كل تجاربها كانت قصيرة وسريعة ومثيرة, بما في ذلك تجربة الحياة نفسها. آمال الأطرش( أسمهان) التي ربما لا نحتاج لسرد حياتها. بعد أن قتلت بحثا علي أيدي الصحفيين ومروجي الشائعات وهواة المؤامرة ونظرية المؤامرة, بعد أن تناولوا كل تفصيلة من تفصيلات حياتها بالشرح والتفسير والتدوير, والتحوير, فلم تخل مرحلة من مراحل حياتها من القيل والقال. تزوجت أسمهان عدة مرات, تميزت جميعا بأنها زيجات عابرة المشهور منها أحمد سالم(40 يوما) والأمير حسن الأطرش, وهناك زيجات غير معروفة مثل زواجها من فايد محمد فايد ملحن أغنية سوق الحلاوة جبر ووالد وليد فايد الملحن والموزع المعروف. 32 عاما فقط عاشتها أسمهان ومع ذلك فإنها ملأت الدنيا وشغلت الناس, ليس فقط في عالم الفن, وإنما كذلك في عالم السياسة والأمن والمخابرات, فأغانيها كانت من تلحين كبار الملحنين وقتها ممن يصعب الوصول إلي أحدهم وليس جميعهم, فغنت لعبد الوهاب والقصبجي والسنباطي وزكريا أحمد, كما أنها تخوفت من دخول عالم السينما وبقيت تظهر بصوتها عشر سنوات, قبل أن تخوض تجربة التمثيل كانت تحركاتها اخبارا وكلماتها عناوين وعندما سقطت سيارتها في الترعة أصابع الاتهام توزعت في جميع الجهات بلا هوادة, وبغض النظر عن صحة هذه الاتهامات من عدمها, فإنه لا دخان دون نار. ففي أثناء تصوير فيلم غرام وانتقام استأذنت من منتج الفيلم وبطله يوسف بك وهبي أن تسافر إلي رأس البر للحصول علي اجازة فوافق. ذهبت إلي رأس البر صباح الجمعة14 يوليو1944 بصحبة صديقتها ومديرة أعمالها ماري قلادة, وفي الطريق فقد السائق السيطرة علي السيارة فانحرفت وسقطت في الترعة( ترعة الساحل الموجودة حاليا في مدينة طلخا) حيث ماتت هي وصديقتها, أما السائق فلم يصب بأذي وبعد الحادثة اختفي, وبعد اختفائه ظل السؤال عمن يقف وراء موتها دون جواب. قالوا إنها المخابرات البريطانية التي قتلتها علي خلفية تورطها في أعمال استخباراتية أثناء زواجها من ابن عمها الأمير حسن, وقالوا انه احمد سالم الذي هددها بالقتل جهارا نهارا, وقالوا انها الست أم كلثوم التي استشعرت أن هذه الفتاة هي الخطر الحقيقي الذي يهددها وليس ليلي مراد أو رجاء عبده أو غيرهما وقالوا كثيرا حتي انهم لم يقولوا شيئا. كل هذه قد تكون دعاوي, في الغالب هي دعاوي, لكنها تشير إلي حدة خلافات اسمهان مع من حولها, وإلي حالة التوتر الكبيرة التي كانت تجلبها أينما حلت. لم تكن مشاهد أسمهان في فيلم غرام وانتقام قد انتهت فغيروا النهاية, وبقي مشهد لابد أن تؤديه اسمهان بنفسها فجاءوا بفتاة عمرها19 عاما صوتها صوت اسمهان, كان اسمها جيهان, وأدت الدور ببراعة, فأصبحت مطلوبة, وبالفعل قدمت أوبريتا إذاعيا شهيرا هو عذراء الربيع, غير أنها ماتت في العالم التالي مباشرة بما يوحي بأنها لعنة, ربنا يجعل كلامنا خفيفا عليها وربنا يرحم الجميع.