في الوقت الذي تعرض الفضائيات مسلسل أسمهان المثير للجدل للمخرج التونسي شوقي الماجري ، يكشف كتاب حول هذه المطربة - تم إصدار طبعة جديدة منه للراحل محمد التابعي - الكثير من الأسرار الشخصية عنها. ويرسم التابعي صورة متناقضة للمطربة الراحلة في كتابه (أسمهان تروي قصتها) قائلا إنها كانت تسرف في الشراب على نحو لم يعهده في امرأة سواها ، حتى أنها لخصت نفسها بالقول إنها لا تستطيع أن ترى الكأس ملآنة ولا تستطيع أن تراها فارغة. أما صوتها ففيه حزن يستعصي على الوصف وإن استراحت له الأذن لكنه يصف المطربة -التي قيل إن شابين في سوريا والعراق انتحرا حين ماتت- بأنها كانت جذابة لكنها لم تكن جميلة. ويبدي التابعي أسفه على صوتها الذي يقول إنه كان كفيلا بأن "تبهر به الدنيا لو أنها عرفت كيف تحكم نفسها وتعيش كما تعيش المطربة أو كما يجب أن تعيش" بعيدا عن التدخين والمسكرات. ثم يردف لوصف أنوثتها "كانت فيها أنوثة ولكنها لم تكن جميلة في حكم مقاييس الجمال، فوجهها المستطيل وأنفها الذي كان مرهفا أكثر بقليل مما يجب وطويلا أكثر بقليل مما يجب، وفمها الذي كان أوسع بقليل مما يجب وذقنها الثائر أو البارز إلى الأمام أكثر بقليل مما يجب.. عيناها كانت كل شيء. في عينيها السر والسحر والعجب... تعرف كيف تستعمل سحر عينيها عند اللزوم." ويضيف أنه سمع باسم أسمهان المطربة الناشئة ولم يبال وحين رآها عام 1931 تغني تركت في نفسه أثرا "أنها شيء صغير نحيل مسكين يبعث على الرحمة في الصدور ويستحق العطف والرثاء" ولم يسع لسماعها مرة أخرى ثم قابلها لأول مرة عام 1939 في حفل لأم كلثوم "المطربة العظيمة" ولم يهتم بها كثيرا باعتبارها "واحدة من كثيرات" ثم زارته في الشهر التالي في بيته بصحبة أخيها فريد الأطرش ومحمد عبد الوهاب وتوثقت الصداقة. تعدد الزيجات ورغم تلك العلاقات والزيجات وبخاصة بالمخرجين المصريين أحمد بدرخان وأحمد سالم فإن التابعي يروي أن علياء المنذر أم أسمهان قالت له إن ابنتها لا تعرف الحب "عمرها ما أحبت رجلا ولن تحب.. صدقني فأنا أعرف الناس بايميلي." ويسجل التابعي أن أسمهان كانت معجبة كثيرا بعبد الوهاب مطربا وملحنا "أما في مجلس العشق والغزل فإنه شيء آخر، شيء لا يعجب ولا يفتن أبدا لم يعجبني" في إشارة إلى عبد الوهاب. وشاركت أسمهان في بطولة فيلمي (انتصار الشباب) 1939 و(غرام وانتقام) 1944 ولحن لها موسيقيون بارزون منهم محمد القصبجي (1892-1966). يذكر أن اسم اسمهان الحقيقي هو آمال الأطرش أو إيميلي الأطرش وهو اسمها الحقيقي الذي كانت توقع به عقود الأعمال ، أما أسمهان فهو اسم شهرة أطلقه عليها الموسيقي المصري داود حسني وظلت اسمهان مثيرة للجدل في حياتها وبعد وفاتها في حادث سيارة في الطريق إلى مدينة رأس البر الساحلية المصرية إضافة إلى علاقاتها الخاصة وزواجها من رجال بارزين في عالم الفن والصحافة والسياسة. (رويترز)