أعرف عيون هي الجمال والحسن وأعرف عيون تاخد القلوب بالحضن وعيون مخيفة وقاسية وعيون كتير وباحس فيهم كلهم بالحزن كانت كلمات صلاح جاهين هي الحاضرة عندما رأيناها فما أن وقعت أعيننا عليها وجدناها حائرة بين صنعة الإيد في ضبط كوب الشاي وبين مشاهدة المسيرة التي هلت عليها في الميدان تعلو فيها كلمات اعتادتها لكن بأصوات عالية خطفت الجميع ومنهم مريم. في عينيها تحد كبير ما يقدر عليه غير القادر سبحانه وجواها هم كبير علي سنها.. الاسم مريم عاطف والعنوان أرض اللواء لكنها اتخذت من الميدان عنوانا جديدا تحبه وتحب حياتها فيه, جاءت للميدان مع أمها لتتسلم منها وردية آخر اليوم بعد الفصل والسبورة والكتاب والكشكول في فصلها الدراسي بالصف الأول الإعدادي تأتي لتكمل يومها الثائر في ثورتها هكذا قالت فقد كانت من أوائل الموجودين في25 يناير, تابعناها فوجدناها مشغولة عينها علي الميدان ترصد أحداث الثائرين حولها وفي نفس الوقت تعمل بهمة ونشاط لتصنع أكواب الشاي, بعد أن تنهي يومها الدراسي فهي تلميذة مجتهدة, وبتطلع من الأوائل في مدرستها عشان تحقق حلم المستقبل بأن تكون مهندسة بترول وكلها تفاؤل بأن الأمل زاد واصرارها علي التحقيق تضاعف بعد نجاح ثورتها التي شاركت فيها من أولها ثم أتت مرة ثانية عشان تكملها. فهي متفائلة خاصة عندما تقول عايزين مصر تبقي زي ما بنتمني عشان كده جينا نكمل مشوار الثورة.