«رمسيس»: علاقات تاريخية وتجب الاستفادة من التجربة الصينية ..« أبو على»: نقطة انطلاق جديدة بمعايير اقتصادية مختلفة أكد عدد من خبراء الاقتصاد، أهمية العلاقات المصرية الصينية، مؤكدين أن الزيارات الثلاث للرئيس السيسى كانت مهمة جدًا من ناحية دعم هذه العلاقات سياسيا واقتصاديا، وأشاروا إلى أن مصر تعد نقطة انطلاق جديدة بمعايير اقتصادية مختلفة للصين نحو اثنين من أهم الأسواق العالمية وهى منطقة الشرق الأوسط والسوق الإفريقية ولهذا كان الاهتمام الكبير منهم للتواجد وبقوة. قال الدكتور خالد الشافعى إن العلاقات الاقتصادية المصرية الصينية شهدت تطورا كبيرا عقب تولى الرئيس عبد الفتاح السيسي، السلطة فى مصر، ويظهر ذلك من خلال الثلاث زيارات التى قام بها الرئيس السيسى إلى بكين، وكان آخرها مشاركة مصر فى قمة البريكس للدول الأكثر نموا، إلى كونه كان ضيف شرف معرض الصين والدول العربية الذى تمت إقامته فى شيامن الصينية. وأضاف الشافعي، أن زيارة الرئيس الصينى شى جين بينج إلى القاهرة مطلع 2016،كانت التطور الأبرز فى مسيرة العلاقات بين الدولتين خاصة تطوير الشق الاقتصادى ليس فقط من ناحية الاهتمام بملف الاستيراد، ولكن السعى إلى فتح أبواب للتصدير، وتلك الزيارة تشير إلى تقدم العلاقات الاقتصادية والسياسية بين البلدين فى الفترة الأخيرة، وأن بكين تدرك مدى قوة مصر فى المنطقة ودورها المحورى فى الشرق الأوسط. وطالب الشافعى باستغلال العلاقات السياسية والاقتصادية وتطويرها ليس فقط من ناحية الاهتمام بملف الاستيراد ولكن السعى إلى فتح أبواب للتصدير وزيادة حركة التبادل التجارى بين الدولتين ومحاولة مصر لإصلاح الميزان التجارى الذى يصب لصالح بكين. وأضاف: الصين تسعى إلى إيجاد موضع قدم قوى فى الشرق الأوسط وإفريقيا بضخ مزيد من الاستثمارات لاسيما فى مصر، باعتبارها دولة محورية فى المنطقة، ومحور قناة السويس من الممكن أن يكون قلعة صناعية كبيرة للصين مع اتجاه بكين للتوسع فى هذه المنطقة عبر المدينة الصناعية لها. وأشار إلى موافقة بنك التنمية الصينى على تمويل مشروعات استثمارية صينية فى مصر، وقال إنهاتعد بداية لتوسيع استثمارات الجانب الصينى لدى مصر خاصة أنها ضعيفة للغاية، حيث إنها سجلت 760 مليون دولار بخلاف الاستثمار الخاص بها فى المدينة الصناعية الصينية بمحور قناة السويس، وكلها مؤشرات تؤكد التقدم الكبير فى العلاقات الاقتصادية، موضحًا أن هناك 12 مشروعا استثماريا، ضمن قائمة المشروعات ذات الأولوية التى سيتم تنفيذها من الصين، حيث تشمل مجالات الكهرباء والنقل والإسكان والصناعة والاتصالات، وسيتم الشروع فيها خلال الفترة المقبلة، بالنظر إلى المجالات التى يسعى الجانب الصينى للاستثمار فيها نجد أنها حيوية للغاية والسوق المصرية فى حاجة كبيرة إليها، وبحسب الأرقام المعلنة، فإن حجم التبادل التجارى بين مصر والصين يتراوح ما بين 10 مليارات إلى 11 مليار دولار سنويا وبالطبع الميزان التجارى يميل إلى الجانب الصيني، حيث بلغت الصادرات الصينية إلى مصر 6.5 مليار دولار أمريكي، خلال أول 7 أشهر من 2018 وهى آخر أرقام معلنة عن التجارة بين البلدين، فى حين بلغت الواردات الصينية من مصر مليار دولار أمريكى بزيادة 34.1 % على أساس سنوي، وهو استمرار للمسار المتزايد للصادرات المصرية إلى الصين. وقال أحمد أبو على خبير الاقتصاد والأوراق المالية: لاشك أن العلاقات الاقتصادية بين مصر والصين شهدت زخمًا كبيرًا خلال الفترة الماضية، حيث جاءت زيارات الرئيس السيسى للصين خلال فترة رئاسته الأولى لتأكد ذلك بمنتهى القوة، وهو ما يؤكد عليه الرئيس السيسى دائمًا بأن الصين تمثل شريكا إستراتيجيا لمصر اقتصاديا وتجاريا، وهو ما اتضح جليًا خلال الفترة الماضية، حيث فتحت مصر أبوابها أمام الصين بالعمل على جذب الاستثمارات الصينية فى كل القطاعات الاقتصادية، وأشار إلىإنشاء المدينة الصناعية الصينية، نيدا بالمنطقة الاقتصادية لقناة السويس يعد تأكيدا قويا للرغبة الحقيقة لكلتا الدولتين فى بناء علاقات اقتصادية قوية تقوم على المنفعة المتبادلة لكلا الدولتين. وأضاف أبو على: ربما تدرك الصين مكانة مصر إقليميا الآن على الصعيدين الاقتصادى والإستراتيجى وهو ما يمثل للصين نقطة انطلاق جديدة بمعايير اقتصادية مختلفة نحو اثنين من أهم الأسواق العالمية وهو منطقة الشرق الأوسط والسوق الإفريقية، ولاسيما فى ظل ترؤس مصر للاتحاد الإفريقى والرغبة المصرية القوية فى أن تصبح مركزا إقليميا للطاقة والاستثمار فى منطقتى حوض البحر المتوسط وإفريقيا وهو ما يمثل ميزة نسبية للجانب الصينى للتواجد اقتصاديا واستثماريا فى هاتين المنطقتين برعاية مصرية وشراكة مع الجانب المصري، كما أن حجم التطور الكبير الحادث فى بيئة الأعمال المصرية يمثل حافزا قويا للصين بأن تتواجد داخل السوق المصرية للاستفادة من كل تلك المزايا، ولعل مجمل العلاقات الاقتصادية الصينية فى مصر يسمح بمزيد من التعاون والشراكة بين البلدين. من جانبها، قالت حنان رمسيس الخبيرة الاقتصادية: إن العلاقات المصرية الصينية هى علاقات تاريخية وممتدة من سنين مضت. وزاد من عمق هذه العلاقات محاولة مصر للاستفادة من التجربة الصينية فى العديد من المجالات التنموية بسبب التشابه النسبى فى الكثافة البشرية ومعدلات زيادتها، ورغبة من مصر للاستفادة بما وصل إليه الآخرون. وأضافت رمسيس، أن الرئيس عبد الفتاح السيسى، يشارك فى المنتدى الثانى للحزام والطريقللتوقيع على خطة التعاون الاقتصادى بين البلدين وتوجد إشادة دائمة من الحكومة والقيادات الصينية عن مصر، حيث يصفون مصر بأنها دولة متميزة ومستقرة وتشهد تطورًا اقتصاديًا بوتيرة سريعة.