقارب السن والذي حتي وإن أدي ذلك لحدوث نوع من التنافس إلا أنه كان فرصة كبيرة لتقارب انساني بين هذه المجموعة ذات الظروف المتشابهة وهي تجربة فريدة في عالم الصحافة. ... رحلة طويلة من الكفاح والسهر والعرق- بحلوها ومرها- نحتت آثارها علي وجوهنا وفي نفوسنا جعلتنا نشعر أن الأهرام المسائي هو والدنا الذي ربانا وله علينا كل الفضل في رعايتنا وتعليمنا ونجاحنا وكذلك هو ابننا الذي بذلنا من أجله الكثير ليكبر ويشتد عوده ويصبح رقما صحيحا بين أقرانه. أرجو من الله أن يعطينا القدرة علي مواصلة العطاء ودعم اخواننا من الزملاء الشباب لمزيد من التقدم والنجاح لجريدتنا الغراء.. تحية واجبة لمؤسس الأهرام المسائي الأستاذ الكبير مرسي عطاالله وتحية لكل من عملوا معنا وتركوا المكان لسبب أو لآخر.. وأخيرا لروح من رحلوا عن دنيانا خلال هذه الرحلة.