خطاب الرئيس الأمريكي أوباما أمس أمام الأممالمتحدة استمرار لسياساته الفاشلة داخليا وخارجيا والتي تضع العالم فوق فوهة بركان ثائر يهدد بكوارث الحروب والفوضي والانهيارات الاقتصادية.. خيبة الأمل أشد عند العرب والمسلمين الذين استمعوا إليه وصدقوه وصفقوا طويلا له وهو يدخل البيت الأبيض منتصرا علي بوش وعندما وعد باقامة الدولة الفلسطينية ولكنه يقف الآن رافضا لها ومحذرا من خطوة أبومازن لطلب الاعتراف الدولي بالدولة المنشودة, وقد قدم أوباما خلال خطابه مرافعة للدفاع عن إسرائيل تتفوق علي ما يمكن أن يقوله نتانياهو نفسه, ولذلك جاءت الإشادة الإسرائيلية السريعة بالخطاب والمواقف الشجاعة للزعيم الأمريكي الاسمر!! تحدث أوباما عن الإسرائيليين الذين يعيشون وسط كراهية الشعوب المحيطة ولكنه تجاهل الحروب التي سقط فيها عشرات الآلاف من المدنيين العرب وعمليات القتل والحصار والتهويد وتجريف الأراضي واقامة المستوطنات واستمرار الاحتلال وعدم الانصياع للقرارات الدولية بخصوص الحقوق الثابتة للشعب الفلسطيني. يطلب سيد البيت الأبيض من الفلسطينيين الانتظار لنصف قرن آخر من الزمان حتي يأتي إلي الحكم في إسرائيل من يقرر من تلقاء نفسه الانسحاب ودفع استحقاقات السلام وهو الأمر الذي لن يحدث أبدا طالما شعرت إسرائيل بحماية الغطاء الأمريكي لها ودعمها داخل مجلس الأمن وخارجه. وبعيدا عن قضية السلام التي فشل فيها أوباما أكثر من غيره جاء استعراضه للأوضاع العربية مليئا بالخداع والتضليل فهو يلمح إلي أن بلاده كانت وراء الثورات العربية والحقيقة أن هذه الثورات قد فرضت نفسها من خلال الشعوب الحية الرافضة لاستشراء الفساد والباحثة عن الحرية والديمقراطية. ولسنا في حاجة للتدليل علي المواقف المتضاربة بل المتناقضة للإدارة الأمريكية في بداية الثورة المصرية وهو ما يتكرر مع اليمن والعراق والبحرين وسوريا وليبيا وغيرها, وقد آن الأوان للرصد الحقيقي لصوت الشعوب المنادي بالعدالة والحرية بصرف النظر عن المصالح الأمريكية المرتبطة بوجود بعض الحكام والقادة الذين يعتمدون علي دعم واشنطن... ولعلنا نختتم سلسلة اخفاقات أوباما بما يحدث في العراق وافغانستان والمكاسب الكبري التي تحققها طهران وغيرها من ملفات سياسية استدعت الاستعانة بالأصدقاء من أوروبا للقيام بمهام عاجلة نتيجة فقدان مصداقية الدور الأمريكي.. ويقينا فإن خطاب أوباما أمس يسحب الرصيد المتبقي له عند الشعوب التي عرفت طريقها ولاتنتظر منه شيئا!! [email protected]