12 ألف نسمة هو تعداد سكان منطقة بولاق أبو العلا إحدي أشهر مناطق وسط العاصمة, ففيها سوق وكالة البلح الشهيرة ببيع الملابس المستعملة ووجوه سكانها تقرأ في ملامحها تاريخ مصر وعراقتها. وبولاق من المناطق الفقيرة جدا والتي يعمل غالبية سكانها في حرف موسمية, ومن الممكن أن تري ثلاث أسر يقطنون مسكنا واحدا وقد تري عقارا متهالكا من ثلاثة طوابق وتقطنه أكثر من10 أسر, وفي هذه المنطقة تري الوجه الآخر لمصر الساحرة, الوجه البائس الذي رسم الدهر علاماته عليه. لكن بولاق أبو العلا اشتهرت أيضا بأنها وكر كبير وقديم للبلطجية وأرباب السوابق الإجرامية, وبعد أحداث ثورة يناير والهروب الجماعي للمسجونين من كثير من السجون وأقسام الشرطة, أصبحت تلك المنطقة من أخطر المناطق حيث تعد صومعة تتجمع فيها جميع أشكال وأنواع البلطجة والبلطجية بدءا من البلطجية الذين يتم تأجيرهم وانتهاء بالمواد المخدرة والحشيش والبانجو الذي أصبحت هناك مقاه في المنطقة تتخصص في تقديمه مع المشروبات والشيشة. كل هذا وذاك يحدث وعلي حد تعبير الاهالي والشرطة تعلم كل شيء دون أن تحرك ساكنا وكثير من المواطنين تحدثوا معنا عن أشكال البلطجة التي يتعرضون لها مشيرين إلي أن معظمها ينفذها بلطجية من غير سكان بولاق أبو العلا, فمنهم من تعرض لاعتداء علي محل كشري يمتلكه للحصول علي ايراد المحل من الأموال وإلا يقوم بتكسير المحل وكذلك يتحصل علي مايريده من أموال. أحنا هنا عايشين تحت رحمتهم وماحدش عارف يعمل معاهم حاجة.. وإحنا كأولاد حتة واحدة بنحاول نحمي نفسنا بنفسنا كانت هذه كلمات أحد أهالي المنطقة التي تجمل الوضع هناك وغيرها كثير من الكلمات التي وصف بها الأهالي ما يعانونه من بلطجة تصل إلي حد ترويعهم في منازلهم. أمام أحد المنازل المتهالكة ذات المدخل الضيق الذي لايكاد يعبر منه فرد واحد, روي لنا أحد الأهالي عن رواج تجارة المواد المخدرة والبانجو والحشيش في المنطقة حاليا, حيث يستغل التجار حالة الانفلات الأمني التي تعاني منها البلاد ويقومون ببيع المخدرات علنا في المنطقة بل إن هناك عددا من المقاهي تخصصت في بيع تلك المواد مع المشروبات والشيشة ومن يرتاد تلك القهوة يكون لغرض تعاطي المخدرات في المقام الأول. في منطقة السبتية, والتي تقع علي بعد خطوات من بولاق أبو العلا, يمكنك التعرف علي أي بلطجي من البلطجية المنتشرين في الشوارع فوجوههم معروفة وهيئتهم واضحة جدا, وهناك البلطجة هي مصدر رزق من يمارسها فلك أن تتخيل الوضع هناك وكيف انعدم الأمن والأمان مع الغياب الكامل لعناصر الشرطة. كغيرها من مناطق رصدناها, تنتشر أنواع البلطجة المعروفة من ضرب بالأسلحة البيضاء والنارية والهراوات والشوم والسنج والمطاوي وغيرها, كما تنشط حركة بيع المواد المخدرة بشكل ملحوظ. وهناك, وعلي بعد خطوات من مول الترجمان مقر ميناء النقل البري بالقاهرة شاهدنا دخانا كثيفا للغاية ظننا معه أن هناك حريقا ما أو أن شجارا وقع وتم استخدام المولوتوف من قبل البلطجية هناك, إلا أننا اكتشفنا أن تلك الأدخنة ما هي إلا الدخان الناتج عن إذابة الصاج والصفيح في المنطقة, فالسبتية مشهورة ببيع خرداوات السيارات وبيع الصفيح والصاج, وحينما سألنا عن مدي طبيعة هذا الوضع أكد لنا الأهالي المتضررون طبعا أن التجار اعتادوا علي اذابة تلك المواد بهذا الشكل خاصة مع عدم وجود الأمن فضلا عن أن وزارة البيئة كانت تمثل فزاعة لهؤلاء قبل اندلاع الثورة وكانوا يخشون من فعل ذلك خوفا منها ولكن الآن الدنيا سايبة ولا في رقيب ولا حسيب وكل واحد بيعمل اللي علي مزاجه. كما رصدنا احتلال أصحاب المحال لمساحات واسعة محيطة بمحالهم لفرش بضاعتهم مما تسبب في تكدس كبير في المنطقة يصعب معها المرور بسلام