إقترب كثيرا من المواطن البسيط, ليصبح واحدا من الناس البسطاء, يشاركهم هموهم, وأحلامهم, وآلامهم, نجح في أن يصل بصوت المواطن البسيط لقلوب المشاهدين, ليكون أول إعلامي مصري يفوز بجائزة اليونسكو للتنمية البشرية.. عمرو الليثي في حديث خاص ل الاهرام المسائي عن الجائزة.. وعن أحلامه في2010. * ما إحساسك بعد فوز برنامج واحد من الناس بجائزة اليونسكو؟ ** أشعر بفوز ونجاح مصر في مجال الإعلام, كما نجحت في مجال الرياضة, فالمنافسة كانت صعبة فأكثر من مائة وعشرين دولة تقدمت لنيل هذه الجائزة, وتم تصفيتهم إلي أربعين دولة ثم إلي ست دول ثم إلي اربع ثم اثنين, لتفوز مصر بالجائزة الأولي وتوضع علي موقع الأممالمتحدة لأول مرة في مجال الإعلام وهذا معناه أن هناك حرية في التعبير عن الرأي, فأنا أقدم برنامجا معارضا, انتقد فيه الحكومة, وأعرض المشاكل والقضايا الموجودة في المجتمع, لتقوم الدولة بحلها, وهذا يعكس مناخ الحرية الذي تعيشه مصر, وفوز البرنامج يوضح للجميع أننا نسير في الاتجاه الصح, وأعتقد أن هذه الجائزة سوف تشجع الكثير من البرامج علي السير في هذا الاتجاه, فنحن دولة تعاني من الفقراء, وأعتقد أنه حان الوقت لأن نضع المواطن البسيط في اولوياتنا, فالتنمية الصحيحة لاتحدث إلا بطرح السلبيات, وإيجاد الحلول والإعلام الايجابي هو من يقوم بهذا الدور, وهذه الجائزة هي انتصار لمصر وانتصار للإعلام الجاد الذي يقوم بدوره الصحيح. وأنا سعيد بهذه الجائزة, وأهديها إلي كل زملائي في البرنامج, كما أهديها إلي المواطنين البسطاء في مصر, ويوم الاربعاء المقبل سوف أسافر لاستلام الجائزة, والقي كلمة مصر, حيث يرفع العلم المصري في اليونسكو, وذلك في حضور مدير عام الأممالمتحدة, وجميع سفراء الدول في الأممالمتحدة.
* سمعنا أنك تبرعت بقيمة الجائزة المالية لمستشفي أبوالريش للأطفال؟ ** نعم أنا أهديت القيمة المالية للجائزة لمستشفي أبوالريش للأطفال, و أوجه دعوة من خلال الأهرام المسائي لجميع فئات الشعب بأن يسهموا في شراء جهاز أسطرة القلب فهناك أكثر من خمسمائة طفل يتعرضون للوفاة لعدم وجود هذا الجهاز في المستشفي.
* قدمت برنامج اختراق وهو برنامج سياسي فما الذي دفعك لتقديم برنامج اجتماعي؟ ** كان نفسي أقدم هذا البرنامج عام2003, غير ان الرقابة لم تساعدني, فقدمت برنامج اختراق, ومن خلاله فتحت ثلاثة ملفات عن الفقر, والصحة, وسكان المقابر, لكن الرقيب لم يحتملهم, وحين عرض علي العمل في قناة دريم لم أتردد في تنفيذ الفكرة, وحاليا التليفزيون بدأ يستوعب هذا النوع من البرامج, وكان من الصعب جدا في السنوات الماضية انتقاد الحكومة.
* هل هذا معناه أن هناك معايير محددة للبرامج في التليفزيون المصري؟ ** طبعا وقتها كان فيه, ولو كنت قدمت برنامج واحد من الناس في الإعلام الحكومي كنت سأتعرض لضغوط كثيرة, فالتليفزيون كان حريصا علي عدم انتقاد الحكومة, وأذكر في حديثي مع وزير الإعلام أنس الفقي انهي قلت له أنك لن تتحملني إذا كنت أقدم هذا البرنامج علي التليفزيون المصري, وإذا تحملتني لن تتحملك الحكومة.
* ألا تري أن عرض العشوائيات في برنامجك صادم لكثير من المشاهدين؟ ** لا أنكر أن هناك جزءا صادما لكن هذا واقع يعيشه ملايين من الناس, وأعتقد أنني نجحت في جذب تعاطف المشاهدين ليس فقط بالكلام, لكن بالحركة والتبرع وحاليا لو هناك حالة مرضية تحتاج إلي مليون جنيه فالبرنامج قادر علي توفير هذا المبلغ, وكما يوجد جزء قائم علي البرنامج فهناك جزء ايجابي ايضا بتقديم نماذج من الشباب المكافح, الذي يتحدي الظروف فنحن لا نقدم نماذج سلبية ابدا في البرنامج.
* أنت مهموم بالمواطن البسيط فما السر وراء ذلك؟ ** أنا من طبقة متوسطة والدي كان ضابط شرطة, ووالدتي كانت تعمل محاسبة في بنك, ولقد عشت في أماكن مماثلة, وكنت أشاهد هذه الأماكن والآن أصبحت اعتاد عليها. * برنامجك يلقي بالمسئولية دائما علي الحكومة ويعفي المواطن منها فهل الحكومة هي التي تخطئ دوما؟! ** المواطن الذي يجلس في قرية, ويعاني من نقص في الكهرباء, ويشرب مياه المجاري فهل هو المخطئ.. هل هو السبب في هذه الظروف؟
* يقال إنك تهاجم الحكومة بجرأة لأنك مسنود؟ ** أنا طبعا مسنود.. مسنود بدعاء الغلابة وأتعرض لضغوط كثيرة, فكثير من المسئولين طالبوا بإلغاء الفقرة الأولي من البرنامج العشوائيات وكثير من المحافظين يغضبون مما اقدمه, لانني أعرض الحقيقة, وأكشف عن السلبيات لتراها الحكومة وتعالجها.
* هناك انتقادات توجه للبرنامج بأنه يروج لرجال الأعمال؟ ** أي رجل أعمال يقدم جنيه تبرع, سوف أشكره, وهذا حقه, حتي انني اقترحت في البرنامج علي رجال الأعمال أن يطوروا الميادين والأماكن العشوائية ويطلقوا عليها اسماءهم.
* ما رأيك في الإعلام المصري حاليا؟ ** أعتقد أنه في تقدم, وهناك مساحة ضخمة من الحرية, فهناك برامج كثيرة تشبه برنامج واحد من الناس؟ وأنا سعيد بنزول الكاميرات إلي الشارع والتعرض لحياة البسطاء.
* من الشخص الذي تتمني أن تحاوره في واحد من الناس؟ ** أي شخص فقير كافح الفقر والمرض, معاق تحدي الإعاقة وحصل علي الماجستير أو الدكتوراه, امرأة كافحت وربت ابناءها هؤلاء هم من أتمني أن يكونوا ضيوفي.
* ما هي أحلامك في2010 ؟ ** أتمني أن تلتفت الحكومة لاحوال المواطن وأن يتحرك كل مسئول من فوق كرسيه ليري أحوال الناس في الشارع, فالمحافظ غير القادر علي حل مشكلات الناس أفضل له أن يقدم استقالته!!