مع حلول عيد الأضحي ينتشر مشهد الذبح خارج المجازر وبالرغم من القيمة التي تنتجها مخلفات الذبائح الا انه يتم اهدارها سنويا والتخلص منها في مدافن القمامة او استخدامها في اعداد وجبات أغلبها ملوث من خلال المسامط. وتؤكد الدراسات العلمية ان اكثر من45% من وزن الذبيحة عبارة عن مخلفات يمكن استخدامها في انتاج الاعلاف والمواد الطبية والصناعية بشرط الذبح داخل المجازر الالية سواء الحيوانات او الدواجن. ويقول الدكتور اسامة رضوان رئيس قسم العلوم الزراعية بمعهد الدراسات والبحوث البيئية والذي قدم رسالة دكتوراه عن مخلفات المذابح ان متوسط وزن جاموس عمره عام يصل الي340 كجم وتفي الذبيحة ب185 كجم اي ان54% من وزن الذبيحة فقط والباقي مخلفات متمثلة في الجلد بنسبة11% والامعاء بنسبة19% والرأس بنسبة6,5% والاقدام بنسبة2,9% والكبد بنسبة1,7% والقلب بنسبة2,1%. فإذا احسن اعادة الاستخدام بطريقة علمية سليمة بعيدا عن العشوائية وبصورة مقننة للمسامط التي تعد وجبات اغلبها ملوثة فاننا سنكون بصدد ثروة صناعية وطبية تساهم في انتاج الاعلاف والادوية ومواد اخري مطلوبة تساهم في فتح مجالات العمل. وأضاف: في الواقع لا تطبق اي من هذه الصناعات الا في مجالات محدودة خاصة اذا تم الذبح في البيوت فهناك مخلفات تلقي في القمامة وينجم عنها اثار بيئية وصحية خطيرة ومعظم محلات الجزارة تورد الامعاء والاحشاء للمسامط وتباع مباشرة بالاسواق الشعبية كبدائل للحوم خاصة الاسر الفقيرة وتورد العظام لصناعة الغراء والجلود لمنطقة المدابغ بعين الصيرة بينما يلقي بالشحوم والمتبقيات في القمامة والترع والمصارف في حين ان هذه المواد العضوية تضر بالكائنات البحرية كما تراق الدماء وتلوث المذابح ان لم تكن بالفعل مذبوحة خارج المجزر وهو ما يتسبب في اضرار صحية وبيئية خطيرة. واوضح ان مخلفات اللحم البقري والعجول يستخرج منها القرون والحوافر التي تستخدم في صناعة الامشاط والزرارير وغيرها من الرفائع البلاستيكية وقد تكون ذات لون داكن فتدخل في صناعة العصا المزخرفة والنجف والاسمدة ذات الجودة العالية والادوات الحادة. اما الشعر والصوف فيتم فصل الشعر في مدابغ الجلود ليدخل في صناعة السجاد كما تمثل الجلود ثروة قيمة حيث يقدر سعرها ب12% من ثمن الحيوان وتدخل الجلود البقرية في صناعة الحقائب والاحذية بينما تدخل جلود الاغنام في صناعة الشامواه بعد معالجتها بزيت الأسماك. اما الدماء فلا يمكن الاستفادة منها الا من خلال المجازر الآلية وللأسف عددها في مصر قليل جدا. وأكد ان مخلفات مجازر الدواجن ايضا يمكن تحويلها الي ثروة حيث تستخدم في انتاج الاعلاف والاسمدة وانتاج الغاز الحيوي والبروتين الميكروبي موضحا ان كل1000 كيلو من الدواجن ينتج عنه51 كيلو من مخلفات الدواجن بالاضافة الي4,7 كيلو دم جاف بما يعني ان كل30 طنا من الدواجن الحية تنتج7,5 طن من المخلفات والتي يمكن تصنيعها كعلائق للحيوان. واضاف ان نسبة النافق من الدجاج قبل الذبح4% وبعد الذبح يتراوح النافق وغير الصالح للاستهلاك الادمي بين9% الي3% والتي تمثل مخاطر صحية في حالة عدم تدويرها مؤكدا انه يمكن استغلالها كمصدر غذائي للدواجن يعوض النقص الحالي في الاعلاف. من جانبه طالب الدكتور يوسف ممدوح رئيس الادارة المركزية للحجر البيطري بضرورة تطوير المجازر والتوسع في المجازر الالية مؤكدا انه بالرغم من قيمة هذه المخلفات الا انها يتم التخلص منها في مدافن القمامة او استغلال اصحاب المسامط لباقي منتجات البهائم ولا يعاد تدوير سوي الجلود مرة اخري.