تربت شاهيناز في أسرة بسيطة بقرية الغنيمية بمركز البلينا بمحافظة سوهاج حيث يعمل والدها سائقا وكانت الابنة الكبري له والوحيدة لأخويها محمد وطه وهذا جعلها تشعر بالوحدة فكثيرا ما تمنت أن يكون لها أخت تحكي لها أسرارها وخبايا نفسها كما أن والدتها فشلت في تعويضها عن ذلك فقد كانت امرأة بسيطة تتركز اهتماماتها في رعاية أولادها والقيام بمتطلبات أسرتها وتلبية احتياجات منزلها منذ الصباح الباكر وحتي تخلد إلي النوم ولم تفكر يوما في أن تجعل من نفسها أخت كبري لابنتها الوحيدة تبادلها الأحاديث وتشعرها بأنها قريبة منها. فكانت الأم تميز في المعاملة بين أبنائها حيث كانت تفضل الذكور علي ابنتها الوحيدة التي تقسو عليها وتعاملها معامله سيئة بحجة تربيتها لتكون زوجة صالحة في المستقبل وتلك المعاملة السيئة من جانب الأم لابنتها أثرت علي حالة شاهيناز النفسية فدمرتها داخليا حتي أصبحت لا تطيق العيش في المنزل ففكرت كثيرا في الانتحار أكثر من مرة إلا أن نفسها المريضة أمرتها بضرورة الانتقام من أمها وشقيقيها الذين تسببوا في إصابتها بهذه الحالة النفسية السيئة فظلت تنتهز الفرصة التي تمكهنا من تحقيق رغبتها حتي هداها تفكيرها إلي استغلال نوم الأسرة و غياب والدها وظلت تراقب أسرتها حتي استسلمت والدتها وأخواها للنوم وأسرعت إلي جركن به بقايا من البنزين الذي يستخدمه والدها وقامت برش البنزين وإشعال النيران بالمنزل ليتحول المنزل إلي شعلة من اللهب وتشتعل النار في الأم وشقيقيها أمام عينيها وظلت النار تزحف علي محتويات المنزل حتي خرجت مسرعة وقد تعالت صرخاتها مستنجدة بجيرانها لإنقاذ أمها وأخويها من ذلك الجحيم الذي أحاط بهم من كل جانب حتي إن محاولات الجيران في إطفاء الحريق فشلت فأسرعوا إلي طلب سيارات المطافئ لإنقاذ القرية من حريق مدمر قبل أن تمتد ألسنة اللهب إلي المنازل المجاورة حتي تمكنت قوات الحماية المدنية من إخماد الحريق والسيطرة عليه وتم نقل الجثتين والمصاب لمستشفي البلينا المركزي وأخطرت النيابة لمباشرة التحقيق. كان اللواء عمر عبدالعال مساعد وزير الداخلية مدير أمن سوهاج قد تلقي إخطارا من مأمور مركز شرطه البلينا يفيد بنشوب حريق بمنزل بقرية الغنيمية. فانتقلت علي الفور العميد محمود حسن رئيس مباحث المديرية و علاء السعيد مدير أداره قوات الحماية المدينة والعقيد أحمد البيلي رئيس فرع البحث للجنوب والرائد محمد امبابي رئيس مباحث المركز بإشراف اللواء خالد الشاذلي مدير إدارة البحث لمكان البلاغ تمكنت القوات من إخماد الحريق والسيطرة عليه قبل امتداده إلي المنازل المجاورة. وبالفحص تبين نشوب حريق بمنزل عصمت سائق ويقيم بقرية الغنيمية بمركز البلينا وأتت النيران علي محتويات المنزل مما أسفر عن مصرع شادية49 سنة ربة منزل ومحمد16 سنة طالب وإصابة طه9 سنوات. وأشارت التحريات إلي أن وراء ارتكاب الواقعة شاهيناز17 سنة طالبة ابنة المجني عليها الأولي وشقيقة المجني عليه الثاني والمصاب الثالث بسبب سوء المعاملة والاعتداء بالضرب عليها بصفه مستمرة وتفضيل أشقائها الذكور عليها وأنها تعاني من حالة نفسية سيئة تم القبض علي المتهمة وبمواجهتها اعترف بقيامها بإحضار جركن بنزين ورشه بالمنزل مما أدي إلي اشتعال النيران بالعقار ووفاة الأم وشقيقها وإصابة الآخر بإصابات خطيرة ومتفرقة تم إخطار النيابة فصرحت بدفن الجثتين وسؤال المصاب بعد تماثله للشفاء وقررت حبس المتهمة4 أيام علي ذمة التحقيق.