الاقرار بأن تصريحات الدكتور الجنزوري وخطواته تبعث علي التفاؤل لا يعني بأي حال من الاحوال ضمان النجاح في تخطي التحديات والصعوبات التي تواجه الحكومة الجديدة. قد يكون الحديث عن مهلة وهدنة غير معلنة فيه نوع من الاستفزاز والشروط المرفوضة شكلا, ولكننا نرصد الواقع الفعلي في الشارع المصري الذي طال انتظاره لعلامات واشارات مؤكدة علي استكمال مسيرة الثورة بكل ما تحمله من اهداف ومبادئ لا مجال للتراجع عنها. ولعلنا نحصر البدايات المشجعة في ثلاث نواح تخالف ما كان متبعا من قبل وتصب في الاتجاه الصحيح.. اولا: الاستمرار في النهج الثابت للتعامل مع شباب الثورة من خلال الحوار البناء والاتصال المباشر وطي صفحات العنف مهما تكن مبرراته وهذا النهج هو ما التزم به د. الجنزوري, بل أضاف إليه رفضه للعنف اللفظي كمثال علي صدق التوجه حاضرا ومستقبلا. ثانيا: الالتزام ببرامج زمنية لاتخاذ قرارات واضحة ومحددة بشأن اهم الملفات التي تشغل الرأي العام فيما يخص دور الحكومة والمتعلقة بالأمن والوضع الاقتصادي اضافة الي الرعاية الكاملة لأسر الشهداء والمصابين وهي الرعاية التي لن تكتمل دون استكمال محاكمة قتلة الشهداء وانزال القصاص العادل بهم. ثالثا: وجود اجواء ايجابية من المراجعة الشاملة لدي جميع الاطراف والقوي ذات العلاقة بالمشهد السياسي, ويمكننا تفسير هذه المراجعة الضرورية بالنظر الي العملية الانتخابية التي تصل خلال أيام الي محطتها الثانية بعد تسجيل علامة فارقة واقبال منقطع النظير في المرحلة الاولي مما يحسم الجدل حول وعي الشعب وتمسكه بحقوقه كاملة وفي الوصول لدولته المدنية المنشودة والقائمة علي اسس راسخة من الحرية والديمقراطية. ونستطيع أن نضيف إلي البدايات المشجعة التي تحيط بعمل الحكومة الجديدة ان العبرة في النهاية مرهونة بقرارات فعلية تجسد الحالة الثورية, ليس في سخونتها وتعبيراتها اللغوية وانما في اعادة الحقوق المسلوبة للشعب سواء ما يتعلق بمطالبه العادلة تجاه رموز النظام السابق, وكذلك الحصول علي الحد الأدني اللائق من الخدمات والحقوق. انها مهلة وهدنة غير معلنة وعلي الجنزوري تغذية الرصيد بقرارات وإجراءات فورية يشعر بها المواطن وبسرعة لا تنفع معها التصريحات والمشاعر مهما تكن صادقة. [email protected]