منذ بدأت المعركة الانتخابية بدأ كل حزب في ترتيب أوراقه للنزول ببرنامج انتخابي يتمكن به من حشد أصوات الناخبين لصالح الحزب ومرشحيه.. ولكن انحصرت الدعاية والبرامج المطروحة في أغلبها في التوجهات والأبعاد السياسية دون غيرها دون أن تمنع الابعاد الاقتصادية والاجتماعية ما تستحقه وان كانت بعض الاحزاب قد وضعت ضمن برامجها قضايا وامور تهم رجل الشارع ولكن يبقي السؤال هل يمكن تنفيذ هذه البرامج علي أرض الواقع أم ستظل حبرا علي ورق. يقول الدكتور عبدالجليل مصطفي رئيس الجمعية الوطنية للتغيير أن الاغراض السياسية تسيطر علي أذهان الكثير من المرشحين لأنهم يرون ان مستقبل مصر في يد البرلمان القادم, وأصبح هدف الغالبية من المرشحين الوجود بأي ثمن وبالتالي لم يشغلهم البرنامج الانتخابي بقدر ما شغلتهم الدعاية لمحاولة جذب الناخبين سواء للحزب أو للمرشح الفردي وبالتالي لن نجد البرنامج الحقيقي الذي تم وضعه من أجل خدمة المواطنين. واضاف مصطفي ان البرامج الانتخابية المختلفة لم تتناول البعد الاجتماعي والاقتصادي ولا تمس المطالب الحقيقة للمواطنين بعد الثورة, فاهتمام المرشحين انحصر في الدعاية الانتخابية للفوز بمقاعد البرلمان وحصانته في سباق القدرات المالية علي حد وصفه ليدفع كل مرشح ملايين الجنيهات ليس لخدمة الناس بقدر أهمية حصوله علي أغلي فوز وهو الحصانة. وقال ان الانتخابات البرلمانية ستنحصر بين التكتلات العصبية وبعض العائلات التي تستطيع توجيه مناطق بأكملها لصالح احد المرشحين. وأكد الدكتور عاطف البنا أستاذ القانون الدستوري بجامعة القاهرة انه اغلب المرشحين في الانتخابات البرلمانية ينتمون لاحزاب وكل حزب وضع برنامجا تنطلق منه دعايته, ويري البنا أن جميع البرامج متشابهة ومتقاربة فعلي سبيل المثال نجد الاحزاب الليبرالية تتحدث عن العدالة الاجتماعية والطبقات محدودة الدخل وبالتالي يكون البرنامج الانتخابي نابعا من التوجه الاساسي للحزب والوضع نفسه ينطبق علي المرشح الفردي الذي يضع برنامجه وفقا لأفكاره وتوجهاته, وقال البنا العبرة ليست في البرامج المعلنة ولكن في امكانية تنفيذها علي أرض الواقع حتي لاتصبح البرامج مجرد كلام علي ورق. ومن جانبه, قال دكتور عثمان محمد عثمان أستاذ الاقتصاد والعلون السياسية بجامعة6 أكتوبر انه إذا كنا جادين في دعم مسيرة الديمقراطية بعد الثورة وفتح الابواب لممارسة العمل السياسي بشرط الالتزام بالقوانين وتأتي علي مقدمتها عدم قيام الاحزاب علي أسس دينية أو استخدام الميليشيات أو قوي التسليح حتي لاتقوم علي مبادئ عسكرية, ويري انه هناك تناقضا بين أفعال وأقوال الاحزاب خاصة في ظل الانفتاح والانفلات الإعلامي في بعض القنوات الفضائية, مما يجعل من الصعب ان يلتزم أو يراعي أي من القيادات بما أعلنه خاصة وانهم كانوا محرومين من الظهور الإعلامي لفترة طويلة. ويضيف ان برنامج حزب الحرية والعدالة نطريا مقبول ولكن الشك والريبة تنبع من تاريخ هذه الجامعات وعلاقتها بالجماهير والتوجس خشية تغيير المواقف بعد الفوز في الانتخابات مع وجود انتهازية سياسية لمعظم القوي علي الساحة السياسية ولكنها ضريبة الحرية, كما أكد ان الإخوان لديهم فرصة لاثبات مصداقيتهم وإلغاء كلمة المحظورة من قاموس الحزب.