أحيانا يحقق الأهلي فوزا مهما بعد عرض قوي فنشيد بقوة العرض.. وأحيانا يكون حماسيا ومثيرا.. أو صعبا.. أما مساء أمس فكان الأهلي جميلا أي أنه لم يكتف بالفوز ولا الأداء ولا السيطرة بل قدم لنا المتعة والحلاوة والجمال في كرة القدم وهو يواجه فريق طلائع الجيش الوديع وفاز بثلاثة أهداف دون رد علي ستاد القاهرة في المرحلة الثانية عشرة بالدوري الممتاز. فقد كان الأهلي ممتعا كما لم يكن من قبل.. الكرة تتحرك بين أقدام لاعبيه بسهولة ويسر كأنهم وحدهم في أرض الملعب.. كرة تشعرك بالحلاوة في التمرير والتحرك والتسليم والتسلم والجري, و مع الثلاثية كانت الأهداف قليلة لأنه كان يجب أن تصل إلي نصف دستة أو أكثر لكنه الاستهتار وعدم الرغبة في المزيد. قدم لاعبو الأهلي واحدة من أفضل مبارياتهم ربما في آخر3 سنوات وليس مهما الفوز أو الأداء أو السيطرة لكن الأهم هو الابداع والجمال والطاحونة والساقية التي لا تتوقف عن الدوران. أمام فريق ظهر وكأنه يلعب كرة القدم لأول مرة فلا حركة ولا دفاع ولا وسط ولا هجوم ولولا تألق الحارس عماد السيد لارتفع الرقم التهديفي.. هذه المباراة التي رفعت رصيد الأهلي إلي26 نقطة منفردا بالمركز الثاني بعد حرس الحدود وضعت طلائع الجيش في مأزق بتوقف رصيده عند9 نقاط. فاروق جعفر حاول من خارج الملعب واجري3 تغييرات دون أن يحدث أي تغيير وظل الأهلي يفعل ما يريد طوال90 دقيقة بنفس الشكل والأسلوب دون أن يستطيع أحد أن يوقفه من اللاعبين. كل لاعبي الأهلي تألقوا وأجادوا وأبدعوا لأقصي درجة باستثناء لاعب واحد لم يكن له أي دور في اللقاء ولا نستطيع ان نضع له تقييما هو شريف إكرامي الذي لم يختبر ولن أكون مبالغا إذا قلت: لو لعب الأهلي بدونه ما خسر شيئا لأن أمامه فريقا لم يكن يفكر في مرمي منافسه.. هذا ليس عيب اكرامي لكن حظه أن الفريق الآخر لم يره في اللقاء. فعل الأهلي كل شيء كان لاعبوه يمررون الكرة بسهولة ويسر ومتعة وظهر ناجي جدو بشكل رائع, فقد سجل وأهدر ونال ركلة جزاء وعانده الحظ والقائم ولأول مرة يظهر بهذه الايجابية مع الأهلي.. فيما لم يفعل بديله جونيور شيئا وخذل مدربه الذي يحاول أن يظهره واستغل انهيار الطلائع وتفوق الأهلي لكن مفيش فايده هو لاعب محدود الامكانات متواضع القدرات به اشتري الأهلي المترو ودفع اكثر من مليوني دولار لمن لا يستحق بضعة آلاف. أدار اللقاء الحكم رءوف الحوشي وعاونه محمد عبدالمنعم ووائل العقاد ولم تظهر أخطاء للمساعدين في هذا اللقاء, لكن الخطأ ظهر من الحكم رءوف الذي لم يحتسب ركلتي جزاء لشديد قناوي والسعيد في الشوط الأول بل إنه أنذر السعيد بدلا من أن ينذر مدافع الطلائع الذي عرقله ويحتسب ركلة جزاء لا يختلف عليها اثنان, ثم احتسب في الشوط الثاني ركلة غير واضحة لجدو وكأنه اراد تعويض الأهلي. خلال الشوط الأول أهدر الأهلي فرصة كبيرة للخروج متقدما بخمسة أهداف علي الأقل واكتفي بهدفين سجلهما سامح حسن في مرماه عندما غير اتجاه تسديدة أحمد فتحي لتسكن الشباك في الدقيقة العاشرة.. والثاني برأسه ولا أجمل لمحمد ناجي جدو.. وقبل الهدفين وبعدهما فرص لا حصر لها من كل اتجاه وكل لون فأهدر السعيد وجدو ووليد وشديد, هذا بخلاف تغاضي الحكم رءوف الحوشي عن احتساب ركلتي جزاء صحيحتين لمصلحة أحمد شديد وعبدالله السعيد لعرقلتهما بشكل واضح لا يقبل الشك داخل منطقة ال18.. والأسوأ أن الحكم منح السعيد انذارا بدلا من ركلة جزاء وانذار مدافع الطلائع. الأهلي لعب بتشكيلة ضمت كلا من شريف إكرامي وامامه الثلاثي حسام غالي ووائل جمعة وأحمد السيد, وفي اليمين أحمد فتحي, وفي اليسار شديد قناوي, وفي الوسط عاشور والسعيد ووليد سليمان, وفي المقدمة محمد أبوتريكة ومحمد ناجي جدو. قدم الأهلي واحدة من أعظم أشواطه ففعل لاعبوه كل شيء وقدموا كرة ممتعة وهاجموا من الأطراف والعمق.. وفرض الأهلي سيطرته الكاملة علي كل أرجاء الملعب من خلال الثنائي وليد سليمان وعبدالله السعيد والأطراف المثمرة أحمد فتحي وشديد قناوي اتيحت للأهلي عدة فرص لم تستغل كانت كفيلة برفع النتيجة إلي خمسة أهداف في أسوأ الأحوال. كان لاعبو الأهلي يجرون ويمرحون ويمتعون فقدموا لنا أجمل شوط لهم هذا الموسم كنا نتمني ألا ينتهي من كثرة الامتاع المقدم من نجوم الأحمر الذين صالوا وجالوا كان كل لاعب يسلم الكرة ويجري لينتظر دوره ويتسلم ويمرر وكلهم صنعوا الخطورة سواء فتحي أو قناوي أو وليد أو السعيد أو جدو أو تريكة وتحديدا جدو الذي قدم شوطا قد يكون الأفضل له منذ انضمامه للأهلي فتحرك وأجاد وصنع فرصة لوليد سليمان في آخر لحظة من الشوط لكن وليد تأخر, كما سجل هدفا ولا أجمل ماركة جدو كرة من فتحي فشل الدفاع في ابعادها قفز ولف وكأنه علي رولمان بيلي وسجل هدفا جميلا وقبله فعل نفس اللعبة لكن القائم الأيسر تصدي لها. كان الأهلي يلعب وكأنه بمفرده في أرض الملعب فقد ظهر الطلائع بعيدا تماما فدفاعه مفتوح وأطرافه مشلولة.؟ ووسطه غير موجود والهجوم لا أثر له.. فريق لم يهاجم ولم يكن قادرا علي الدفاع إذا ماذا كان يفعل.. لقد حاول أيمن حفني في الهجوم لكن تاه وسط دفاع الأهلي ولم نر خطورة للجيش إلا مرة واحدة, وبرأس حسام غالي وكادت الكرة تسكن الشباك لكنها خرجت لركنية في الدقيقة33. ومع الفشل الهجومي دفع فاروق جعفر باللاعب بابا أركو بديلا من ماريانو لاعب من وسط الملعب مع أن مشكلة الطلائع كانت في الدفاع الشوارع لسوء أداء عماد السيد وسامح حسن وحلمي أحمد ووسط مفتوح فلم نر دورا واضحا لعامر صبري وايهاب المحص ومريانو حتي الأطراف لم تدافع ولا تهاجم بدليل ما فعل قناوي وفتحي وعجز مشهور وأحمد عبدالعزيز عن فعل شيء, وبالتالي تم حصار الهجوم فلم تظهر خطورة. هذا الشوط شهد تغييرا للأهلي بخروج حسام عاشور ونزول محمد شوقي وانتهي أفضل شوط للأهلي هذا الموسم بتقدمه بهدفين فقط مع كوكتيل من المتعة والاثارة. ويبدأ الشوط الثاني بنشاط ملحوظ للجيش لكن بلا خطورة وتماسك الأهلي ومن أول هجمة بعد8 دقائق من هذا الشوط نجح محمد ناجي جدو في الحصول علي ركلة جزاء مشكوك فيها, ونال سامح حسن انذارا وربما يكون الحكم لجأ لتعويض الأهلي في هذه اللعبة فهو لم يحتسب ركلة جزاء لا تقبل الشك واحتسب لعبة بها شك كبير.. وتصدي للركلة النجم محمد أبوتريكة سجلها ببراعة علي يسار الحارس عماد السيد ليتقدم الأهلي3/ صفر بعد52 دقيقة. وبعد الهدف مباشرة أطلق أحمد فتحي صاروخا مر بجوار القائم الأيمن بسنتيمترات.. وتضيع بعدها فرصة أخري للتهديف. ويخرج أبوتريكة في الدقيقة63 ويلعب بدلا منه محمد بركات.. ويعود الأهلي لفرض سيطرته الكاملة.. وتبدأ الطاحونة الحمراء في العمل وتذهب الكرة إلي كل مكان وكل لاعب ويتوقف لاعبو الطلائع عن العمل ويشاهدون ابداع الأهلي وكأنهم حضروا للاستمتاع وبعد هجمة نموذجية وتمريرات كثيفة بطريقة جميلة انتهت لجدو مررها بضعف ليضيع هدف خيالي بعد لمسات ساحرة وطاحونة أو ساقية أهلاوية لا فرق. ويخرج جدو والذي قدم أفضل70 دقيقة له مع الأهلي منذ قدومه ولعب بدلا منه جونيور ربما رآها جوزيه فرصة لمنحه فرصة لعله يسجل هدفا ينثر به الرماد في عيون من يصوبون نحوه سهام النقد بسببه. ويتحرك بركات عرضيا ويتعرض لضغط ويمرر لوليد سليمان الذي سدد مباشرة انقذها عماد السيد ببراعة لركنية. ويدفع فاروق جعفر باللاعب أحمد عمران بدلا من المهاري أحمد حفني لعل وعسي يوقف محركات الأهلي. لكن هذا لم يحدث فلم تفلح تغييرات جعفر في احداث أي تغيير في أرض الملعب وظل الحال كما هو عليه.. فالمساحات واسعة والطرق مفتوحة.. والضغط غير موجود.. ولو كان الأهلي اكثر تركيز أو معه عماد متعب ودومينيك لضاعف النتيجة.. ويتوالي الهجوم والتسديد ويظهر عماد السيد بمفرده في مواجهة الأهلي وتحول الملعب إلي تمريرات أهلاوية ولا وجود للمنافس دفاعا أو وسطا أو هجوما.. حتي أننا لم نر شريف إكرامي في الكادر فلم يكن له أي دور خلال ال90 دقيقة وبعد سيطرة كاملة وعشرات التمريرات والفرص أنقذ الحكم رءوف الحوثي الطلائع وجعفر واطلق صفارة النهاية بفوز الأهلي3/ صفر.