لم ييأس الرئيس التركي رجب طيب أردوغان من الإستراتيجية المستبدة التي يتبعها إزاء الآلاف من الأتراك الذين يزج بهم إلي السجون بزعم مشاركتهم وتأييدهم لمحاولة الانقلاب الفاشلة في العام الماضي, ويواصل تهديده باستهداف ما أسماهم بالانقلابيين, غير مبال بالمظاهرات المليونية التي خرجت إلي الشوارع للتنديد بسياسته الحمقاء, وردا علي تجاهله للمظاهرات واستمرار بطشه للأتراك, طالب رئيس المفوضية الأوروبية تركيا باحترام القيم الديمقراطية إذا أرادت أن تنضم إلي الاتحاد الأوروبي, وذلك غداة تصريحات ثأرية للرئيس التركي. وكتب جان كلود يونكر في مقال نشرته صحيفة بيلد الألمانية بعد عام من محاولة الانقلاب فإن يد أوروبا تبقي ممدودة, في وقت لا تزال مفاوضات انضمام تركيا إلي الاتحاد الأوروبي متوقفة منذ أعوام. وأضاف يونكر أنه في المقابل لا بد لتركيا من أن تثبت بوضوح عزمها علي أن تكون أوروبية وأن تحترم في شكل حاسم القيم الأوروبية الأساسية.وتابع بأن اتحادا لحقوق الإنسان وحرية الصحافة ودولة القانون لا ينسجم مثلا مع الاعتقال الانفرادي لصحفيين طوال أشهر من دون توجيه اتهام إليهم, في إشارة خصوصا إلي الصحفي الألماني التركي دنيز يوجيل الذي تتهمه أنقرة بدعم الإرهاب. وأحيا الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الذكري الأولي لمحاولة الانقلاب عليه متوعدا بقطع رأس الخونة. ونفذت أنقرة عملية تطهير غير مسبوقة بحق من تشتبه في أنهم أنصار للداعية فتح الله جولن الذي تتهمه بالوقوف وراء محاولة الانقلاب. وشمل ذلك توقيف أكثر من خمسين ألف شخص وإقالة أكثر من مائة ألف علي دفعات متتالية. واعتبر أردوغان فشل الانقلاب انتصارا للديمقراطية, لكن رده القاسي الذي تمثل باعتقالات وعمليات تسريح واسعة, أثار قلق عدد من الدول الأوروبية ومنظمات غير حكومية بشأن احترام حقوق الإنسان. وأكد أردوغان في خطابه أنه سيوافق علي إعادة العمل بعقوبة الإعدام, الأمر الذي يعتبره الاتحاد الأوروبي سببا كافيا لإنهاء مفاوضات انضمام تركيا. وكانت السلطات قد أعلنت حالة الطوارئ في تركيا الخميس للمرة الأولي منذ15 سنة ما أتاح زيادة فترة التوقيف من أربعة أيام إلي ثلاثين يوما قبل إحالة الشخص إلي المحاكمة, كما تم حل أكثر من2000 هيئة ومؤسسة.وفي إطار حملة التطهير هذه, تم إقفال أكثر من ألف مؤسسة تعليمية و15 جامعة وأكثر من1200 جمعية أو مؤسسة و19 نقابة.