من زمان.. لم نعد نسمع نداء بائع العرقسوس الشهير في شوارع المحروسة..شفا وخمير ياعرقسوس.. ولكن في شارع من شوارع مدينة أسوان لمحناه بزيه التقليدي وهو يمسك بالصاجات لزوم النداء علي العرقسوس في نهار رمضان. اقتربت منه ووضعت يدي علي الإبريق المعدني الكبير الذي يحمله لجس درجة برودة المشروب في نهار يحلم فيه الصائم بكوب مثلج منه فوجدته مغريا ومثلجا وتركته سريعا لأسأله فبادرني قائلا: اسمي محمد سيد عبد العال وعمري62 عاما, قلت له منذ متي وأنت تعمل في هذه المهنة التي أوشكت علي الانقراض, فرد: ياه عمر طويل ياولدي وأكثر من50 عاما وأنا لا أملك سواها مهنة ولا أعرف غيرها. وقال: أول مرة أقابل صحفي في حياتي وأهي فرصة أشكو فيها همومي وآلامي فصحتي لم تعد قادرة علي المشي وحمل الإبريق في أشهر الصيف وتحاملت علي نفسي لأن البيع في رمضان عادة وربنا مايقطعها.. وقال: ياريت المحافظ يقرأ الكلام ده ويعالجني ويساعدني فأنا مثقل بهموم الأمراض ومع ذلك أصر علي العمل في رمضان. وانتقل عم محمد إلي الحديث عن العرقسوس قائلا: شفا وخمير يعني فيه الشفا من أمراض كثيرة في المعدة والأمعاء والكبد وبيقوي المناعة كمان وخمير معناها أنه مكتمل التخمير من فترة مش عملية سلق بيض وخلاص, ويضيف موضحا, أنه يقوم بتخمير العرقسوس حتي يأخذ كفايته من النقع في الماء وبعد ذلك تتم تصفيته من خلال شاش أبيض ويوضع في الإبريق مع الثلج. وعن سعر الكوب يقول عم محمد: والله زي ما أنت عايز من جنيه وطالع وعلي الرغم من أن الأسعار ولعت والكيلو بقي ب50 جنيها بدلا من25 لكن مش حارفع السعر خلي الناس تشرب في رمضان.. تركت عم محمد بزيه وحزامه الجلد السميك الذي يحمل إبريقه وهو في طريقه إلي شارع آخر يبيع فيه العرقسوس لزبائنه الدائمين.