في الوقت الذي طالب فيه الرئيس عبد الفتاح السيسي بضرورة تكوين عقلية جامعة لرجل الدين لمواجهة الفكر المتطرف الناتج عن القراءة الخاطئة لنصوص الإسلام, أكد علماء الدين ضرورة استغلال تلك الدعوة لتأكيد أن الإسلام دين الرحمة والقيم الإنسانية, وأن رسولنا الكريم رحمة للعالمين, وذلك من خلال قيام المؤسسات الدينية بمزيد من الخطوات الجريئة للتطوير المستمر للمناهج بحيث تلبي متغيرات العصر بالمزج بين العلوم التكاملية وعلوم اللغة وأصول الدين والشريعة. وقال الدكتور أبو بكر جاد الرب, عميد كلية الدراسات الإسلامية والعربية بجامعة الأزهر الشريف: إن دعوة الرئيس تتحقق علي أرض الواقع من خلال المزج بين العلوم التكاملية وعلوم اللغة وأصول الدين والشريعة لعلاج مشكلة الفهم الخاطئ للنصوص, وتسلح العالم بكل الوسائل والعلوم التي تمكنه من محاربة تلك المفاهيم المغلوطة, فإذا فقه الدارس اللغة التي يتأتي بها النص قرآنا كان أو سنة, وفهم المترادفات ووعي كيف يتعامل معها, وربط ذلك بمقتضي الحال الذي قيل فيه النص وأسباب ورود النص ثم فقه التفسير والحديث وهو أساس العقيدة الإسلامية الثابتة, فإنه بذلك يفهم مراد النص وتوجيه النهي سواء كان بدلالة المنطوق أو بدلالة المفهوم. وأضاف الشيخ عبد العزيز النجار, رئيس منطقة المنوفية الأزهرية, أن دعوة الرئيس يجب أن تتحقق عن طريق التطوير المستمر لمناهج التعليم الأزهري بحيث تتناسب ومعطيات العصر, خاصة أن العالم صار الآن قريبا من بعضه وهناك تداخل في الثقافات بين الشعوب مما يستوجب أن يكون خريج الأزهر الداعية ملما بالعلوم الدينية والدنيوية التي تساعده علي القيام بمهمته الدعوية في نشر صحيح الدين وتوسيع المدارك وزيادة المدخلات الفكرية التي تجعله قادرا علي مواجهة الفكر المتطرف الذي يستهدف البنية الفكرية للشباب. فيما طالب اللواء شكري الجندي, عضو اللجنة الدينية بمجلس النواب, أكاديميتي التدريب بالأزهر والأوقاف باعتبارهما الجهتين المسئولتين عن تدريب وتأهيل الأئمة والدعاة بضرورة تنمية فكرة ثقافة الشخصية الجامعة لكل مبادئ الفنون والعلوم, مؤكدا ضرورة استغلال دعوة رئيس الجمهورية للتأكيد علي أن الإسلام دين الرحمة والقيم الإنسانية والأخلاقية وأن رسولنا الكريم صلوات الله عليه مبعوث من الخالق تعالي رحمة للعالمين.