تسبب سيل من الاخبار السيئة المتعلقة بتقلبات أسواق المال والمخاوف من تضاعف حجم الركود والبطالة المستعصية وتداعيات اتفاق بشأن رفع سقف الديون في اهتزاز الثقة بقيادة الرئيس الأمريكي باراك أوباما وقد يؤثر الأمر ذاته علي فرصه في الفوز بفترة ولاية ثانية. ويسعي أوباما لإعادة انتخابه لولاية رئاسية ثانية في الانتخابات المقررة في نوفمبر2012 وهي لا تزال بعيدة لكن استمرار تراجع الاقتصاد مصحوبا بالادراك المتزايد بوجود خلل سياسي في واشنطن قد يعقد من فرصه السياسية. فالمشهد السياسي الذي سبق خلاله التوصل إلي اتفاق بين الحزبين الكبيرين في الولاياتالمتحدة هذا الشهر بشأن رفع سقف الديون وما تبعه من خفض لدرجة التصنيف الائتماني للولايات المتحدة من قبل وكالة تصنيف عالمية ولد أحاديث في وسائل الإعلام الامريكية عن تراجع دور واشنطن كقوة عالمية في عهد أوباما. وأظهرت استطلاعات للرأي تراجع شعبية أوباما حتي أن اعضاء في الحزب الديمقراطي المنتمي له يتذمرون من قيادته وانتقدوا استعداده لتقديم تنازلات للمعارضة الجمهورية في الكونجرس. وكشف استطلاع لرويترزإبسوس الأربعاء الماضي ان37 بالمئة من الأمريكيين يعتقدون أن بلادهم تسير في الاتجاه الخاطئ. وهذه أعلي نسبة منذ اكتوبر2008 عندما كانت الازمة المالية العالمية مستعرة وقبل أسابيع قليلة من ادارة الناخبين الأمريكيين ظهورهم للحزب الجمهوري الذي كان ينتمي له الرئيس السابق جورج بوش وفتحهم أبواب البيت الأبيض أمام أوباما. وقالت كارلين بومان وهي باحثة كبيرة في( معهد امريكان انتربرايز) البحثي' من الصعب تصور أن درجة تفاؤل العامة ستكون أكثر سلبية بشأن الاقتصاد مما هي عليه الآن... فيما يتعلق بالرأي العام فإن أمامه تلا ضخما عليه ان يتسلقه.' وأضافت' أعتقد أن الأمريكيين يودون إعادة انتخاب أول رئيس أمريكي من أصول أفريقية ولكن في نهاية المطاف فإن الانتخابات الرئاسية هي استفتاء علي الأداء.' ويواجه أوباما كذلك انتقادات يومية من جانب الجمهوريين الساعين لنيل ترشيح حزبهم لمواجهته في انتخابات2012 الرئاسية. وتزايد عدد هؤلاء مؤخرا بانضمام حاكم ولاية تكساس ريك بيري للسباق السبت الماضي وينظر له علي أنه منافس محتمل قوي. في الوقت نفسه حذر رئيس البنك الدولي روبرت زوليك من أن الاقتصاد العالمي دخل مرحلة جديدة وأكثر خطورة, وأنه ليس أمام أكثر الدول المتقدمة سوي القليل من الوقت للتحرك في وقت تضرب فيه أزمة الديون في اوروبا. وأضاف زوليك في حديث لصحيفة استرالية ان مشاكل الديون السيادية في منطقة اليورو أكثر خطورة من المشاكل المتوسطة والبعيدة المدي الناجمة عن خفض وكالة ستاندرد أند يورز التصنيف الائتماني للولايات المتحدة مما يحدث ارباكا للأسواق المالية العالمية. وحسب رئيس البنك الدولي فإن الزوبعة التي تضرب الاقتصاد العالمي مختلفة عن الازمة المالية العالمية للعام2008, وأن العالم انتقل في الاسابيع القليلة الماضية من مرحلة متقلبة من تعافي الاقتصادات بوتيرات متفاوتة الي مرحلة جديدة وأكثر خطورة ويشير زوليك الي أن مشاكل منطقة اليورو قد تصبح أكبر تحد يواجه الاقتصاد العالمي, مضيفا أن تحرك الاتحاد الاوروبي لحد الساعة لم يكن كافيا وأن الدرس المسيتفاد من ازمة2008 انه كلما تأخرنا في اتخاذ القرارات المطلوبة صارت هذه القرارات أكثر قسوة وبخصوص وضع بريطانيا دعا زوليك رئيس الوزراء ديفيد كاميرون الي عدم تأجيل اجراءات التقشف بفعل اعمال الشغب التي شهدتها مدن بريطانية, معتبرا أن من الضروري تقليص الانفاق الحكومي بهذا البلد.