مع اقتراب شهر رمضان يزداد استهلاك المواطنين وبالأحياء الفقيرة تجد معاناة لا مثيل لها في توفير أنابيب البوتاجاز لأنهم مازالوا منسيين من خطة الحكومة فلم يصل حتي الآن مشروع الغاز الطبيعي رغم انه من أهم المشروعات التي يجب أن تصل إلي الفقراء أولا قبل الأحياء الغنية ليوفر عليهم استهلاك انابيب البوتاجاز ومع اقتراح مشروع كوبانات البوتاجاز كحل لأزمة كل عام نجد ساكني الأحياء الفقيرة يفضلون الاهتمام بمشروع الغاز الطبيعي وتوصيله إلي جميع الأحياء أولا.بحي السيدة زينب تعد أهم المشاكل التي تواجه أهالي الحي هو عدم توصيل الغاز للحي ومع كل محاولة لا يصاله بعمليات حفر يتجدد أمل الأهالي في توصيل الغاز للمنطقة ولكن عادة ما ينتهي الحفر ويضيع أمل الأهالي مرة أخري. يقول محمد ياسين عامل لديه أربعة أولاد أنه كانت هناك محاولات عدة لتوصيل الغاز بالمنطقة وكانت تستمر عمليات الحفر لأيام ولكن نفاجئ بأن عمليات الحفر تنتهي دون أي جدوي ومع السؤال عن السبب لا نجد اجابة شافية فكل أسر تستهلك حوالي ثلاث أنابيب شهريا تصل الواحدة إلي15 جنيها وفي المقابل يدفع المستفيدون من الغاز الطبيعي5 جنيهات شهريا فأين العدالة التي نبحث عنها؟ وتروي الحاجة سنية انه مع اقتراب الشهر الكريم يزداد استهلاك الأسرة مما يعني زيادة في استهلاك انابيب البوتاجاز وهو ما يضع رب الأسرة في مأزق مع ارتفاع أسعار أنابيب البوتاجاز ورغم وصول المشروع إلي أغلب الأحياء إلا أن هناك تعمدا واضحا لتجاهل الأحياء الفقيرة لذلك لابد أن تضع الحكومة في اعتبارها المشروعات التي تلبي احتياجات المواطنين. وتري أن الحل الوحيد هو إيصال الغاز الطبيعي لكل المنازل, قائلة بدلا من تطبيق نظام الكوبونات إللي عاوزين يطبقوه علشان يوفروا فلوس زي ما بيقولوا, يدخلوا الغاز الطبيعي لكل البيوت في مصر ويكون مدعوما, زي ما الناس إللي بتستخدم الغاز دلوقتي في البوتاجاز والسخان وتدفع5 جنيهات طول الشهر. في حين قالت علية حمدي, مدرسة, أنا باستخدم أنبوبتين شهريا, وفي الشتاء ما بين3 إلي4 أنابيب, وسعر الأنبوبة تقريبا10 أو12 جنيها غير الأعياد وفي رمضان بتصل أحيانا ل20 أو30 جينها, مؤكدة أن القرار الصحيح الذي كان من المفترض ان تتخذه الحكومة بدلا من الكوبونات هو توصيل الغاز الطبيعي للمنازل. وتتابع قائلة أن الغاز الطبيعي هيحل الأزمة كلها, فبدل ما يصدروه بره وإحنا هنا مش لاقيينه, يوصلوه للبيوت أرخص ولا داعي لا لكوبونات ولا غيره. بمنطقة الزلزال بالمقطم تجد الأهالي يعانون الأمرين في الحصول علي أنبوبة بوتاجاز وتتمثل كل أشكال الفقر التي يمكن أن تتصورها وتجد أكثر من عائلة يقضون احتياجاتهم علي أنبوبة بوتاجاز واحدة وهو ما يمثل معاناة لهم بمعني الكلمة. سيد صابر موظف ولديه خمسة أطفال يجسد لنا المعاناة التي يعيشها الأهالي فمع محاولات عدة بالتقديم علي توصيل الغاز الطبيعي بالمنطقة تفشل كل المحاولات والغريب في الأمر أن هناك اهتماما بالأحياء الغنية في توصيل المشروع لها رغم ان الأحياء الفقيرة هي الأولي بالمشروع ليصبح الفقيرة يتحمل كل شئ من توفير لقمة عيش وافتقاده للكثير من الخدمات من مياه شرب نظيفة وصرف صحي وعبء توفير أنبوبة بوتاجاز ومع قدوم شهر رمضان يزداد العبء علي الأهالي مطالبا بضرورة أن تضع الحكومة في خطتها ايجاد حل للأهالي والاهتمام بتوصيل الغاز لهم. وبداخل أحد المنازل المتهالكة بالحي تعيش الحاجة يسرية وأبناؤها الأربعة وأحفادها وتقول أن مشروع كوبونات البوتاجاز من الرفاهيات فالأولي الاهتمام بالأسر التي مازالت تعيش علي الباجور ولا تجد قوت يومها وتتمثل المعاناة الحقيقية في شهر رمضان ومع ضرورة الانتهاء من الطعام في وقت محدد. وتقول فايزة علي لدي5 أولاد غيري أنا وأبوهم, يعني7 أشخاص في البيت, باستخدم أنبوبتين للبوتاجاز و2 للسخان أي4 أنابيب في الشهر وبتطبيق نظام الكوبونات هاخذ أنبوبتين, ومش هيكفوا طبعا وممكن وقتها يصل سعر الأنبوية إلي100 جنيه فلماذا لا يتم الاهتمام بمشروع الغاز للتوفير علي الناس بدلا من المغالاة عليهم؟ اما العاملون في مهنة بيع أنابيب البوتاجاز فيجدون أن مشروع الغاز الطبيعي عقبة تقف أمام عملهم فيقول علي محمد إن المناطق التي تم توصيل الغاز الطبيعي بها لا يتم العمل بها الآن مطلقا ويقف عقبة امام عملنا. وعن ارتفاع أسعار ه في شهر رمضان يقول انه لا توجد حتي الآن أي ارتفاعات في أسعار اسطوانات البوتاجاز في رمضان ولكن مع زيادة الطلب علي الاسطوانات خلال ال10 أيام الأخيرة من رمضان ترتفع الأسعار خاصة في المناطق الريفية التي يهتم فيها ربات المنازل بعمل كحك العيد. وأخيرا بعد الثورة أصبحت كل الاحلام متاحة ومع انتشار العشوائيات والأحياء الفقيرة بكل أنحاء الجمهورية تجد أحلامهم تنحصر بين الحصول علي لقمة عيش ومنهم من يحلم بالحصول علي مياه شرب نظيفة وأخرون يحلمون بالصرف الصحي ومنهم من يحلم بانخفاض الأسعار وأخر يجد الفقر والبطالة يهدد ان أحلامه واخرون يحلمون بأن يجدوا الأمن الذي افتقدوه ومنهم من يحلم بتحسن ظروف البلد وتحقيق العدالة واخرون يخشون الا يجدوا سكنا لهم ومنهم من يبحث عن رعاية صحية جيدة أو تعليم جيد. وهذا يدلنا علي أن احلام المصريين لا تزيد علي الحد الأدني من ضرورات الحياة.. وحلم توصيل الغاز الطبيعي للأحياء الفقيرة من أهم أحلامهم المشروعة لهذه المناطق ويجب ان تضعه الحكومة في أولوياتها قبل كوبونات البوتاجاز.