أصبحت مشكلة الأمية مرضا مستعصيا يفتك بجسد مصر لما له من سلبيات اجتماعية وسياسية واقتصادية وفشلت جميع المحاولات في القضاء علي الأمية أو حتي خفضها وبدلا من تراجعها زادت نسبتها. وذلك لعدة أسباب منها عدم جدية الحكومات السابقة لمواجهتها وإعطاء أرقام مغلوطة وغير حقيقية وفشل وزراء التعليم المتعاقبين في الحكومات السابقة لأن مواجهة الأمية كانت علي هامش تفكيرهم. وقد سمعت بنفسي أحد وزراء التعليم منذ أكثر من12 عاما عندما يقول مصر نجحت في أن تكون نسبة الاستيعاب في المرحلة الابتدائية100% وأن مصر قد سدت منابع التسرب في الوقت الذي تزداد فيه الأمية من عام الي آخر حتي وصلت الي27% طبقا لآخر احصائيات وزارة التربية والتعليم ومنظمة اليونسكو والتي أعلنت في الاحتفال باليوم العالمي لمحو الأمية ولكي تنجح مصر في القضاء علي الأمية فنحن في أمس الحاجة الي اجراءات حاسمة وقرارات واجبة التنفيذ في مقدمتها: أولا: سد منابع التسرب من التعليم علما بأنه لاتوجد مدارس في25% من القري والتوابع طبقا لأحدث دراسة اعدتها وزارة التربية والتعليم بعد الثورة وهذا يؤكد مدي الشفافية التي يعمل بها الدكتور أحمد جمال الدين. وهذا يحتاج الي التعليم الجاذب للتلميذ وتشجيعه علي الذهاب الي المدرسة وأيضا الدقة في اختيار معلمي مرحلة التعليم الأساسي المسئولة عن استمرار التلميذ في التعليم من عدمه مع وجود مناهج علمية بسيطة تعبر عن البيئة المصرية التي يتعايش معها الطفل في حياته اليومية واستخدام الأنشطة في التعليم من خلال المجموعات داخل الفصل وإجراء نقاشات وحوارات بين التلاميذ حول موضوع الدرس. ثانيا: ابتكار أساليب غير تقليدية تحفز الأمين علي الالتحاق بفصول محو الأمية وكانت هيئة تعليم الكبار قد سلكت عدة طرق كما حدث في عهد وصفي نور الدين رئيس الهيئة السابق بربط القراءة والكتابة بتعلم مهنة تعود علي صاحبها بالنفع. ولكن بقدرة قادر تفتق ذهن رئيس الهيئة الأسبق الي فكرة التخلص من الورش والتبرع بها للجمعيات الأهلية وكأنها أموال خاصة وأهدر علي الدولة ملايين الجنيهات. ان قضية الأمية في مصر لاتحتاج الي الدولة وحدها بل مشاركة شعبية واسعة من كل القوي السياسية والجمعيات الأهلية والمجتمع المدني من خلال حملة اعلامية تشارك فيها وسائل الاتصال المباشر عبر دور العبادة الاسلامية والمسيحية علي السواء والاتصال المباشر مع الأميين في أماكن اقامتهم الي جانب الاتصال غير المباشر الذي يتم من خلال وسائل الاعلام ولايمكن القضاء علي هذه الآفة القاتلة الا من خلال تضافر جميع الجهود الشعبية والحكومية لتصبح مصر خالية من الأمية بعد ثورة25 يناير.