اليوم ينطلق عرس ديمقراطية مصر.. ويضع الوطن أولي خطواته علي طريق التحول إلي آفاق مستقبل ظل المصريون يحلمون به وينتظرون بشائره عقودا. اليوم تكتسي مصر حلة جديدة ناصعة البياض كثورتها العبقرية التي أدهشت العالم.. والمطلوب منا جميعا الآن أن تتوحد علي كلمة سواء وعلي قلب رجل واحد أن نقف في نفس الخندق وندافع بكل ما نملك من قوة عن مستقبلنا.. أن نضرب بيد من حديد علي كل من يريد إجهاض الحلم أن نفرز أنفسنا ونعلي صوت عقلائنا فوق كل صوت.. أن نقول بأعلي صوتنا لا للبلطجة.. ولا للاجندات الخاصة داخليا وخارجيا التي نسعي إلي شرذمتنا ودفعنا للخلف ومحاصرتنا في خندق التشتت والضياع. مصرنا العظيمة وشعبها الطيب وآثارها الخالدة تستحق ما هو أفضل, تستوجب منا جميعا أن نكون علي قدر حضارتها وعظمها, فليس معقولا أن يقف العالم مبهورا بما فعلناه بينما نهدمه نحن بأيدينا ونسمح لحفنة مأجورة من اللصوص والبلطجية والخارجين علي القانون بأن يسرقوا ويشوهوا ثورتنا, لم يعد مقبولا بعد الآن أن نري رجلا لا يحترم قواعد المرور وآخر يتخفي كاللصوص لكي يلقي بقمامته في نهر الطريق, وثالث يحرق ويسلب المحلات والبيوت ويروع الآمنين ويقطع الطرق. لم يعد مقبولا ما نراه ونسمعه من محاصرة مجلس الوزراء لمنع دخول الجنزوري المكلف بالحكومة الجديدة أو المطالبة بقطع رقبة منصور عيسوي واستمرار محاصرة ميدان التحرير وضرب تدفق السياحة للمتحف المصري وتعطيل العمل بالمصالح الحيوية لاسيما مصلحة الهجرة. ولم يعد مقبولا أن نعترض علي كل مايقوله ويفعله المجلس العسكري حامي الثورة نعم من حقنا أن نختلف أن نرفض أن نعترض لكن بتحضر ووعي يناسب حضارتنا ومقامنا, ودون أن ننسي أن مصر في خطر وأن اقتصادنا علي شفا الانهيار وكل أوضاعنا تسير من سييء إلي أسوأ.. ومن حقي أن أسأل.. ألا من هدنة لالتقاط الأنفاس ودفع عجلة الاقتصاد والتنمية للأمام.. ألا من وقفة مع النفس لقراءة ما يحدق بنا من أخطار جسام ومستقبل بلا ملامح. لقد عشت في السويد24 عاما وتجولت في كل دول أوروبا والعالم شاهدت بعيني كيف يكون التظاهر راقيا وكيف يتعاون الجميع مع الأمن دون حرق أو إتلاف أو تدمير أو تعطيل لمؤسسات الدولة فكل من يفعل ذلك يدرك عواقب ما ينتظره من غرامات وحبس.. المطلوب منا أن نتوقف قليلا.. نهدأ لنبدأ البناء نمد أيدينا للمجلس العسكري ونساعد الشرطة علي النهوض واستعادة الثقة ونترك المجال لمجلس الوزراء الجديد ليأخذ فرصته. كلامي لا يعني أنني ضد مطالب الثوار فلولا ثورتهم العظيمة ما عدت إلي مصر لكنني أرجوهم قليلا من الهدوء.. فهذا وقت البناء وقت اجتماع الأيادي والعقول لكي نبدأ بناء مصر ونعيد لها وجهها المشرق الذي لوثته خطايا النظام السابق.. فهل من مجيب؟