أكد الدكتور أحمد زويل الحاصل علي جائزة نوبل للعلوم, أن تراجع الفرحة والأمل عند المصريين أخيرا وراء حديثه للشعب المصري, قائلا: لن أنسي بكاء الفرحة يوم تنحي الرئيس السابق في11 فبراير2011, ولكن للأسف تراجعت هذه الفرحة في الآونة الأخيرة. وقال زويل خلال كلمة له اذاعتها القناة الأولي بالتليفزيون المصري: إننا في حاجة الي إعادة الروح والأمل من جديد, وأن الشعب المصري استطاع تغيير التاريخ من خلال4 ثورات ثورة عرابي سعد زغلول 1952 2011 سواء كان هذا التغيير من الاحتلال الأجنبي أو من الحكام. وشبه كبير العلماء المصري الوضع الراهن للبلاد بعد الثورة بإنسان مريض بالسرطان في المخ, واجتمع الخبراء في هذا المجال لاستئصال المرض, ولكن المريض يكمن في مستشفي تمتلئ بالبكتيريا وهذا يتحدث نجاح العملية, مؤكدا ان المريض لن يشفي في ظل وجود هذه البكتيريا. وأكد أن الشعب المصري أمامه خيارين أما ترك البكتيريا وفي هذه الحالة لا يمكن شفاء المريض وقتها يقتصر الحديث عن البكتيريا والوانها وأنواعها, أو الحل الثاني يتمثل في المشاركة الجماعية للقضاء علي البكتيريا, وهذا يتحقق عن طريق نجاح الانتخابات. واستطرد قائلا: إن نجاح الانتخابات يؤكد نجاح الديمقراطية الحقيقية في مصر خلال المرحلة الانتقالية. وأشار الي ان القضاء علي البكتيريا واستئصال المرض لا يكفيا بل نحتاج الي تغيير الفكر عن طريق العلم والبحث العلمي, وهذا جائز أن يحدث عن طريق الالتفاف حول مشروع قومي النهضة. وأضاف أنه تم اختيار شعار مدينة النهضة وهو مصر تستطيع وبرر ذلك الشعار بأن الشعب المصري علي مر العصور أثبت أنه قادر علي سبق العالم في الاكتشافات, وأن الاسكندرية خير دليل علي ذلك, حيث كانت تمثل مكان التحضر والعلم في العالم, وكان يأتي اليها العلماء من كل مكان, ونذكر بعض علماء مصر مثل: الحسن بن الهيثم, قائلا إنه سبب ابتكار كل التقدم الحالي في مجال التصوير, أي سوبر باور في المنطقة. وأوضح أن هناك تقريرا صدر عن أكبر المؤسسات بأمريكا أكد أن تركيا وإيران علي قائمة الدول المتقدمة, وأن مصر في أسفل هذه الدول منذ2000 الي2011 حيث لم تتقدم خطوة واحدة للأمام. وقال إن مصر تستطيع صنع التقدم وعندها الموارد البشرية والأموال. ووضع العالم المصري خارطة طريق لعبور المرحلة الانتقالية بعد الثورة عبر ثلاث مراحل وهم عبد الحكم الرشيد, وبناء المؤسسات الديمقراطية الحقيقية والتعليم, حيث لا يمكن أن ننهض بدون نهضة علمية, والعامل الثالث هو المجتمع المصري عن طريق استخدام الطرق الحديثة في عملية تحديث الاعلام والثقافة. وقال: البعض يتساءل عن فائدة البحث العلمي؟ وأحب ان أجيب عن هذا السؤال بأن اكتشاف علاج مرض واحد علي سبيل المثال سيدر دخلا كبيرا للاقتصاد القومي, وأن اقتصاد العالم في المعرفة نتيجة الاكتشافات يقدر ب70% ويمكن أن يحدث ذلك في مصر عن طريق نجاح مشروع النهضة. وقال إن مشروع النهضة لا يمكن أن يكتمل بدون تمويل أو تشريع قانوني لذا نحتاج إلي التكاتف من أجل نجاحه, موضحا أن الجامعة ستبدأ في البداية ب5 آلاف طالب سيتم اختيارهم بطرق خاصة, بالاضافة إلي قبول نحو6 آلاف طالب بالمعاهد البحثية بجانب الجامعة. وأوضح أنه سيتم تعليم الطلاب أحدث ما توصل إليه العالم في كل مجال, بحيث يبدأ من نقطة النهاية عند الآخرين. قال الدكتور أحمد زويل إن مدينة زويل للأبحاث العلمية تحتاج إلي وقف خاص بها يقدر بنحو بليون دولار وبليون دولار أخري لبناء المدينة, مشيرا إلي أن التبرعات التي حصلت عليها250 مليونا من رجل الأعمال حسن عباس حلمي و250 مليونا أخري من البنك الأهلي المصري بالاضافة إلي20 مليون جنيه تبرعات من المواطنين. وأضاف زويل أن دار الافتاء برئاسة الدكتور علي جمعة أصدرت فتوي بأن التبرع لمشروع مدينة زويل يجوز شرعا لأنه مشروع قومي ولا يهدف إلي الربح الشخصي.وأوضح زويل أن طفلة مصرية تبلغ من العمر12 عاما قامت بالتبرع ب10 جنيهات, مطالبا المصريين بالتبرع لبناء مصر الحديثة. وأشار إلي أنه تم تشكيل مجلس أمناء مدية زويل العلمية وسوف يتم استقبال الطلاب في2012 وبداية التشغيل ستكون في2014, وأن هذا المشروع تعليمي يهدف لانتاج المعرفة وزيادة المعدل الانتاجي القومي, حيث إن الاحصاءات العلمية أكدت وجود علاقة بين البحث العلمي وبين زيادة الدخل. وأوضح زويل أنه توجد توقعات بحدوث ثورة جيعان2013 وذلك لأن هناك دراسة أثبتت أنه كلما زادت أسعار الغذاء حدثت مظاهرات واحتجاجات شعبية. وأضاف أن مصر تواجه تحديات كبيرة مثل تأمين الحدود لذلك يجب أن نعمل لبناء مصر, مؤكدا أن مصر لن تعود بأي حال من الأحوال إلي ما كانت عليه قبل الثورة.