نجحت آلاف الآبار والسدود والخزانات الأرضية المنتشرة بمعظم بادية محافظة مرسي مطروح في حصاد كميات كبيرة من مياه الأمطار الغزيرة التي شهدتها معظم مناطق الصحراء خلال الأسابيع الماضية, حيث تم احتجاز وتخزين كميات كبيرة من مياه الأمطار بمناطق النجيلة, سيدي براني, المثاني, شماس, أبولهو, أم الرخم, رأس الحكمة, القصر, فوكة, الضبعة, العلمين. وكشف اللواء مجدي الغرابلي محافظ مرسي مطروح أن المحافظة قامت بالتعاون مع الإدارة العامة للري والمياه الجوفية ومركز التنمية المستدامة التابع لمركز بحوث الصحراء وجهاز تعمير وتنمية الساحل الشمالي الغربي في تمويل حفر أكثر من1500 بئر وخزان أرضي, فضلا عن إنشاء السدود لحجز مياه الأمطار وتوجيهها لمناطق الآبار والخزانات الأرضية تمهيدا لاستخدامها في الشرب والزراعة بالمناطق البدوية المتناثرة في صحراء المحافظة, حيث تعد مياه الأمطار المصدر الرئيسي للمياه المستخدمة في الزراعة بتلك المناطق التي لا يوجد بها مصدر ري دائم. وقال الغرابلي إنه يجري حاليا نثر تقاوي القمح والشعير بالمناطق الصحراوية, مشيرا إلي قيام وزارة الزراعة بدعم50% من سعر تقاوي القمح للمزارعين البدو تشجيعا لهم علي زراعته بمساحات كبيرة هذا العام اعتمادا علي مياه الأمطار. من جانبه أكد المهندس حسين السنيني مدير عام الزراعة بمطروح أنه يجري حاليا التنسيق مع وزارة الزراعة لزيادة كميات التقاوي المدعمة, مشيرا إلي رغبة عدد كبير من المزارعين بمختلف المناطق والتجمعات البدوية بمطروح في زراعة القمح والشعير هذا العام بمساحات كبيرة بعد هطول الأمطار الغزيرة مما يبشر بموسم شتاء غزير الأمطار بعد فترات الجدب التي شهدتها صحراء مطروح في موسم الشتاء الماضي. بينما سادت حالة من السعادة الغامرة بين عدد كبير من أهالي المحافظة ابتهاجا بارتفاع مخزون المياه الجوفية بالوديان الصحراوية, مشيرين إلي أنها ستسهم في حصاد موسم زراعي ناجح. ويقول الشيخ موسي خوير من كبار عواقل مطروح إن الأمطار التي شهدتها مطروح خلال الموسم الحالي لم تشهدها منذ سنوات طويلة, مشيرا إلي أنها تمثل الخير في معظم مناطق الصحراء, حيث ملئت معظم الآبار والخزانات المنتشرة في جميع ربوع الصحراء بعد سنوات من الجدب التي شهدتها صحراء مطروح في مواسم الشتاء الماضية, حيث تعد الأمطار المصدر الوحيد لمياه الشرب لسكان الصحراء, بالإضافة إلي اعتماد الزراعة في تلك المناطق عليها باعتبار أن80% من الزراعات بالمحافظة زراعات مطرية. ويضيف رحومة العميري من كبار عواقل منطقة النجيلة التي تشتهر بزراعات الشعير والقمح أن جميع أهالي منطقة النجيلة سعداء بسقوط الأمطار الغزيرة, حيث روت المياه زراعات الشعير والقمح, مشيرا إلي أن هذه الأمطار شجعت معظم المزارعين علي نثر تقاوي القمح والشعير في الآلاف من الأفدنة انتظارا لسقوط أمطار جديدة لري تلك المساحات, لافتا إلي أن الأمطار ملأت بالفعل معظم الآبار والخزانات الأرضية التي تم حفرها بواسطة الأهالي والمحافظة والمشروعات الدولية لخدمة سكان منطقة النجيلة. ويشير النائب البرلماني مهدي العمدة وهو من سكان منطقة السلوم إلي أن الأمطار التي سقطت العام الحالي بمطروح تعد من المبشرات بموسم شتاء شديد الأمطار مما يعني نجاح جميع الزراعات التي تتم علي أرض المحافظة ومعظمها زراعات مطرية, بالإضافة إلي تخزين كميات هائلة من مياه الآمطار في الأبار والخزانات الأرضية والتي توجد في أراضي المحافظة بالآلاف لاستخدامها في الشرب وزراعة البساتين وتربية خراف الضأن والماعز التي تشتهر بها المحافظة.