منذ بداية السينما المصرية كان العنصر النسائى موجودا بقوة، سواء بالبطولة المطلقة أو من خلال البطولة المشتركة، حيث رأينا كثيرا من الثنائيات فى السينما مثل شادية وكمال الشناوى، أو فاتن حمامة وعمر الشريف أو حسين فهمى ونجلاء فتحى، وغيرها من الثنائيات، إضافة إلى أن النجمات كن يشكلن عامل جذب جماهيريا فى كثير من فترات السينما لمصرية، وكان الجمهور يقبل على الأفلام ذات البطولة النسائية، مثل أفلام نادية الجندى ونبيلة عبيد وإلهام شاهين ويسرا، وصولا إلى ياسمين عبد العزيز التى نجحت فى عدة أفلام وحققت جماهيرية كبير. ورغم ذلك فإن تجربة البطولة النسائية لا تتكرر إلا نادرا، ولا نجد حتى بطولة موازية للرجل كما كان يحدث قديما، بل أصبح الرجل فى كثير من الأحيان هو البطل الأوحد، وتظهر المرأة كسنيدة للرجل، وهو ما وضح مؤخرا فى الأفلام المعروضة حاليا فى موسم عيد الفطر، حيث توجد خمسة أفلام بطولاتها كلها رجالية والوجود النسائى بها ضعيف، فما أسباب غياب البطولات النسائية؟ وهل يمكن أن تعود قريبا. الناقد كمال رمزى، يرى أن سبب غياب البطولات النسائية والوجود النسائى فى الأفلام، هو غياب التقدير لها فى الواقع، حيث إننا نعيش فى مجتمع ذكورى لا يقدر المرأة ولا يعترف بها، لذلك فإن المنتجين وصناع السينما ينظرون للمرأة كأنها عنصر مكمل وليست عنصرا أساسيا، كما كان يحدث فى الأفلام القديمة، مضيفا أن هذا الوضع لن يتغير إلا مع تغير المجتمع وتغير نظرته للمرأة، لأن السينما لا تنفصل عن المجتمع، وإن كان الأمل ينعقد فى السينما المستقلة التى يمكن أن تتطرق إلى مواضيع خاصة بالمرأة. يتفق الناقد مصطفى درويش مع رمزى فى أن الفن مرآة المجتمع، لذلك فهو ينقل الظواهر الموجودة فى المجتمع، مثل البلطجة والفهلوة، وهذه الموضوعات لا يمكن أن تكون بطلاتها نساء، خصوصا أن الإنتاج انحسر فى نوع واحد، لأنه حقق مكاسب تجارية، نظرا للتغيرات التى طرأت على المجتمع خلال الفترة الأخيرة، مشيرا إلى أن الاعتماد على البطولات الرجالية ليس غريبا على السينما العالمية، فهوليوود تعتمد فى معظم أفلامها على الرجال، عدا حالات نادرة مثل أنجيلينا جولى. بينما ترى الفنانة إلهام شاهين أن عدم وجود بطولة نسائية فى عيد الفطر مجرد مصادفة، ولا تدل على وجود ظاهرة، مشيرة إلى أن الأفلام النسائية موجودة بنسبة جيدة، ولكن الموضوع هو الذى يفرض نوعية الأبطال، مضيفة أن فيلم «خلطة فوزية» كانت بطلته امرأة وحقق نجاحا كبيرا، كما أنها تصور حاليا فيلم «يوم للستات» والبطلات فيه كلهن نساء وسيعرض قريبا، متوقعة أن يحقق نجاحا كبيرا. المخرجة كاملة أبو ذكرى التى قدمت فيلم «واحد صفر» بطولة إلهام شاهين وزينة، وتصور حاليا فيلم «يوم للستات»، قالت إن عدم الإقبال على تقديم البطولات النسائية يعود إلى أن النجمات الموجودات على الساحة، لا يشكلن عامل جذب جماهيريا كافيا للاعتماد عليهن تجاريا، عدا ياسمين عبد العزيز، لأنها تقدم نوعية مختلفة وتناسب الأسرة والأطفال الذين يقبلون على أفلامها بشدة. وعن أسباب عدم وجود بطولات مشتركة نسائية موازية للرجال فى الأفلام، قالت «كاملة» إن نجمات الصف الأول يرفضن البطولات المشتركة، ويشترطن البطولة المطلقة وهو ما لم يعد متوفرا. المخرج والسيناريست خالد جلال، الذى قدم مع ياسمين عبد العزيز عدة أفلام ناجحة، قال إنه يحضر حاليا لفيلم مع ياسمين، سيعرض فى عيد الأضحى، مشيرا إلى أن ياسمين هى البطلة الوحيدة التى أصبح لها جمهور ينتظر أفلامها ويقبل عليها، نظرا لأنها تقدم نوعية متميزة ومبهجة، مشيرا إلى أن غياب البطولات النسائية يرجع إلى عدم وجود مواضيع مناسبة لهن.