منع الأهالي وأصحاب المحال في شارع الفلكي المتظاهرين من دخول الشارع والاشتباك مع قوات الأمن منعا لاستمرار إطلاق قنابل الغاز من جانب قوات الامن والحجارة من جانب المتظاهرين. وأكد الأهالي الذين اصطفوا عند مدخل الشارع أن المحال تضررت بشدة جراء استخدام الحجارة وتحطمت أغلب الواجهات, وأنهم تضرروا من رائحة الغاز المسيل للدموع الذي تطلقه قوات الأمن والذي انتشرت رائحته في المنازل, وأدت إلي انتشار الأمراض بين الأطفال في المنطقة. في الوقت ذاته سيطرت اجواء الفرحة والاحتفال علي المتظاهرين بشارع منصور المتقاطع مع شارع محمد محمود والمؤدي إلي وزارة الداخلية حيث تجمعوا أمام مدرعات القوات المسلحة رافعين أعلام مصر ومرددين الهتافات التي تعبر عن نصرهم وفي نفس الوقت الهتافات المعادية لوزارة الداخلية وقوات الأمن. فيما اعتبره البعض الهدوء الذي يسبق العاصفة, أحكمت القوات المسلحة قبضتها علي الشوارع المحيطة بوزارة الداخلية وقامت بنشر عدد من المدرعات بشوارع الشيخ ريحان ونوبار وعبد الحميد الرمالي بواقع مدرعتين في كل شارع, وكذا تحصين الشوارع بجنود القوات المسلحة وأمامهم الأسلاك الشائكة للحيلولة دون التحام المتظاهرين وقوات الأمن التي عادت لتنظيم صفوفها أمام مقر الوزارة ونشرت التشكيلات العسكرية أمام الوزارة, وعكف الجنود من الشرطة علي تضميد جراحهم والترحيب بالسيارات المصفحة التي تحمل زملاءهم من القوات المسلحة الذين حضروا لمساعدتهم في تأمين مقر الوزارة لتتحول المنطقة إلي ثكنة عسكرية. وقد احتفي المتظاهرون بنزول مدرعات القوات المسلحة إلي الميدان والشوارع المتاخمة وبدأوا في إيقاف عمليات إلقاء الحجارة ورفعوا الأعلام فوق المدرعات مرددين الهتافات الوطنية, وكذا الهتافات المعادية لرجال الشرطة, وهو ما دفع ضباط الجيش المكلفين بتأمين مقر الوزارة إلي محاولة تهدئة المتظاهرين وإقناعهم بالابتعاد عن مقر الوزارة والعودة إلي ميدان التحرير للتضامن مع زملائهم. وقد توجهت مجموعات من شباب المتظاهرين بعد الهدوء النسبي الذي شهده شارع محمد محمود إلي المقاهي القريبة من الميدان لتناول بعض الأطعمة والمشروبات, وأخذ قسط من الراحة للعودة مرة أخري للميدان. فيما التقط أصحاب المحلات بمنطقة باب اللوق أنفاسهم وبدأوا في حصر الخسائر والتلفيات التي لحقت بمحلاتهم وإعادة الحياة إلي طبيعتها بفتح المحال أمام المارة الذين بدأوا في العودة للتجول في الشوارع مرة أخري. وما أن نسج الليل خيوطه حتي تجددت الاشتباكات مرة أخري بين المتظاهرين وقوات الأمن فجأة ودون سابق إنذار بعد أن قام مجموعة من شباب ألتراس الأهلي باستفزاز قوات الشرطة بالشتائم والسباب وهو ما دفع قوات الأمن للرد بالقنابل المسيلة للدموع مرة أخري وهو ما أشعل نار المواجهات من جديد, حيث خيم الظلام مرة أخري علي المنطقة بعد انقطاع التيار الكهربائي عن منطقة باب اللوق والشوارع المحيطة بها, ليعيد أصحاب المحلات إغلاق أبوابها ويواصل المتظاهرون إلقاء الحجارة علي قوات الشرطة ويستدعون زملاءهم من علي المقاهي لمشاركتهم في الاشتباكات بينما وقفت قوات الجيش موقف المحايد بعدما فشلت جهودها في تهدئة الأجواء مرة أخري, في الوقت الذي استعادت فيه قوات الأمن عافيتها واستمرت في إلقاء القنابل المسيلة للدموع وإطلاق طلقات الخرطوش لتفريق المتظاهرون من الشوارع المؤدية إلي الوزارة, وقد شكل جنود من الشرطة دروعا بشرية أمام أبواب الوزارة, لتتواصل عمليات الكر والفر بين المتظاهرين وقوات الأمن التي تحتمي بالوزارة مرة أخري حتي الساعات الأولي من صباح اليوم. علي مسئولية أستاذ جامعي: بلطجية يلقون المولوتوف علي قوات الأمن من فوق أسطح العمارات الشرقية: مني طعيمة في واقعة هي الأولي من نوعها منذ اندلاع شرارة الأحداث الدامية التي يشهدها ميدان التحرير والشوارع المحيطة به منذ يوم السبت الماضي قام أستاذ جامعي بتحرير محضر بقسم ثان الزقازيق أكد خلاله استعداده للشهادة أمام الجهات الرسمية المسند إليها إجراء التحقيق في أحداث التحرير كشاهد عيان.. وقال في بلاغه إنه أثناء ذهابه أمس الأول لزيارة ولديه المقيمين بمنطقة باب اللوق شاهد عددا من السيارات نصف النقل لم يحدد أرقامها تقل مجموعة كبيرة من الأشخاص يحملون أسلحة لم يبين نوعها وزجاجات المولوتوف وكذلك أجولة تحتوي علي عدد كبير من الأسلحة البيضاء, فقام باستيقاف أحدهم لسؤاله عما يحدث فرد عليه قائلا: خليك في حالك إحنا بنطهر البلد من الخونة. وأكد الأستاذ الجامعي في محضر الشرطة أمام المقدم وائل فلاح رئيس مباحث قسم ثاني الزقازيق أنه شاهد أفراد تلك المجموعة يصعدون إحدي العمارات بالمنطقة( لم يذكر اسمه) والتي يوجد أسفلها مقر شركة مصر للطيران لإلقاء زجاجات المولوتوف علي قوات الأمن المتمركزة بالشارع من أعلي سطح العمارة.. تم تحرير محضر بأقواله وجار العرض علي النيابة.