ليست دعابة علي الاطلاق وإنما هي مقولة يرددها البعض من المحللين والمتابعين لأحوال الاقتصاد العالمي حيث يعيدون للذاكرة حالة الركود المستعصية التي سبقت الحرب العالمية الثانية. وكان أهم نتائجها انتعاش الاقتصاد الأمريكي بالدرجة الأولي الذي استطاع تحويل النفوذ السياسي لهيمنة اقتصادية ومالية لاتزال بقاياها, وتوابعها قائمة حتي اليوم. ونظرة واحدة علي مايجري من مظاهرات في نيويورك وبقية المدن الأمريكية والعالمية والمخاوف الحقيقية المتعلقة بالمستقبل القريب والبعيد لأكبر اقتصاديات العالم باستثناء الصين والدول الصاعدة في آسيا وأمريكا اللاتينية تشير إلي الحاجة الماسة لعملية جراحية عاجلة تعالج تصلب الشرايين الاقتصادية في أمريكا وأوروبا بعد أن عجزت خطط الانقاذ وعمليات ضخ المليارات عن تنشيط السوق وكل مافعلته هو تأخير انهيار المؤسسات والبنوك العملاقة لبعض الوقت. وقبل أن يأتي الرد مذكرا بما حدث ويحدث في أفغانستان والعراق وليبيا وغيرها من المناطق المشتعلة بالحروب والعنف الداخلي نقول: إن تسرع بوش وغروره ورغبته في استعراض القوة عقب احداث الحادي عشر من سبتمبر كان وراء تلك المغامرات البعيدة كل البعد عما نتحدث عنه من حرب كبري واضحة المعالم والأهداف, وتوجد واقعا جديدا علي الخارطتين السياسية والاقتصادية. وبصورة أوضح نقول: إن أفغانستان بواقعها الفقير لاتمثل نصرا أو كسبا كبيرا, والقصد من البدء بها لم يخرج عن اختيار اضعف بقعة يمكن معها اظهار التفوق الأمريكي لاستعادة الثقة المفقودة, أما العراق وعلي الرغم من امتلاكه لثاني مخزون عالمي من النفط فإن إيران استطاعت ان تحصد الجهد والأمريكي ان تمسك بزمام المبادرة علي أرض بلاد الرافدين مما يجبر واشنطن علي الانسحاب بصرف النظر عن الفاتورة الباهظة التي دفعتها من القتلي والمصابين وإهدار المليارات علي الانفاق العسكري. ومن هنا تحديدا يمكننا رصد الهدف الكبير الذي يستطيع تحقيق ماعجزت عنه المغامرات السابقة, وهذا الهدف هو إيران حيث أن توجيه ضربة عسكرية لها وفي هذا الوقت بالذات من شأنه تغيير قواعد اللعبة في المنطقة الأهم للنفوذ والمصالح الأمريكية. الحرب ضد إيران سوف تعيد توحيد الشعب الأمريكي الذي يسارع وقت الخطر بتناسي خلافاته الداخلية, كما أنها تضمن ورشة عمل هائلة في الشرق الأوسط لإصلاح وإعمار مادمرته آلة الحرب, وستكون الساحة مفتوحة لأن سقوط إيران يعني النهاية لحزب الله والنظام السوري الذي يوشك بدوره علي الانهيار. وهكذا تستعيد واشنطن العراق وإيران ولبنان وسوريا في ضربة واحدة وستكون بقية الأبواب مفتوحة علي مصراعيها!! muradezzelarab@hotmailcom