جابر عصفور قرار الدكتور عز الدين شكري فشير الأمين العام للمجلس الأعلي للثقافة بالانسحاب مما يسمي جلسة الحوار الوطني حول... مستقبل الثقافة في مصر.وكان من المقرر عقدها غدا الثلاثاء بمقر المجلس قوبل بترحيب بعض المثقفين إلا أن توقيت الانسحاب قبل يوم من انعقاد المؤتمر أثار دهشتي.كان فشير قد أصدر بيانا أعلن فيه عدم مشاركته بالحوار حول مستقبل الثقافة بسبب مشاركة بعض رموز النظام السابق بالحوار قائلا: إن مستقبل الثقافة في مصر يحدده منتجو هذه الثقافة وليس رموز النظام القديم, حيث كان د. إسماعيل سراج الدين مدير مكتبة الإسكندرية منظم هذا الحوار. ودعا فشير كل من عملوا مع جمال مبارك ولجنة السياسات وأسهموا في سيناريو التوريث إلي اللحاق بزعيمهم والتنحي عن العمل العام, مضيفا: يبدو أن بعض قيادات سيناريو التوريث لم يفهموا الرسالة بعد, وأن مهمة تحديد مستقبل الثقافة في مصر, بما في ذلك مستقبل المؤسسات الثقافية, تقع علي عاتق هؤلاء الذين يصنعون الثقافة, هؤلاء الذين عملوا في صمت, بكتاباتهم وإبداعاتهم, من أجل حماية شرف استقلال وتميز الثقافة المصرية, وناضلوا وناوروا ضد قبضة الاستبداد وسيطرة الدولة, لا هؤلاء الذين شاركوا في صناعة هذا الاستبداد ويحاولون الآن التسلل عائدين من باب ما يسمي ظلما الحوار الوطني. ويري د. جابر عصفور أحد المدعوين للحوار أن من حق شكري أن ينسحب لأنه مارس حقه الذي نقره له, ولا يوجد تعليق علي هذا الموقف, مؤكدا أنه يرفض أن يجلس مع الرموز السابقة التي لها إسهامات سلبية ملموسة في حوار مشترك, ولن أجلس مثلا مع أنس الفقي أو من شابهوه وعاونوا النظام السابق علي فساده, ولقد استقلت من الوزارة في النظام السابق لما رأيته من فساد في الوزارات. وقال الكاتب إبراهيم عبدالمجيد إنه دعي لهذا الحوار لكني كنت أنوي ألا أذهب, لأسباب كثيرة منها عدم وجود برنامج أو محاور واضحة للقاء, كما أن الأسماء المدعوة غير معروفة ولم يتم الإفصاح عنها, مؤكدا أن فكرة الحوار غير مفهومة فهو حديث في الهواء وعلي حد تعبيره كلام فض مجالس, لأن التوصيات لا يؤخذ بها كما أنه لا تتم دعوة الشباب لمثل هذه الحوارات, وإن تمت دعوتهم يصادر علي آرائهم ويمنعون من الحديث, لذا ما أريد أن أقترحه عن مستقبل الثقافة سأكتبه في مقالاتي فقط. وتساءل الفنان عادل السيوي عضو ائتلاف الثقافة المستقلة عن الآليات التي تتم بها الدعوة لهذه المؤتمرات ومن الذي يقرر إقامتها, مؤكدا أن جميعها أسئلة تحتاج إلي إجابات لأنها غير واضحة, ولا أفهم أن يقبل عز الدين إقامة مثل هذا المؤتمر بالمجلس وهو ضده, وأن ينسحب من المشاركة به قبل انعقاده بيومين؟. وأضاف السيوي: من الواضح أن هناك إصرارا من اتباع النظام السابق علي أن تكون لهم أدوار بالعافية في المشهد الحالي, فأتعجب من الأسماء المنظمة والمشاركة التي تخطت السن بكثير, فأين الطاقات الجديدة, التي يتم إهمالها وتهميشها, فلا يجوز أن تصب هذه الطاقات في خانة الخبرات القديمة التي تعاملت مع الأنظمة المتخلفة سياسيا. وكان من المقرر إقامة الحوار الوطني حول مستقبل الثقافة الذي دعي له52 مشاركا, إلا أنه تم إلغاؤه بعد ساعات من بيان عز فشير, وهذا الحوار جزء من الحوار الوطني, الذي يشرف عليه الدكتور عبدالعزيز حجازي رئيس الوزراء الأسبق, رئيس لجنة الحوار الوطني, حيث تأتي هذه الجلسة, بإشراف الدكتور إسماعيل سراج الدين الذي يتولي مسألة الجانب الثقافي من الحوار الوطني.