وقع صديقي الإعلامي الرياضي السعودي الذي حضر للمرة الأولي في حياته إلي مصر في غرام الإسكندرية.. قال لي شعرا في متحفها وكورنيشها وقلعة قايتباي وكوبري ستاتلي وحدائق المنتزه وقصر رأس التين والأنفوشي ومسجد المرسي أبو العباس وقصر كيلوبترا وسوق زنقة الستات واستاد برج العرب.. ولم يحدثني كثيرا عن البطولة العربية التي نجحت خارج الملعب ولم تفشل داخله! تحدث علي الأسعار الرخيصة في مصر قياسا بالسعر المتدني للجنيه وشهامة وطيبة ولباقة أهل المحروسة وعشقهم الفطري لخدمة الضيف والعمل علي راحته, لم يتطرق لخسارة الأهلي الصادمة لجمهوره أمام الفيصلي الأردني أو المستوي الباهت للزمالك, لم يهتم باتهامات إيناسيو لمرتضي منصور بالسعي لإجباره علي الرحيل, وكلامه عن نفاق الكثيرين للرئيس داخل القلعة البيضاء.. والتهديد والوعيد في الجانب الآخر بمحاسبة المدرب البرتغالي.. قال لي إن صراخ المستشار تحول إلي( هياط).. والكلمة الأخيرة تعني بالمصري( هري) وفيلم هابط مل الجميع من كثرة تكراره! برهنت كلمات الإعلامي السعودي وغيره من زملاء المهنة في الإمارات والأردن والمغرب والجزائر وتونس والسودان ولبنان علي ماذهبنا إليه قبل ذلك بأن استضافة مصر للبطولة العربية للأندية التي تعود للأضواء بعد غيبة طويلة ضربة معلم وتصرف وطني ذكي يحمل أبعادا أكبر من الرياضة وأهم من كرة القدم. حتي لو غابت الجماهير عن بعض مباريات البطولة أو ظهرت الفرق بمستويات فنية متواضعة بعد أن أعتبرها الكثيرون فرصة للتجريب والتأهيل قبل انطلاق الموسم الرياضي الجديد.. فقد قدمت البطولة هدية ذهبية لا تقدر بثمن لكل المصريين, ونقلت صورة رائعة لوطن عامر بالحياة, يكتنز بالحب والتفاؤل.. لم ينكسر أو يتعرض مع ضربات الإرهاب الأسود, بل استمر يواصل دوره الريادي والرياضي. لقد أعجبتني الكلمات الرائعة التي قالها أحمد الرميثي, رئيس شركة الوحدة الإماراتي لكرة القدم عقب خسارة فريقه بهدفين من الأهلي أمس الأول في الجولة الثانية من البطولة, قال إن أحد مكاسب فريقه الكبيرة بعيد من مكاسب الفوز والخسارة أنه يلعب في مصر.. ما أروع الرميثي وكل أشقائنا في الإمارات والسعودية الذين هبوا قبلنا من أجل استنهاض دورنا الريادي والمحوري في السياسة والثقافة والسياحة والرياضة واللعبة الشعبية الأولي كرة القدم.. فليس غريبا أن يتم صياغة الحلم الكروي الجديد من فوق سفح الأهرامات.. وحرصوا علي أن تنطلق قاطرة النجاح من الكنانة, أرض التاريخ ومهد الحضارات. لا عليكم من السخافات التي يثيرها المراهقون من الإداريين ومسئولي الأندية ويتبناها إعلام غير مسئول.. فقد نجحت مصر كعادتها في أن تكون محور الحدث.. والقادم أجمل.