حالة من الصراع بين القوي السياسية المختلفة باتت تسيطر علي المشهد السياسي بعد نجاح ثورة25 يناير وصارت التيارات السياسية منقسمة إلي تيار إسلامي يضم جماعة الإخوان والدعوة السلفية والجماعة الإسلامية والهيئة الشرعية للحقوق والإصلاح التي تجمع بين السلفيين وبعض مشاريخ الأزهر الشريف. والقوي الاخري تضم الحركات الثورية والنشطاء في التيار العلماني والشيوعي والليبراليين إضافة الي الاحزاب والقوي السياسية المعروفة. دخلت تلك القوي السياسية في حالة صراع بعد نجاح الثورة وحاولت كل منها السيطرة علي أكبر قدر من الساحة السياسية. وقال الشيخ عصام دربال رئيس مجلس شوري الجماعة الإسلامية إن السبب في الخلافات بين التيارات الإسلامية والتيارات الإخري هو التخوف من سيطرة الإسلاميين علي الحكم, وعلي البرلمان المقبل, لذلك تحاول التيارات اليسارية والشيوعية والعلمانية وبعض تيارات وائتلاف الثورة افتعال أزمات مع التيار الإسلامي مثل مطالبتهم بوضع الدستور أولا قبل إجراء الانتخابات البرلمانية وهذا ما رفضه التيار الإسلامي لانه يعد التفافا علي الإرادة الشعبية التي وافقت في الاستفتاء علي إجراء الانتخابات البرلمانية قبل وضع الدستور. وأضاف دربالة: عندما فشلت تلك القوي في تحقيق اهدافها قامت بالسعي لعمل وثيقة فوق دستورية خوفا من وضع دستور إسلامي يحد من حريتهم كما يزعمون وأكد دربالة ان هذا الحاجز ليست له حقيقة وأرجع ذلك إلي أن القوي الإسلامية لاتريد السيطرة علي البرلمان ولاتريد إقصاء التيارات الأخري التي تختلف معها في الافكار السياسية. وأوضح دربالة أن الجماعة الإسلامية ترحب بالتعاون مع جميع التيارات السياسية مثل الشيوعيين والليبراليين والعلمانيين من أجل بناء مستقبل أفضل لمصر, والتخلص من حال الفوضي والانفلات الأمني بدلا من الصراع السياسي واحترام إرادة الشعب. وقال طارق الخولي المنسق الإعلامي لحركة6 أبريل إن الخلافات مع التيار الإسلامي سببها رغبة الإسلاميين في الحصول علي أكبر قدر من المكاسب السياسية علي حساب التيارات الاخري التي شاركت في الثورة مشيرا إلي أن الصراع السياسي أمر مقبول بشرط عدم اقصاء أي قوي سياسية. واضاف الخولي ان التيار الإسلامي يستغل تدين الشعب المصري في اغراض سياسية لهم وهذا أمر مرفوض من جانب التيارات الأخري. وأكد ان التيار الإسلامي سوف يكون ممثلا بنسبة كبيرة في البرلمان المقبل ولكنه لن يحصل علي الأغلبية كما يدعي الإسلاميون بان الشعب يريد حكمهم. وقال الدكتور حسام البخاري أحد قيادات التيار السلفي ان التيارات السياسية تقف علي أرض مشتركة ولها مطالب محددة وافق عليها الشعب المصري بالكامل وهي محاكمة قيادات النظام السابق والقصاص من قتلة الشهداء واعادة هيكلة جهاز الشرطة. وأوضح البخاري أن تلك المطالب لايختلف عليها أي تيار سياسي ولكن الخلاف بين التيارات يتمثل في رغبة العلمانيين واليساريين في الالتفاف علي نتيجة الاستفتاء الشعبي ووضع الدستور قبل الانتخابات وذلك يرفضه التيار السلفي, مؤكدا أن السلفيين لا يسعون لإقصاء التيارات الأخري. وأكد أننا نرفض حالة الفوضي والانفلات الأمني ونطالب بسرعة بناء الدولة وانتقال السلطة من المجلس العسكري إلي رئيس وبرلمان منتخب يعبر عن رضا غلبية الشعب. وأشار البخاري إلي أن الجمعة المقبلة ليس الهدف منها حدوث اشباكات مع القوي الاخري بقدر المطالبة باحترام إرادة الشعب واجراء الانتخابات البرلمانية في موعدها