تدخل أزمة القس الأمريكي الإنجيلي اندرو برونسون المعتقل في تركيا منذ مدة النفق المظلم بعد تطور الأحداث وتغير لغة واشنطن إلي تهديد أنقرة بعقوبات حزم التصنيف والتي رفضها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أمس. كما قالت مصادر مطلعة إن الولاياتالمتحدة أعدت قائمة تضم كيانات تركية وأفرادا أتراكا لاستهدافهم إذا ما قررت واشنطن فرض عقوبات ضد حكومة أردوغان علي خلفية سجن تركيا مواطنين أمريكيين وموظفين من البعثة الدبلوماسية الأمريكية في أنقرة. وذكرت وكالة بلومبرج للأنباء الاقتصادية أمس أنه في الوقت الذي تتواصل فيه المفاوضات لإطلاق سراح القس برونسون الذي تتهمه تركيا بالتجسس والإرهاب, فإن إعداد ما يسمي ب حزم التصنيف يكشف عن مدي قرب الولاياتالمتحدة من فرض عقوبات غير مسبوقة ضد تركيا, حليفتها والعضو في حلف شمال الأطلنطي( ناتو). وقال مصدران مطلعان إن العقوبات تم تصميمها علي غرار تلك التي تستهدف الحكومة الروسية ودائرة المقربين من الرئيس فلاديمير بوتين, وقد طالبا بعدم الكشف عن هويتهما بسبب حساسية القضية. أما أردوغان, فقد أكد أنه من غير الممكن قبول لغة التهديد التي تستخدمها الولاياتالمتحدة بسبب العقلية الإنجيلية الصهيونية في واشنطن, موضحا أن توجيه تهديدات إلي تركيا في هذا الشأن لا يعود بالنفع علي أحد وانه ليس من اللائق أن تصدر من واشنطن مثل هذه التهديدات ضد حليفتها التي كافحت معها في عدة مجالات. جاء ذلك بعدما رفضت محكمة تركية أمس طلبا مقدما من برونسون(50 عاما) لرفع الإقامة الجبرية المفروضة عليه في منزله بولاية إزمير, بعدما تم احتجازه في ديسمبر عام2016 في أعقاب محاولة الانقلاب الفاشلة التي قام بها فصيل في الجيش التركي ضد أردوغان. ويشتبه في أن القس علي علاقة بعالم الدين التركي المقيم في الولاياتالمتحدة فتح الله جولن الذي تتهمه تركيا بالتخطيط للمحاولة الانقلابية. ومن المقرر أن تعقد الجلسة المقبلة من محاكمته في12 من أكتوبر المقبل. وجددت قضية القس الأمريكي التوترات بين الدولتين الحليفتين بالناتو, المشحونة علاقتهما بالفعل جراء الحرب في سوريا وقرار تركيا شراء نظام دفاع جوي روسي وجراء صدور إدانة في نيويورك بحق موظف بارز سابق ببنك هالك لانتهاك العقوبات الأمريكية علي إيران وجراء الجهود لعرقلة توصيل مقاتلات طراز اف35- إلي تركيا.