ما هي أيام التشريق وحكم صيامها وهل هي من العيد وما أعمال الحاج فيها؟! وما هي المزايا التي تتميز بها عن غيرها من سائر الأيام؟. أيام التشريق هي اليوم الحادي عشر والثاني والثالث عشر من شهر ذي الحجة, وقد ورد في فضلها آيات وأحاديث منها: قول الله عز وجل:( واذكروا الله في أيام معدودات), الأيام المعدودات: هي أيام التشريق, قاله ابن عمر رضي الله عنه واختاره أكثر العلماء. قول النبي صلي الله عليه وسلم عن أيام التشريق: إنها أيام أكل وشرب وذكر لله عز وجل, وذكر الله عز وجل المأمور به في أيام التشريق أنواع متعددة: منها: ذكر الله عز وجل عقب الصلوات المكتوبات بالتكبير في أدبارها, وهو مشروع إلي آخر أيام التشريق عند جمهور العلماء. ومنها: ذكره بالتسمية والتكبير عند ذبح النسك, فإن وقت ذبح الهدايا والأضاحي يمتد إلي آخر أيام التشريق. ومنها: ذكر الله عز وجل علي الأكل والشرب, فإن المشروع في الأكل والشرب أن يسمي الله في أوله, ويحمده في آخره, وفي الحديث عن النبي صلي الله عليه وسلم: إن الله عز وجل يرضي عن العبد أن يأكل الأكلة فيحمده عليها رواه مسلم, ومنها: ذكره بالتكبير عند رمي الجمار أيام التشريق, وهذا يختص به الحجاج, ومنها: ذكر الله تعالي المطلق, فإنه يستحب الإكثار منه في أيام التشريق, وقد كان عمر رضي الله عنه يكبر بمني في قبته, فيسمعه الناس فيكبرون فترتج مني تكبيرا, وفي قول النبي صلي الله عليه وسلم: إنها أيام أكل وشرب وذكر لله عز وجل إشارة إلي أن الأكل في أيام الأعياد والشرب إنما يستعان به علي ذكر الله تعالي وطاعته وذلك من تمام شكر النعمة أن يستعان بها علي الطاعات. هل يجوز الصيام في أيام التشريق؟! نهي النبي صلي الله عليه وسلم عن صيامها لا تصوموا هذه الأيام, فإنها أيام أكل وشرب وذكر لله عز وجل رواه أحمد وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة, ولحديث البخاري في صحيحه عن ابن عمر وعائشة قالا: لم يرخص في أيام التشريق أن يصمن إلا لمن لم يجد الهدي, وأيام التشريق ثلاثة بعد يوم النحر, سميت بذلك لتشريق الناس لحوم الأضاحي فيها, وهو تقديدها ونشرها في الشمس, كما لا يجوز صيامها ولو تعارضت مع الأيام البيض علي رأي جمهور الفقهاء. وهل أيام التشريق من العيد؟! نعم هي أيام عيد لقول رسول الله صلي الله عليه وسلم:( يوم عرفة ويوم النحر وأيام التشريق عيدنا أهل الإسلام, وهي أيام أكل وشرب) رواه الترمذي في سننه. ما هي أعمال الحاج في أيام التشريق؟! الأعمال التي يقوم بها الحاج في أيام التشريق كالتالي: في اليوم الحادي عشر من ذي الحجة( اليوم الأول من أيام التشريق) يرمي الحاج الجمار الثلاث بعد زوال الشمس, ويجب الترتيب في رميها. فيبدأ بالجمرة الأولي: وهي التي تلي مسجد الخيف وهي أبعدهن عن مكة فيرميها بسبع حصيات متعاقبات, ويكبر مع كل حصاة, ويسن أن يتقدم عنها ويجعلها عن يساره, ويستقبل القبلة, ويرفع يديه ويكثر من الدعاء والتضرع, ثم يرمي الجمرة الثانية كالأولي, ويسن أن يتقدم قليلا بعد رميها ويجعلها عن يمينه, ويستقبل القبلة, ويرفع يديه فيدعو كثيرا. ثم يرمي الجمرة الثالثة ولا يقف عندها. في اليوم الثاني عشر من ذي الحجة( اليوم الثاني من أيام التشريق) يرمي الحاج الجمرات الثلاث, كما رماها في اليوم الأول, ويفعل عند الأولي والثانية كما فعل في اليوم الأول, اقتداء بالنبي صلي الله عليه وسلم ولا يجزئ الرمي قبل الزوال في هذين اليومين, والرمي في اليومين الأولين من أيام التشريق واجب من واجبات الحج, وكذا المبيت بمني في الليلة الأولي والثانية واجب. بعد الرمي في اليومين المذكورين من أحب أن يتعجل من مني جاز له ذلك, ويخرج منها قبل غروب الشمس, ومن تأخر وبات الليلة الثالثة ورمي الجمرات في اليوم الثالث فهو أفضل وأعظم أجرأ, كما قال الله تعالي:( واذكروا الله في أيام معدودات فمن تعجل في يومين فلا إثم عليه ومن تأخر فلا إثم عليه لمن اتقي) ولأن النبي صلي الله عليه وسلم رخص للناس في التعجل, ولم يتعجل هو بل أقام بمني حتي رمي الجمرات في اليوم الثالث عشر بعد الزوال, ثم ارتحل قبل أن يصلي الظهر