ولا أدري كيف تأثر البعض بالحملة الإعلامية الإسرائيلية التي ضخمت من قيمة أسيرها شاليط باعتباره يساوي ألف فلسطيني؟ بينما الحقيقة أن مبادلته بهذا العدد إنما يعبر عن قوة ومهارة الطرف الفلسطيني والوسيط المصري. الذي حقق- علي حد تعبير خالد مشعل أضعاف ما كان يعرضه الوسيط الألماني النجاح الذي حققته مصر من خلال جهاز المخابرات العامة المصرية, في صفقة تبادل الأسري الفلسطينيين مقابل الجندي الإسرائيلي شاليط صاحبته حالة من السعادة والابتهاج, أكدت حاجتنا جميعا إلي الشعور بالنجاح في هذه المرحلة الصعبة من تاريخ البلاد, وهو ما يدفعنا لتوجيه الشكر لكل من ساعد بالفكر أو التخطيط أو التنفيذ علي عقد هذه الصفقة, لما قاموا به من خدمة جليلة لأهداف الأمن القومي المصري, خاصة بعد تعثر إتمام الصفقة; رغم تدخل أطراف دولية عديدة حاولت إنجاز المهمة علي مدي خمس سنوات. وإذا كان الفلسطينيون والإسرائيليون يقدرون هذا الجهد المصري ويشكرون المخابرات العامة, ويحتفون بما قدمت بشكل غير مسبوق فنحن أولي بهذا الشكر, علي الأقل من زاوية أن القائمين علي عقد الصفقة من الجانب المصري, يضربون المثل في العمل الجاد والمدروس رغم كل ما تمر به مصر من ظروف ظن معها الكثيرون أن الدولة المصرية غير مؤهلة لمواصلة دورها الإقليمي وخاصة في القضية الفلسطينية. الحقيقة تؤكد أن النجاح الذي حققه القائمون علي الأمن القومي المصري علي أرض الواقع لا يقتصر علي صفقة تبادل الجندي الإسرائيلي بأكثر من ألف من الأسري الفلسطينيين, بل يمتد ليشمل دفع إسرائيل إلي تقديم اعتذار علي فعلتها الدنيئة تجاه الجنود المصريين, علي الحدود قبل نحو شهرين, وهو الاعتذار الذي شكك الكثيرون في قدرة مصر علي الحصول عليه, بل قارن البعض بين الموقف المصري ونظيره التركي الذي فشل حتي الآن رغم كل الإجراءات التي اتخذتها تركيا ضد إسرائيل في انتزاع اعتذار إسرائيل علي قتلها مواطنين أتراكا في أسطول الحرية قبل ما يزيد علي عام. وهنا يجب التأكيد علي التقدم الذي حققته مصر في ملف السجناء المصريين لدي إسرائيل; حيث بات من المتوقع عقد صفقة مماثلة تفرج مصر- بمقتضاها- عن الجاسوس إيلان جرابيل مقابل إفراج الدولة العبرية عن82 مصريا سجينا لديها منهم ثلاثة أطفال. ولا أدري كيف تأثر البعض بالحملة الإعلامية الإسرائيلية التي ضخمت من قيمة أسيرها شاليط باعتباره يساوي ألف فلسطيني؟ بينما الحقيقة أن مبادلته بهذا العدد إنما يعبر عن قوة ومهارة الطرف الفلسطيني والوسيط المصري الذي حقق- علي حد تعبير خالد مشعل أضعاف ما كان يعرضه الوسيط الألماني; وهو ما يجعلنا نشير إلي الفشل الواضح من جانب الاخوة الفلسطينيين ومن خلفهم الإعلام العربي في تسويق قضية الأسري الفلسطينيين الذين يتجاوز عددهم الستة آلاف أسير, إذ بينما تصرخ إسرائيل ليل نهار في وجه الفلسطينيين والمجتمع الدولي من أجل أسيرها الجندي العادي والمغمور, ومجرم الحرب شاليط الذي صار بسبب أسره من المشاهير, فإن الحديث عن قضية الأسري الفلسطينيين يظل باهتا وموسميا خاصة في مواجهة المجتمع الدولي. ولا بد من الإشارة إلي أن إتمام صفقة تبادل الأسري يؤكد من جديد فعالية الدور الإقليمي لمصر الذي تحاول أطراف عديدة النيل منه, معتقدة أن مصر انكفأت علي همومها الداخلية. وأؤكد أنني لم أفقد تفاؤلي- بعد نجاح ثورة يناير- بأن مصر ستستعيد دورها وهيبتها ومكانتها من جديد, وأنا علي يقين بأن هذا الدور غير قابل للزوال أو الانحسار. [email protected]