يعيشون حالة خاصة من الرضا غير عادية.. سعداء بأبسط تكريم لديهم ويكتفون بنعمة الصفاء الداخلي الذي دفعهم بإعاقتهم للوصول إلي بطولات يرفعون فيها علم مصر.. الأهرام المسائي شارك أبناء الدقهلية من ذوي الاحتياجات الخاصة همومهم واستمع إلي شكاواهم فكانت السطور التالية.. هو حديث الصباح والمساء في الشارع الدقهلاوي..مدرس بالأزهر يبلغ من العمر47 عاما وهب نفسه لخدمة والدته علي الرغم من إصابته منذ صغره بشلل الأطفال هو البطل عبد المنعم أبو ستيت, بطل تنس الطاولة, الذي رفع علم مصر وعزف له السلام الجمهوري في عدة دول وعلي الرغم من ذلك لم تلتفت إليه أي جهة لدعمه فكان يسافر إلي البطولات العالمية- دون مدرب- توفيرا للنفقات إلي أن وصل إلي نادي الحوار الرياضي الذي وفر له الدعم اللازم للسفر وتمثيل مصر عالميا. يقول أبوستيت: مارست لعبة تنس الطاولة في الثانية عشر من عمري وكانت بدايتي بمركز شباب استاد المنصورة.. والمشكلة أن الأندية لم تكن تهتم بالمعاقين كما أن الكشف الطبي أحيانا ما يحدث به خطأ فيضع اللاعب المعاق مع آخرين إصابتهم أعلي أو أقل من إصابته.. و كنت مجبرا علي ممارسة أكثر من لعبة كحال أي مركز شباب يجبر اللاعب علي ممارسة أكثر من لعبة فكنت أمارس رياضة رفع الأثقال واستهوتني رياضة تنس الطاولة. وأضاف: اشتركت في عام82 في بطولة دولية ودية بانجلترا ممثلا لأحد أندية القاهرة وشاركت في منتخب السلة للمعاقين بالمغرب في عام1990 عن مركز شباب استاد المنصورة وكانت أول بطولة أخوضها وفزنا بها كفريق وكانت أول منافستي الحقيقية عام1999 لتنس الطاولة وكانت بدايتي في اللعبة مع الفرق غير المعاقة واحتكيت بهم وتعلمت منهم لكن دون مساعدة حقيقية من الجهات المعنية وكان هذا الأمر مجهود فردي لي. وقال: دخلت العديد من البطولات دون وجود مدرب معي إلي أن انضممت لمنتخب تنس الطاولة باسم نادي الحوار لأحصل علي ثلاث ميداليات فضية لمصر في عام1999 بجوهانسبرج وكانت بطولة مؤهلة للأولمبياد وحصلت علي المركز الأول خلال اشتراكي في أول بطولة لي في تنس الطاولة مع المنتخب كما حصلت علي ميدالية ذهبية في البطولة العربية2007 بنادي الشمس والتي واجهت خلالها12 دولة عربية..و شاركت في خمس بطولات افريقية وحصلت علي3 ميداليات وتم تكريمي بجائزة مالية1000 جنيه من اتحاد تنس الطاولة ولم يلتفت لنا رجال أعمال ولا شركات راعية ولا الأجهزة الإعلامية لدعمنا. واستكمل: في عام2015 حصلت علي3 ميداليات برونزية باسم مصر من خلال مشاركتي في بطولات ايطاليا وسلوفينيا وسلوفاكيا كما وفر نادي الحوار الدعم للسفر إلي بطولة الأردن لأحصل علي ميداليتين ذهبيتين. فيما أشار المستشار فرج حمودة رئيس نادي الحوار إلي أن النادي في طريقه لإنشاء قاعدة للأبطال المعاقين وسيقوم البطل عبد المنعم أبو ستيت بتدريب اللاعبين الجدد من ذوي الاحتياجات الخاصة للبعد بهم عن أسباب الانحراف وسنوفر لهم الدعم اللازم.. وبالفعل تم تكوين فريق لكرة القدم من الصم والبكم فالجميل في البطل إصراره وكإدارة نادي لم نرفض طلب للبطل وأصبح ممثلا للنادي في البطولات العربية والدولية.. وحذر أسامة بدير, مدرب ألعاب القوي, من عدم الاهتمام بأبطال الأقاليم من ذوي الاحتياجات الخاصة مطالبا من اللجنة البارالمبية الاهتمام بهم لتوسيع القاعدة وتكريم أبطالها بما يوازي جهدهم. وقال: أبطالنا في أشد الاحتياج سواء المادي والنفسي وأين رجال الأعمال من تلك المواهب فرعاية الأبطال في هذا المستوي يعود بالنفع عليهم إعلاميا ودعاية جيدة لهم ويستفيد البطل من هذا الدعم.. ولفت بدير إلي ضرورة تبني رجال الأعمال أبطالنا من ذوي الاحتياجات الخاصة ليرفعوا اسم مصر وتساءل.. كيف يكون رئيسنا مهتما بهم وأنتم لا تولونهم اهتمامكم- حسب تعبيره والدقهلية بها أبطال لم يخرجوا للنور بسبب أن توجهات الإعلام لكرة القدم فقط.. فاستاد المنصورة هو مصنع الرياضة لمختلف الألعاب ومن خلاله خرج عدة أبطال فيوجد لدينا أبطال من السهل أن يرفعوا علم مصرنا الحبيبة في المحافل الدولية للمعاقين مثل بطولة فزاع بالإمارات وبطولات العالم بلندن وأيضا الأولمبياد الخاص والتي نتمني أن يمثل مصر فيها أبطال ستاد المنصورة.. كما أنه لابد من مساواتهم بالأسوياء إعلاميا وماليا لأن لهم حق علينا جميعا ويبذلون مجهود مضاعف للوصول لمنصات التتويج ومن رحم استاد المنصورة برز بطل مصر في400 متر و800 متر ذوي احتياجات خاصة مختار عبد الرءوف والذي فاز بعدة بطولات جمهورية وميداليات ذهبية ولم يتم استدعائه من اللجنة البرالمبية لانضمامه للمنتخب القومي بالرغم أنه صغير السن ومشروع بطل عالمي وأوليمبي. وواصل مدرب ألعاب القوي حديثه قائلا: لم يتم مراعاة البطل ماديا من قبل اللجنة البارالمبية سوي عن طريق ستاد المنصورة وأيضا لم يهتم الإعلام لأبطال استاد المنصورة كأقاليم مصر بالرغم من أن فخامة رئيس الجمهورية أعطي بنفسه الإشارة بالاهتمام بذوي الاحتياجات الخاصة ولدينا أبطال آخرون مثل دينا الزاملي محمود فاروق والتي حققت العديد من البطولات ولم يتم الاهتمام بها من قبل اللجنة البارالمبية. والتقينا البطل محمود محمد فاروق من مواليد قرية برج نور الحمص التابعة لمركز أجا- نجم في بطولة العدو- عمره27 عاما أصيب ببتر في الذراع الأيسر في سن مبكرة من عمره وعلي الرغم من ذلك أصبح بطلا للعدو100 متر و200متر.. وعندما بلغ عمره11 عاما حدث انسداد في الشريان بذراعه اليسري وخضع لجراحه خاطئة استوجب الأمر بعدها استئصال ذراعه الأيسر وعلي الرغم من ذلك لم يتوقف عن دراسته والتي يكملها حاليا في دبلوم الزراعة ويتمني محمود إكمال تعليمه حتي التعليم الجامعي إلي جانب ممارسته الرياضة.. يقول محمود: نشأت في أسرة بسيطة ولدي ثلاث أشقاء أحمد ومحمود وإسلام وشقيقتي نبيلة ووالدتي سعدية المتولي ربة منزل وأعمل بالإدارة العامة للمدن الجامعية بجامعة المنصورة واستفدت بفرصة عمل المعاقين بالدولة وقد مارست رياضة العاب القوة البارلمبية ببطولات جامعية وبدأ الأمر عندما كنت صغيرا وأعجب مدير مركز الشباب بقريتي بسرعتي واستمررت بالعدو علي مدار أربعة سنوات بمسابقات ثم حدثت إصابتي وقررت أن أتحدي إعاقتي وكان يشجعني عمي صلاح عطا ومن خلال عملي بجامعة المنصورة اشتركت بالعاب القوي واختارني الكابتن أسامة بدير برهام والشهير ب(هيرووو) وهو المدير الفني وهو بطل مصر وإفر يقيا ونادي الزمالك السابق وشيخ المدربين وتعلمت علي يديه الكثير فقد احتواني وعلمني المثابرة وعندما يتسلل إلي اليأس كان يشد عزيمتي وبالفعل اشتركت في فريق مركز شباب المدينة باستاد المنصورة مع مجموعة من الأسوياء ثم انضم بعدها خمس من ذوي الاحتياجات الخاصة إلي الاستاد بعد أن حققت بطولات الجمهورية منذ أكثر من أربعة أعوام ليحتويني نخبة كبيرة من المدربين. و قال: الحمد لله حصلت علي المركز الثالث في بطولة كاس مصر في أول ظهور لي في المحافل الرياضية الكبيرة في ستاد الإسماعيلية الرياضي.. عام(2014) والمركز..الحادي والأربعين في ماراثون زايد الخير.. من وسط أكثر من(700) لاعب ولاعبة.. والمركز( الرابع) في بطوله الجمهورية الدرجة الأولي(2015) في المركز الأولمبي بالمعادي. واستكمل قائلا: اشعر أني في أحسن حالاتي وأتدرب بانتظام مع أعضاء الفريق والجهاز الفني والإدارة الناجحة من ستاد المنصورة.. المكونة من كابتن نرمين عادل المشرف علي ألعاب القوي وحسام عبد المنعم مدير النشاط الرياضي و أحمد مرتضي المدير التنفيذي..تحت رئاسة المستشار ماجد مهران رئيس مجلس الإدارة.. وإنشاء الله سوف أشارك في بطولة الجمهورية الدرجة الأولي في شهر يناير المقبل التي تقام في ستاد الإسكندرية.. وكسا صوته الألم وهو يقول: أتمني أن يتم تقديرنا من الاجهزة المختلفة فهناك تجاهل إعلامي لنا وكما يقوم رجال الأعمال بالرعاية المالية للأسوياء نتمني أن ينظروا إلينا للتويج بطولات عالمية وأتمني تمثيل مصر في الأولمبياد.