في الوقت الذي تشهد خلاله دراما رمضان تألق العديد من الفنانات في بطولة المسلسلات التليفزيونية خاصة هذا العام، تنحسر المنافسة السينمائية حاليا بين النجوم من الرجال لتبدو مباراة النجمات لهن في أضيق حدود علي الشاشة الفضية فلا نجد بطولة نسائية مطلقة في السينما .. فما أسباب غياب البطولات النسائية؟ فبالرغم من انحسار البطولات النسائية في السينما، فإن الموسم السينمائي لم يخل من وجود فيلمين علي الساحة استطاعا أن يخوضا المنافسة السينمائية من خلال بطلات، الأول "بنتين من مصر" بطولة صبا مبارك وزينة، والثاني "الثلاثة يشتغلونها" بطولة ياسمين عبد العزيز إلا أن قدر المنافسة مع أفلام البطولة الرجالية قد لا تذكر.وبالرغم من ذلك توجد انفراجة كبيرة في أعداد النجمات ممن يحملن علي عاتقهن مسئولية العمل ككل ويتم التسويق له ومنهن ليلي علوي التي تواصل تقديم نوعية الأعمال ال 15 حلقة والتي قدمتها العام الماضي وحققت لها نجاحاً كبيراً، وكذلك إلهام شاهين بمسلسل "امرأة في ورطة"، والفنانة نادية الجندي التي تعود للدراما بعد غياب أكثر من عامين بمسلسل "ملكة في المنفي"،وغادة عادل بمسلسل "فرح العمدة"، وسميرة أحمد بمسلسل"ماما في القسم"، وداليا البحيري بمسلسلها "ريش النعام" الذي تعود به أيضا للدراما بعد غياب عامين منذ آخر أعمالها مسلسل "بنت من الزمن ده"، وكذلك مسلسل "العنيدة" الذي تقوم ببطولته الفنانة الشابة ميس حمدان . وعن أسباب هذه الظاهرة، يتحدث الناقد نادر عدلي أن الدراما التليفزيونية ساحتها أكبر، الأمر الذي يتيح فرص أفضل للنجمات للتواجد بعكس الحال في السينما التي تعاني نسبيا من مشاكل عديدة منها قلة الأفلام المعروضة . ويشير عدلي إلي أن احتدام الفكر الذكوري وسيطرته علي النواحي الفنية حتي أيام المجد السينمائي لبطلات مثل فاتن حمامة وسعاد حسني كان البحث دائما عن بطل رجل يشاركهن في أفلامهن عاملاً أساسياً في انحسارهن في السينما، ويؤكد أن هذه المسألة تمثل انتقاصا لحق المرأة التي أصبحت أداة فاعلة في جميع مجالات الحياة بحق، وأضاف أن مشكلة الذكورية ليست في مجتمعنا فقط ولكنها تواجه الأعمال في تسويقها خارجيا خاصة في المنطقة العربية . فيما يري المخرج محمد كامل القليوبي أن مسألة انحسار البطولة النسائية في السينما هو عرف عالمي في جميع الأجناس والمجتمعات العالمية، وأضاف أن التفوق النسائي في البطولات السينمائية يكون في أفلام الإغراء فقط، مؤيدا انتشار الفكر الذكوري وسيطرته علي السينما أكثر من الدراما التي تعتمد علي المشاهدين ونظرا لكون الغالبية العظمي منهم لسيدات ربات البيوت لذا يكون تواجد النجمات فيه بشكل أكبر ويراعي المنتجون ذلك إلي جانب حب المرأة لظهورها علي الشاشة بما يتناسب مع تطلعاتها كمشاهدة.. مشيرا إلي الشخصيات التي قدمتها نادية الجندي في أفلامها والتي حاولت فيها أن تظهر من المرأة شخصية قوية وفاعلة في مناحي الحياة. أما الناقد طارق الشناوي فيؤكد أن تردد المنتجين في المغامرة السينمائية يرجع لعدم وجود نجمة شباك حاليا وذلك بسبب أن النجمات أصبح اهتمامهن نحو الدراما التليفزيونية وأدوارهن بها علي حساب اهتمامهن بالموضوع في السينما الأمر الذي أدي إلي تقلص مساحتهن في السينما. ويلفت الكاتب كرم النجار الأنظار إلي ضرورة اقتحام النساء مجال السينما الأمر الذي يحقق تواجدا وانتشارا أوسع فالأفلام علي الساحة لا تعدو كونها حالات فردية لا تقدم إلا من خلال فترات متباعدة . ويؤكد أن هذا التواجد سيتيح التنويع في مضامين السينما ويتيح صورة أفضل للمنافسة بين النجوم الرجال والنجمات فالعملية الإنتاجية والظروف الاقتصادية هي الأساس في تواجد أكبر قدر من النساء كبطلات مما يحقق منافسة شرسة. ويضيف أيضا أن نوعية الأفلام التي تقدم عليها نجمات السينما حاليا لا تعتبر مقياسا للمنافسة مقارنة بهن في فترة التسعينيات حيث تألقت نجمات، مثل: نبيلة عبيد ونادية الجندي وغيرهما واستطاعت أفلامهن تحقيق إيرادات كبيرة برغم الانتقادات التي وجهت لهن. ويستنكر النجار ما تفعله شركات التوزيع مع النجمات في أفلامهن ضاربا المثل بفيلمي "بنتين من مصر" و "الثلاثة يشتغلونها" اللذين يؤدي عرضهما في أوقات متأخرة من الليل إلي صعوبة شديدة في متابعة أعداد كبيرة من المشاهدين لهما إلي جانب وضعهما في سينما غير مشهورة، وأكد النجار أن الحرب بين شركات الإنتاج هي المحرك الأساسي لهذه المشكلة، وفي النهاية فإن أعداد النجمات في الفن المصري حاليا أصبحت في تزايد مستمر ولا تقل عن أعداد الممثلين الرجال مما ينبئ أن الفترة المقبلة ستشهد حرباً ضارية بينهم للفوز بكعكة البطولة المطلقة في الدراما والسينما علي السواء . ولاشك أن تألق نجمات في بطولات مطلقة حاليا كمني زكي في "احكي يا شهرزاد" أمر يؤكد وجود منافسة نسائية إلا أن حجمها أقل من التواجد الرجالي ومن ثم فالسينما تحتاج إلي إثراء موضوعاتها وتنوعها للنهوض بمثل هذه الصناعة.