هل هي مصادفة ان تحل الذكري السنوية ال21 ل' الاهرام المسائي'قبل نحو اسبوع من الذكري الاولي لثورة25 يناير التي غيرت الحياة علي ارض مصر؟.. الاجابة بالنفي طبعا لان خروج' المسائي'الي النور في17 يناير1991 كان اشبه بثورة مباغتة. حيث لم تسبقه اعداد' زيرو'او اعداد تجريبية كما هي العادة لسبب بسيط هو ان ميلاده ارتبط بحرب تحرير الكويت من قوات الاحتلال العراقي وهو الحدث الذي تتوالي تداعياته? ولاتزال-في المنطقة العربية حتي الان..وكان غزو العراق للكويت في2 اغسطس1990 بداية النهاية لنظم الاستبداد في العالم العربي رغم ادانتنا لطريقة ازاحة صدام حسين من الحكم. وكما ولدت ثورة25 يناير بصورة مباغتة فاجأت العالم اجمع بنبل اهدافها وعناد مفجريها من الشباب المثقف الواعي والمؤمن بمكان ومكانة هذا الوطن..ولد'الاهرام المسائي'من رحم المؤسسة الام كبيرا وناضجا.. وتمكن بفضل كتيبة المحررين الشبان ان يحتل مكانة متميزة علي الخريطة الصحفية خلافا للتوقعات التي ذهبت الي الربط بين نجاحه والعمليات العسكرية في الخليج لكن ايمان وقناعة مقاتلي' المسائي' جعلتهم يتحدون ظروف العمل الصعبة ويدفعون من اعصابهم ثمن خلافات الكبار حتي جاء اليوم الذي اعتلي فيه احد ابنائه سدة رئاسة التحرير.. ولم يكن هذا ليحدث لولا ثورة25 يناير التي اعادت الحقوق الي اصحابها وافسحت الطريق امام الشباب وارست- او هكذا يفترض? قواعد اكثر عدلا للاختيار.. فلم اكن في العهد البائد استوعب كيف يهبط رئيس تحرير من خارج اسرة' المسائي' علينا ب'الباراشوت'كي يقود رجال صنعوا بعرقهم وكفاحهم واخلاصهم مسيرة' المسائي' علي مدار21 عاما. المهم ان احتفال' المسائي' اليوم بعيده يحمل مذاقا مختلفا.. فقد شعرنا مثلما مصر بالتحرر من جبروت الحزب الوطني المنحل..وصارت العلاقة بين رئيس التحرير وزملائه علاقة صحية يسودها الود والحب وحتي لو حدث خلاف في الرأي فهو يصب في صالح العمل. ولم تعد العلاقة سلطوية وفوقية تعتمد علي مجرد تلقي الاوامر والتعليمات.. لكن علاقة تحاورية تتلاقح فيها الافكار.. فكرة علي فكرة تثمر فكرة افضل وهكذا. وقد كان' المسائي' حاضرا بقوة في التفاعل والتناغم مع مخاض الثورة.. حيث اعاد الاعتبار لفضيلة الاعتذار عندما بادر بتقديم اعتذار واضح للقراء عن السقطات التي حدثت في بدايات الثورة..وعاهدهم علي ان يكون انحيازه للحقيقة فقط.. والتزم بالوقوف علي مسافة واحدة من الجميع. وايضا شهد' المسائي'ميلاد تجربة ديمقراطية فريدة تمثلت في اجراء اقتراع حر لاختيار مجلس تحرير مما يعني ان' كتيبة المسائي' تتفاعل مع نبض الوطن وتتعايش مع همومه وتحلم كما نحلم جميعا بغد افضل واكثر اشراقا. وان' المسائي' الذي أكمل بعد اسابيع عامي العشرين متنقلا بين اقسامه بداية من الفنون ومرورا بالتحقيقات والرأي والخارجي وانتهاء بالديسك المركزي اثبت انه مدرسة صحفية شاملة وقادر علي المنافسة.. بدليل انه نهض من كبوته في زمن قياسي.. وعاد ليتألق من جديد بفضل ما يقدمه من صحافة متزنة رزينة لاتعرف الاثارة او دغدغة مشاعر القراء.. ونعاهد قرائنا الاعزاء ان نكون دائما كعهدهم بنا ونقدم لهم الحقائق مجردة دون تزييف او تلوين. نعود الي البداية لنؤكد ان احتفالنا اليوم بعيد' المسائي'هو احتفالان.. احتفال بمسيرة صحيفة مصرية واعدة حملت ولاتزال امال وتطلعات وهموم وطنها علي عاتقها.. واحتفال بهبوب نسائم الذكري الاولي لثورة25 يناير التي اعادت الحق الي نصابه والسيادة للشعب بعد ان مللنا عبارة بناء علي تعليمات السيد الرئيس..عفوا المخلوع!!