فى شهر رمضان .. تتعدد المشروبات الشهيرة التى تروى ظمأ العطشان، بعد صيام يوم حار، ومنها الكركديه والعرديب والدوم والعرقسوس، الذى عاد بائعه بملابسه الشهيرة للظهور فى شوارع أسوان قبل الإفطار. ومع إيقاع صاجاته النحاسية، وصوته الجهورى الذى يلفت الانتباه، وهو ينادى «شفا وخمير .. يا عرقسوس»، يلتف حوله الناس، كُل يحمل وعاء يملأه بالشفا والخمير. يقول سيد عبدالعال: إنه يعمل فى هذه المهنة، التى أوشكت على الانقراض منذ 50 عاما، ولا يعرف سواها، مشيرا إلى أنه يصطحب معه ابنه ليساعده ويعينه على حمل الإبريق، فهى عادة رمضانية يحرص على مداومتها. ويوضح سيد معنى نداء «شفا وخمير»، قائلا: إنه يشير إلى أهميته فى الشفاء من أمراض كثيرة تصيب المعدة والأمعاء والكبد والمناعة، وخمير معناها أنه مكتمل التخمير من فترة طويلة. ويضيف أنه يقوم بتخمير العرقسوس لمدة زمنية مناسبة حتى يأخذ كفايته من التشبع بالماء، وبعد ذلك يقوم بتصفيته من خلال شاش أبيض ويوضع فى الإبريق مع الثلج، وقال: إن الكوب لا يزال عند سعره القديم بجنيه ونصف الجنيه. تركت عم سيد، بزيه الشهير وحزامه الجلد السميك الذى يحمل إبريقه، وهو فى طريقه إلى شارع آخر ليبيع فيه العرقسوس لزبائنه الدائمينونداؤه يزلزل الشوارع .. «شفا وخمير.. يا عرقسوس».