شبه جزيرة سيناء.. المنشآت التحتية.. قطاع المشروعات.. التعليم وسياسات العمل الأثري ونقاط أخري ساخنة كانت محور حديث شامل مع الدكتور عبدالفتاح البنا أستاذ ترميم الآثار بكلية الآثار جامعة القاهرة. الذي أكد في البداية ان مصر كانت محط أنظار ومركزا ثقافيا وسياسيا بالنسبة للعالم القديم. وكانت تساهم في الجزء الأكبر في الحركة الثقافية والتنويرية والسياسية مطالبا بضرورة الاهتمام بقطاع الآثار ومواكبة الخطط الجديدة القائمة مثل مشروع مم التنمية ومدينة زويل للعلوم التكنولوجية وتسليط الضوء علي المناطق السياحية المهملة خاصة وأنها مناطق أثرية قائمة تحتاج إلي نشر فكر وإظهار للقيمة الأثرية لها, ولتكن البداية البحث عن كيفية جعل سيناء منطقة مركزية للسياحة والتاريخ. ويلفت النظر إلي ان الآثار تستعين ب1500 مستشار مجاملة بينما تمتلك قيادات شابة لكنها مكهنة وطاقات مهدرة يجب توظيفها, وهناك حالة من غياب المعايير والضوابط لتحديد العلاقة بين الخريجين وسوق العمل حيث يبدو ان كلا منهما منعزل عن الآخر. * في رأيك ما هي الخطط الخاصة بمجال الآثار؟ ** لابد أن نواكب هذا الفكر عن طريق تسليط الأضواء علي مناطق جذب سياحي المهملة والجديدة خاصة وأنها مناطق أثرية قائمة تحتاج إلي نشر فكر وإظهار للقيمة الأثرية لها مثل هضبة الهرم, مدينة الأقصر, وطريق الكباش فمن خلال هذه المناطق أستطيع عمل فكرة زيارة اليوم الواحد للسياح في بعض الموانيء, وليكن ميناء بورسعيد. * إلي متي تظل الضفة الشرقية في دائرة التناسي ونحن لدينا علي الأقل خمس مساحة مصر متمثلة في شبه جزيرة سيناء وما الذي ينقصنا لإدخال سيناء في عجلة التنمية؟ ** فكرة تنمية سيناء سياحيا وأثريا لابد أن تكون اهتماما حقيقيا وليس مجرد حبر علي ورق, فبعد توقيع اتفاقية السلام وإنشاء ترعة السلام ورغم كل المحاولات التي حدثت فإن التنمية من عام1982 إلي عام2011 لم تشهد تغييرا ديموجرافيا في البنية والتركيبة السكانية خاصة وان سيناء تمثل مثلث الأديان القديمة والمزارات الدينية بالإضافة إلي تمتعها بالأماكن السياحية مثل جبل موسي, كنيسة سانت كاترين, جبل الطور, وصحراء التين فكلها ملاحم للأرض المقدسة بالاضافة إلي حضارة الانباط والأكوام الذين قاموا بالنحت داخل الجبل لإنشاء بيوت لهم ويستطرد قائلا: حتي اللغة وفكرة هل اللغة العبرية مشتقة من اللغة المصرية القديمة أم تطور لها او ناشئة في منطقة بعينها او ناشئة من لغة البدو وعلاقتها باللغة المصرية القديمة فكلها نقوش موجودة علي جدران الجبال او حوائط الكنيسة, لذا فلابد من إعادة النظر في كيفية جعل سيناء منطقة مركزية سياحيا للسياحة التاريخية إلي جانب شرم الشيخ والسياحة الترفيهية والعلاجية بالإضافة إلي ضرورة إبراز السياحة التاريخية المتمثلة في المناطق التاريخية وفي الشواهد الأثرية, كما أننا لانشعر بالخطر إلا عندما نكون في وسط هذا الخطر ففي شمال سيناء هناك العديد من القلاع الحربية مثل منطقة سهل الطينة وكثير من القلاع الرومانية المشيدة من الطوب الأحمر فهذه المناطق في حاجة إلي نوع من الاهتمام والصيانة لإعادة الحياة السياحية إلي هذا المكان مرة أخري. * المنشآت التحتية الموجودة تحت سطح الأرض والمياه من أعظم ما يكون كأجواخ وغير ظاهرة للعين كيف نمهد هذه الأماكن كمزارات سياحية؟ ** إذا فكرنا بنفس وتيرة ممر التنمية فعلي سبيل المثال منطقة الوسط معبد سرابيت الخادم يعتبر هذا المعبد من أحد الأماكن الغنية بالمنجنيز والفوسفات بالإضافة إلي جبل موسي وجزيرة فرعون والمحميات الطبيعية فكلها مناطق جذب سياحي يجب وضعها علي الخريطة السياحية وعلي وزارة الآثار في المرحلة المقبلة ان تركز علي كيفية مواكبة عملية التنمية التي تتطلبها مصر خاصة في مرحلة ما بعد الثورة. * هل انتم في حاجة لموارد إضافية؟** المجلس الأعلي الآثار غني بالموارد لكن المطلوب هو لابد من تعامله بعملة واحدة لها وجهان العلم في وجه والضمير في وجه آخر فإذا توافر هذان الشرطان سيكون هو المعيار الحقيقي للحفاظ علي مصلحة مصر. * الثورة قامت علي فكرة الحرية والعيش والعدالة الاجتماعية ما هو الحل بالنسبة لقطاع الآثار؟ ** لابد من ترسيخ مبدأ العدالة الاجتماعية في كل قطاع عن طريق فتح المجال للقيادات الشابة في تولي مراكز ومناصب قيادية لا أستطيع القول إن الدولة تنفق علي تعليم هؤلاء الشباب وارسالهم إلي بعثات وفي النهاية نقوم بتخزينهم مثل عملية حفائر الآثار وبالتالي لا تتم الاستفادة من خبرتهم. * في رأيك ما الذي يجب أن نقوم به لتوفير موارد وامكانيات لوزارة الآثار؟ ** طوال الوقت كان المجلس الأعلي للآثار بكل موارده هو الذي يتحمل الوزارة الأم الممثلة في وزارة الثقافة بكل أنشطتها اذن فهو قطاع غني وثري يستطيع أن يغطي ميزانية ثلاث وزارات في حالة وجود ترشيد للنفقات فعلي سبيل المثال عند عمل احصائية أكتشف أن لدينا مايزيد علي1500 مستشار تتم الاستعانة بهم فهذا يعتبر اعترافا ضمنيا أننا لانملك كفاءات تعادل نفس خبرات هؤلاء المستشارين خاصة ونحن في أشد الحاجة لخبرتهم لكن باعادة النظر في أعمال المستشارين وجدنا أنها عبارة عن مجاملات فنحن لدينا قيادات شابة مكهنة وطاقات مهدرة يجب توظيفها كبديل لهؤلاء المستشارين. * ماذا عن قطاع المشروعات داخل الوزارة؟ ** يعتبر من أهم القطاعات الموجودة لكنه مليء بالمهندسين التنفيذيين والمتابعين لأعمال الصيانة والترميم في المواقع الأثرية في رأيي الشخصي ليسوا إلا قوي معطلة فعلي سبيل المثال اذا تحول قطاع المشروعات الي ادارات تنفيذية لترميم الأثر وصيانته وابرازه وأن تكون عملية عرضه جيدة فانني في هذه الحالة لست في حاجة الي الاستعانة بدخلاء من الخارج متمثلين في شركات القطاع الخاص والعام ويكونون غير مؤهلين في التعامل مع المواقع والمباني الأثرية, لذا يجب عمل ترشيد لهذا القطاع ونفقاته من خلال عمليات الترميم والاستعانة بالشركات الخارجية وانشاء ادارات بديلة داخل هذا القطاع وتوظيف المرممين بنفس منظومة الشركات الخارجية ولو بنصف الأجر في هذه الحالة يتم توفير مبالغ كبيرة وخير دليل علي ماتم انفاقه علي الكنيسة المعلقة. * ماالحلول البديلة لأزمة العمالة المؤقتة وتوظيف الخريجين الجدد؟ ** تجربة ثبت فشلها ومازلنا نفكر بشكل خاطيء عن طريق تحويل المجلس الأعلي للآثار في مشكلة التعيين الي قطاع شركة قابضة تكون هي المسئولة عن توظيف هذه العمالة وتوزيعها في الحقل الأثري, فنحن مؤسسة حكومية فالعاملون داخل الوزارة تتم معاملتهم علي أساس أنهم موظفون حكوميون ولكن الحل لايكمن في أن تتم معاملتهم علي اساس أنهم موظفون بشركة قابضة. * كيف يتم ضبط العلاقة بين الوزارة وبين التعليم وصناعة الأثري؟ ** ليس هناك ضبط أو معايير مابين الخريجين وسوق العمل فلكل منهما سياسة كما لو كنا في دولتين منعزلتين فالأثري مجاله الوحيد هو قطاع الآثار, لذا لابد أن نصل الي ايجاد معايير وعلاقة واضحة ومحددة مابين متطلبات السوق الأثري واحتياجاته ويتم تطبيق ذلك فعليا طبقا لسياسة القبول في الجامعات المصرية خاصة مع انتشار فكرة الجامعات والمعاهد الخاصة * ماذا عن وضع أو ضبط سياسات العمل الأثري؟ ** نسعي منذ أكثر من50 عاما الي انشاء نقابة خاصة بالأثريين لضبط ممارسة المهنة لكنا نعيش في حالة من العشوائية بسبب التشريع الحكومي من أهم المحاور الأسياسية التي تتطلبها عملية الاصلاح في الحقل الأثري هي توفير العمل النقابي الذي يحدد المعايير والشروط الواجبة في إرثاء قواعد العمل الأثري