أصبح تصدر نجمات السينما علي أفيشات الأفلام أمرا نادر الحدوث, ولعل أبرز دليل علي ذلك هو غياب العنصر النسائي بشكل تام في موسم عيد الأضحي المقبل, والذي يضم ما يقرب من7 أفلام جميعها بطولة للرجال فقط, بينما اكتفت النجمات بالظهور في دور ثان أمام البطل, وهو ما يعتبره البعض جرس إنذار حول غياب البطولة النسائية عن السينما المصرية بعد أن كانت تتصدرها علي يد نجمات مثل نادية الجندي ونبيلة عبيد ومن قبلهنما عدد كبير من النجمات فرضن أنفسهن بقوة علي الساحة الفنية. أما بالنسبة للجيل الحالي فاكتفت الفنانة مني زكي وهند صبري بتجارب قليلة قبل أن يعدن مرة أخري إلي سيطرة الرجل في البطولة, بينما تواصل الفنانة ياسمين عبد العزيز محاولاتها للحفاظ علي الاستمرار في البطولة المطلقة, حيث كانت في موسم عيد الفطر الماضي البطلة الوحيدة بين4 أفلام تعتمد علي الرجال, ورغم ما تحققه من إيرادات ضعيفة إلا أنها تسعي للاستمرار في تجربتها. واختلفت الآراء بين عدد من النقاد وصناع السينما حول فكرة البطولة النسائية حيث يراها البعض ضرورية في ظل سيطرة الرجال علي أفيشات السينما وتخوف المنتجين من التجربة نفسها, بينما يري الآخرون أن الأهم هو الاعتماد علي البطولة الجماعية وعدم الالتفات لفكرة الاعتماد علي الرجال أو النساء في أفيشات العمل بقدر ما يجب الاهتمام بنوعية العمل نفسه. تقول الفنانة ألهام شاهين إنها ضد مصطلح بطولة مطلقة سواء للنجوم أو للنجمات, مشيرة إلي أن جميع الأفلام التي ستعرض في العيد بطولات جماعية لا تعتمد علي الفردية, والمهم هنا هو سياق العمل. وأضافت أنها لا تعتقد أن صناع السينما يتعمدون خاصة في الوقت الحاضر تقديم أفلام بطولة نسائية أو للرجال فقط, وعلي سبيل المثال فيلمي يوم للستات صنفه البعض علي أنه بطولة نسائية لكن الواقع يختلف تماما عن ذلك, حيث شارك بالفيلم نجوم من الرجال بينهم فاروق الفيشاوي, إياد نصار, محمود حميده, وأحمد داود الذين أثروا العمل, وأري أن دورهم لا يقل أهمية عن أدوار بطلات العمل, والأهم هنا أن يكون الحكم بالموضوع أي حسب الكتابة والنص, وليس بنوعية النجم, وتابعت قائلة إن نفس الأمر بالنسبة لأفلام الفنانة الكبيرة نادية الجندي فعلي سبيل المثال فيلم الباطنية كما يشاع أنها بطولة نسائية مجاف للحقيقة تماما لأنها لم تكن بطولة مطلقة بل شاركها فيه كثيرون من الرجال. بينما يقول المخرج مجدي محمد علي إنه لا توجد نجمات يعتمد عليهن صناع السينما خاصة المنتجين في توزيع أفلامهم, وقد يكون ذلك لتخوفهم من عدم تحصيل الإيرادات, مبديا رفضه التام فكرة النجومية الفردية سواء للرجال أو النساء, ومفضلا مبدأ البطولة الجماعية لإعطاء الفرصة لاكتشاف وجوه جديدة, والسعي علي اختفاء ظاهرة النجم الاوحد سواء في الفن أو أي مجالات أخري. وأضاف إذا أردنا إنتاجا سينمائيا حقيقيا فعلينا التخلص من فكرة النجم الأوحد, متمنيا أن يكون هناك منتجون جدد يعتمدون في إبداعاتهم في المقام الأول علي الموضوع لا النجم, بعد موضة البطولة النسائية المطلقة التي كان آخرها أفلام نادية الجندي ونبيلة عبيد, خاصة أن النجم في عصر الفيديو يكبد المنتجين أموالا طائلة. بينما رأي المنتج جمال العدل أنه مع بداية الألفية الجديدة اعتمدت السينما علي النجوم الشباب, وتراجعت البطولة النسائية, ولم تظهر منها إلا ومضات قليلة علي فترات متباعدة, أما الوقت الراهن فنحن في مرحلة نهوض السينما حيث يجري حاليا إنتاج فيلم ليلة الحنة تأليف مريم ناعوم, وإخراج كاملة أبو ذكري يعتمد علي البطولة النسائية, رغم أن مفهوم البطولة المطلقة تغير سواء من الرجال أو النساء, في ظل وجود أبطال مهمة علي الساحة الفنية. وتقول الناقدة ماجدة خير الله إن سبب تقلص البطولات النسائية في السنوات الأخيرة, يرجع إلي انتشار أفلام الأكشن والكوميديا الفارس التي تعتمد علي الرجال بشكل أكبر ويندر فيها وجود البطولة النسائية, برغم أن المرأة لها وجود حقيقي في السينما, وبعد تقديم ليلي علوي وإلهام شاهين انتهت البطولة المطلقة, حيث إن صناعة السينما حاليا تعرضت لهزة كبيرة ولم تعد الأفلام التي تقدم إلا من نوعية الكوميديا الفارس, وعندما استعان الفنان أحمد حلمي بالفنانة دنيا سمير غانم بفيلم لف ودوران كان دورها غير محسوس رغم أنها بطلة. وأضافت أن أكبر دليل علي أهمية البطولة النسائية هو وجود أفلام مثل نوارة لمنة شلبي, يوم للستات, أخضر يابس وفوتو كوبي الذي حصلت فيه الفنانة شيرين رضا علي جائزة أحسن ممثلة, وأيضا فيلم خارج الخدمة, مشيرة إلي أن هناك مواسم لها أبطال بعينها سواء من الرجال أو السيدات, لأنه لا توجد خطة ممنهجة تتحكم في الأمر, حيث الأفلام الجاهزة هي التي تفوز بالعرض في موسم عيد الأضحي ولآخر وقت قد يتأجل عرض الفيلم لأي سبب ما. وأشارت الناقدة ماجدة موريس إلي أن دور البطولة النسائية انتهي لكن مرحلة السينما الحالية تعتمد علي غرابة الموضوع أو الإثارة مما فتح الباب للأفلام الذي يقدمها محمد رمضان لان جمهوره معظمه من الحرفيين وأصحاب الأعمال غير المستدامة بجانب طلاب المدراس. وأوضحت أن المشكلة الأساسية تكمن في قلة الإنتاج ومعظم دور العرض تم اغلاقها ولم يتبق سوي العرض داخل المولات التجارية التي أصبحت أزمة حقيقية تواجه السينما المصرية, باعتبارها إحدي وسائل المنتجين في تحقيق إيرادات كبيرة.