كنت أظن وليس كل الظن إثما, أن ثورتنا العظيمة لن تتوقف عند حدود ميدان التحرير وسيمتد صداها ليشمل كل مؤسساتنا ومرافقنا, لاسيما التعليمية منها باعتبار أن إصلاح التعليم هو البوابة الملكية لإصلاح المجتمع بأسره. لكنني للأسف اصطدمت بواقع بالغ المرارة, حيث تأكدت من أن الفساد الإداري مازال ينهش في جسد مدارسنا وأن الأمل في الإصلاح يبدو خافتا ومحزنا. سيدي أعمل مدرسا للغة العربية بمدرسة كفرة نصار الاعدادية بنين إدارة الهرم بمحافظة الجيزة واسمي هو جميل علي عبدالنبي الطويل.. وكل ما أريد أن أقوله أنني قررت ألا أسكت بعد ما انتهي عصر السكوت والخنوع فقد حصلت علي مستندات رسمية تؤكد قيام المدرسة بجمع مبالغ عينية من أولياء الأمور الراغبين في تحويل ابنائهم للمدرسة تصل إلي500 جنيه كتبرعات إجبارية رغم علم الجميع بوجود قرار وزاري يجرم تحصيل أي مبالغ غير مقررة تحت أي مسمي لدرجة أن أحد المدرسين الزملاء وهو مدرس علوم بالمدرسة اضطر لدفع مبلغ200 جنيه لتحويل ابنه وكذا مدرسة زميلة أخري. وحين تقدمت بشكوي إلي التوجيه المالي بإدارة الهرم ورغم أن الشكوي مازالت حائرة بين المكاتب والشئون القانونية حتي الآن إلا أن إدارة المدرسة فور علمها بشكواي قامت بتوريد مستحقات غرامات الغياب وحتي الآن مازالت مستحقات المجموعات العشوائية لا تورد بشكل قانوني رغم أن الإدارة التعليمية قامت بصرف مبلغ40 ألف جنيه علي ست دفعات بهدف إصلاح أحوال المدرسة إلا أن ذلك لم يحدث ومن حقي أن أسأل أين ذهبت هذه المبالغ. علما بأنه تم تحصيل مبلغ20 جنيها من طلبة المنازل بالصفين الأول والثاني الإعدادي دون مستند قانوني علما بأن القرار الوزاري في هذا الشأن حدد المبلغ ب2 جنيه فقط فأين ذهب باقي المبلغ هذا بخلاف تحصيل مبلغ16 جنيها من بعض المدرسين بدعوي النظافة دون سند أو مستند. لقد بات من حقي كمصري شريف أن أطالب بعلو صوتي بفتح التحقيق من جانب الوزارة بشأن شكواي المقدمة للتوجيه المالي بإدارة الهرم من أجل وضع الأمور في نصابها الطبيعي وإعادة الهيبة والقدسية لمدارسنا.. فهل طلبي مستحيل. جميل علي عبدالنبي الطويل