تفاقمت أزمة الأسمدة بمحافظة الغربية ووصلت إلي طريق مسدود, بعد أن زادت معاناة المزارعين في الحصول علي احتياجات أراضيهم من الأسمدة. خاصة بعدما وصل سعر شيكارة اليوريا إلي160 جنيها, والنترات إلي150 جنيها, في حين أن السعر الرسمي للأولي لا يتجاز75 جنيها, والثانية70 جنيها. وقال أحمد أبوعمر( مزارع): إن أزمة الأسمدة وصلت إلي ذروتها وأصبح الحصول علي شيكارة يوريا أو نترات حلما اصعب المنال, حيث ارتفعت أسعارها بصورة غير مسبوقة ووصلت في بعض الأحيان إلي200 جنيه للشيكارة الواحدة. وأضاف أحمد مصطفي( موظف بكفر الزيات) أن محاصيل الذرة والأرز تأثرت كثيرا بسبب أزمة الأسمدة, وتعرضت عشرات الأفدنة للتلف, والجمعيات الزراعية أصبحت خاوية من الأسمدة ونعاني معاناة كبيرة من أجل الحصول علي السماد من السوق السوداء بأسعار خيالية. وأوضح فتحي غلاب مدير عام التعاون الزراعي بالغربية أن أزمة الأسمدة ترجع إلي العجز الكبير في الوارد من المصانع إلي بنك التنمية والائتمان الزراعي, حيث توجد نسبة عجز في تنفيذ المصانع للبرنامج تصل إلي25%, حيث بلغت الكمية الواردة لمحافظة الغربية7 آلاف طن توزع علي327 جمعية زراعية, وهي لا تكفي لسد احتياجات المحافظة من المحاصيل الصيفية كالقطن والأرز والذرة, حيث تزرع الغربية25 ألف فدان من القطن و122 فدانا من الذرة و100 فدان من الأرز والمقرر السمادي للفدان الواحد يتراوح بين4 و5 شكائر. ومن جانبه أكد أحمد سلام وكيل وزارة الزراعة بالغربية أن عجز السماد علي مستوي الجمهورية وصل إلي1.1 مليون طن في الموسم الصيفي, وأن جملة المزروع من المحاصيل بمحافظة الغربية417 ألف فدان من المحاصيل الصيفية والنيلية, وأن الاحتياجات السمادية نحو278 ألف طن,15.5% أزوت تعادل93 ألف طن يوريا, مشيرا إلي أن ما يصل من السماد للمحافظة يعتبر ثلث الاحتياجات الفعلية, وأن الموسم الصيفي بدأ بعجز كبير جدا بسبب توقف المصانع بعد اندلاع الثورة بجانب إضرابات سيارات النقل وأزمة السولار, وهو ما أدي إلي تصاعد أزمة السماد, بجانب تعرض مصنع طلخا للحريق في الفترة الأخيرة, وأن الموسم الصيفي بدأ ولا يوجد مخزون من السماد حيث من المعتاد أن يكون هناك مخزون استراتيجي من السماد في شهري مارس وأبريل في الفترة الفاصلة بين الموسمين الصيفي والشتوي. وأضاف سلام أن الغربية تشتهر بزراعة مساحات كبيرة من المحاصيل الصيفية كالذرة والأرز والقطن بجانب الخضار الصيفي والنيلي, والفول الصويا, والبطاطس النيلية, والعلف الأخضر, والقصب, والنباتات العطرية, وتحتاج كل تلك الأصناف إلي278 ألف طن من الأزوت15.5% بخلاف95 ألف طن من الفوسفات والبوتاسيوم, مؤكدا أن ما وصل حتي الآن66% من الكميات المطلوبة فقط. ومن جانبه, أكد اللواء محمد الفخراني محافظ الغربية أنه يجري حل مشكلة السماد, وذلك بالتنسيق مع وزير الزراعة الجديد, وجار شحن الكميات المخصصة للمحافظة, مشيرا إلي أن أزمة السماد كانت ناتجة عن توقف مصانع الأسمدة بطلخا وأبوقير والمالية بكفر الزيات منذ أحداث ثورة25 يناير, وارتباط تلك المصانع ببرنامج تصديري للأسمدة لمختلف دول العالم.