أجري محمد عمرو وزير الخارجية أمس بمقر وزارة الخارجية محادثات مهمة مع وزير الخارجية الهولندي يوري روزنتال الذي يزور مصر حاليا. وصرح المستشار عمرو رشدي المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية بأن المباحثات قد شهدت استعراض عدد كبير من القضايا الثنائية والإقليمية, حيث أعرب الوزير الهولندي عن سعادته بالعودة مجددا إلي مصر, مشيرا إلي أن نجاح الثورة المصرية كان حاسما في استمرار وانتشار الربيع العربي, كما أشاد بدور مصر في المنطقة العربية ومساعيها لتحقيق المصالحة الفلسطينية, وكذلك لدورها في إتمام صفقة تبادل الأسري الفلسطينيين. ومن جانبه عرض محمد عمرو جهود مصر لإنعاش الاقتصاد وعبور الصعوبات التي يمر بها والضغوط التي تتعرض لها موازنة البلاد, مؤكدا ثقته في تجاوز مصر لتلك المعوقات التي تعد من الأمور المعتادة في المراحل الانتقالية في حياة الدول, مشيرا إلي وجود مؤشرات طيبة علي عودة النشاط السياحي في مصر, وبخاصة في المناطق الساحلية والمقاصد السياحية الرئيسية كما تطرق وزير الخارجية إلي ما اتخذته الحكومة المصرية من إجراءات لضمان إجراء الانتخابات المقبلة في أجواء من الحيدة والنزاهة التامة. وردا علي استفسار من الوزير الهولندي بشأن إمكانية استئناف الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي لمفاوضات السلام, أوضح عمرو أن الجانب الفلسطيني أكد مرارا عدم وجود إمكانية لاستئناف تلك المفاوضات في ظل استمرار إسرائيل في سياسة الاستيطان, وأكد وزير الخارجية أن العودة للمفاوضات يجب أن تكون علي أسس واضحة وفي مقدمتها اعتراف إسرائيل بالحقوق الفلسطينية ووقف سياسة الاستيطان, مشيرا إلي أن لجوء الفلسطينيين إلي الأممالمتحدة للحصول علي العضوية الكاملة لدولة فلسطين في المنظمة الدولية كان السبيل الوحيد المتاح أمامهم بعد وصول عملية السلام إلي طريق مسدود بسبب التعنت الإسرائيلي. واتصالا بالشأن الليبي, اعتبر محمد عمرو انتخاب الحكومة الجديدة علامة ايجابية علي بدء الاشقاء الليبيين طريق إعادة الإعمار والبناء وإرساء الاستقرار في البلاد, كما عرض مشاركة مصر في جهود واجتماعات اللجنة الوزارية العربية المعنية بالأزمة في سوريا. ومن ناحية أخري التقي محمد عمرو وزير الخارجية أمس بنظيرته القبرصية أيراتو ماركوليس التي تزور مصر حاليا, حيث بحث الوزيران عددا من القضايا المهمة بالنسبة للبلدين. وصرح المستشار عمرو رشدي المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية بأن الوزير عمرو أعرب عنتقدير مصر الشديد للموقف القبرصي الداعم للقضايا العربية, والذي بدا واضحا مؤخرا في تصويت قبرص لصالح انضمام فلسطين كدولة عضو في اليونسكو. كما جري بحث الموضوعات الثنائية بين البلدين, وبخاصة تعزيز التعاون في مجالات الطاقة علي ضوء الامكانات الكبيرة المتاحة في هذا المجال لدي البلدين, وكذلك تعزيز العلاقات المصرية مع الاتحاد الأوروبي بصفة عامة, وذلك علي ضوء تولي قبرص رئاسة الاتحاد منتصف العام القادم, حيث أكدت الوزيرة ماركوليس اعتزام بلادها تنشيط البعد الجنوبي في سياسات الاتحاد وإيلاء اهتمام أكبر بدول جوار الاتحاد, واتصالا بالاتحاد الأوروبي أكد وزير الخارجية اهتمامنا ببذل الدول الأوروبية مزيدا من الجهد لتسهيل اجراءات حصول المصريين علي تأشيرات الدخول إلي قبرص وإلي الاتحاد الأوروبي بصفة عامة.