آن الأوان أن نعيد النظر فى تعاملنا مع أوضاعنا، ونغير نظرتنا إلى الأمور التى تجرى على ساحة الوطن، فلا مجال لبيع الوهم، ولا لتزييف الحقائق، وقدوتنا فى ذلك الرئيس السيسى الذى قالها بوضوح لا لبس فيه، حين شدد على أنه «لم يبع الوهم يومًا، ولن يبيعه .» لو أننا اعتمدناها منهجا في الحوار, لو أننا جعلناها شعارا نترجمه في مواقفنا وقراراتنا, وضبطنا بوصلة توجهاتنا عليها, لتغير الحال كثيرا, وتبدلت أوضاع عديدة.. إنها المصارحة والمكاشفة, بلا تجميل لواقع يحتاج إلي جراحات إنقاذ, واستئصال أمراض تجذرت في الأوصال, وظل الحديث طوال عقود مضت, عن أوضاع وأعمال وقرارات, لا أصل لها, ولا دليل يترجمها, لنري آثارها واضحة, غابت, بل قل, تم تغييبها عن عمد مع سبق الإصرار, لتبدو الصورة علي غير الحقيقة في عقود الخداع والتضليل, ثم جاءت اللحظة الفاصلة في تاريخنا ليتولي مسئولية القيادة من يؤمن عن عقيدة راسخة, بأن المصارحة والمكاشفة هي الطريق الأمثل لمواجهة التحديات, لتستعيد مصر قوتها وريادتها, وتتبوأ مكانتها بفضل ما حباها الله من عطايا, لكنها كانت تنتظر يدا أمينة تؤمن بلحظة حساب آتية, يدا آلت علي نفسها أن تعد لها العدة, وتتحمل المسئولية كما ينبغي أن تكون. . الوضوح والصراحة والمكاشفة ثوابت في المواجهة, فالتحدي أكبر من أي حكومة ورئيس, لكن بوعي الشعب سنتحمل ونعمل, وأعتقد أن النظرة إلي العديد من القضايا والموضوعات تؤكد أننا في حاجة إلي عدة أمور ربما أهمها: أولا:. ثانيا: إن الشارع السياسي في حاجة إلي حراك من نوع جديد, حراك يدرك طبيعة الظروف والمتغيرات التي تمر بها مصر, فالأحزاب السياسة مطالبة بالحضور الفعلي في التعاطي مع القضايا المجتمعية, ومصر تحتاج إلي كيانات قادرة علي الدفع بالدولة إلي الأمام, ولعل من المناسب هنا أن نطرح تساؤلا مهما وهو: هل لدينا أحزاب؟ أين هذه الأحزاب من القضايا والتحديات الراهنة؟ ثم لماذا لا تمارس دورها والظروف أمامها مهيأة؟ ثالثا:.... رابعا: لم يعد الدفع بالشباب لتحمل المسئولية, والمشاركة الحقيقية شعارا مجردا, بل صار أمرا حتميا يصر الرئيس عبد الفتاح السيسي علي ترسيخه, بمؤتمرات دورية وتأهيل أكاديمي, يضمن لمصر صناعة جيل واعد, قادر علي تحمل المسئولية, والمشاركة بوعيه وحماسه في بناء الوطن, وعلي الشباب أن يستثمر المناخ والفرصة ليشغل موقعه عن جدارة. خامسا: ا ب. وعود علي بدء أقول: المصارحة والمكاشفة, والوضوح في المواجهة, ورؤية الأمور علي حقيقتها, وإدراك كل منا لدوره, وقيامه بمسئولياته كما ينبغي, وإخلاص النية, ونبل القصد, كل ذلك هو السبيل الوحيدة لبناء مصرنا الجديدة, قوية, قادرة, متعافية, شامخة كالعهد بها, لأن لها رجالا يؤمنون بها وطنا عزيزا أبيا, يعجز العتاة أن يكسروا شوكته, أو يضعفوا هيبته, فمصر, بفضل الله, عصية علي أعدائها, وستمضي في مسيرتها ولو تربص المتربصون, وكره الحاقدون, لتحيا مصر التي نحلم بها, وإن غدا لناظره قريب, وغدا يتحقق الحلم لنحياه واقعا.