خطوة خاسرة تتخذها قطر لتضاف إلي سجلها الذي شهدت به الكثير من منظمات العالم في دعم الإرهاب والتطرف والذي به يستطيع الداني والقاصي أن يشير بأحد اصبعيه إلي الدوحة باعتبارها عاصمة راعية للإرهاب وتعمل مع أميرها وأعوانه بعينين متفتحتين إحداهما علي الدم والثانية علي الإرهاب. قطر التي أثبت العرب علي لسان كبار مسئوليها رسميا رعايتها للإرهاب, وتدخلها في شئون جيرانها العرب ومحاولاتها تخريب اقتصاداتها, ومع ذلك جرت محاولات لإعادتها إلي نصابها الصحيح, إلا أن النتائج كانت سلبية مع إصرار الدوحة علي احتضان الإرهاب وعناصره ودعم قادته بالمال والسلاح والإيواء. ومع التصعيد الذي مارسته الدوحة مع العرب الداعين لمكافحة الإرهاب, لم تجد قطر مفرا من عنادها, الذي لم يأت إلا بالخسائر المردودة علي اقتصادها وشعبها القلق من تشعب الأزمة مع العرب, حيث لجأت إلي تدويل الأزمة اعتقادا منها أن ذلك سوف يخفي رعايتها للإرهاب ومسئوليتها عن قتل الآلاف من العرب والمسلمين وغيرهم حول العالم نتيجة تمويلها للتنظيمات الإرهابية. قررت قطر الراعية للإرهاب أمس تصعيد أزمتها مع الدول العربية الداعية لمكافحة الإرهاب والانتحار سياسيا عندما أملت شروطا علي العرب بتعويض الخاسرين لديها من الشركات والأفراد وتهديدهم بالانسحاب من مجلس التعاون الخليجي. جاء ذلك بعد ساعات من تصريحات وزير الدولة عضو مجلس الوزراء وزير الثقافة والإعلام السعودي بالنيابة عصام بن سعد بن سعيد, في بيانه الذي نشرته وكالة الأنباء السعودية( واس) الرسمية والذي أكد فيه أن الدول الداعية لمكافحة الإرهاب مصر والمملكة العربية السعودية والإمارات والبحرين أكدوا أن الإجراءات التي اتخذوها جاءت موجهة للحكومة القطرية لتصحيح مسارها الساعي إلي تفتيت منظومة مجلس التعاون الخليجي والأمن العربي والعالمي وزعزعة استقرار دول المنطقة والتدخل في شئونها. وتتضح التناقضات في تصريحات المسئولين القطريين لدرجة أنها تطالب العرب بتعويضات للخسائر وفي نفس الوقت تنشر تصريحات عن احتياطي لم يتأثر وعدم وجود أزمات اقتصادية, حيث قالت صحيفة صنداي تليجراف البريطانية, إن قطر التي تستورد90% من غذائها تغفل أو تتغافل عن مواجهة واقع خطير حيوي, وهو نقص احتياطيها من المياه العذبة الذي يكفي ليومين فقط. واستندت الصحيفة إلي تصريحات فهد العطية, خبير في الأمن الغذائي ومهندس في البنية التحتية القطرية, حين قال في مؤتمر تيد الذي عقد منذ أيام عن الطرق غير المتوقعة التي تخلقها دولة قطر الصغيرة في الشرق الأوسط من أجل توفير إمدادات للمياه. وتستورد قطر90% من غذائها, وأصابها ذعر حقيقي عندما أغلقت السعودية فجأة الحدود البرية الوحيدة مع قطر5 يونيو الماضي, ما سبب حالة من الاضطراب الحقيقي خوفا من مجاعة قد تحدث. العناد القطري أدي إلي تفكيرها في تدويل الأزمة مع العرب وإقحام أطراف دولية بدلا من المناقشة القطرية-العربية اعتمادا علي ضغوطها التي تمارسها نظرا لاستثماراتها في الخارج. علي سبيل المثال, قال تيم ماكفيرسون, المحلل والشريك في معهد كارتر جونز, إن قطر تعتبر دافعا مهما للغاية في عجلة الاقتصاد البريطاني بشكل عام, وبالنسبة للعاصمة, لندن بشكل خاص, وبالتحديد فيما يتعلق بسوق العقارات, ولذلك بدأ وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون في الكويت أمس جولة إقليمية لبحث الأزمة وبحضور مستشار الأمن القومي البريطاني مارك سيدويل. توقعات كبار السياسيين الدوليين للدول التي تتوسط الأزمة تسير في اتجاه عدم إحراز تقدم سريع في الأزمة, وهذا يدل علي تزايد خسائر قطر الاقتصادية والاجتماعية نتيجة الأمن الداخلي القطري الذي يتساءل عن مدي خطورة الوضع الراهن علي الشعب القطري, خاصة مع الإصرار العربي علي تعديل سلوك قطر فيما يخص الأمن القومي العربي. أما عن الموقف العربي, فقد أكد استمراره في نهجه وكانت آخر التصريحات العربية المؤكدة علي ذلك, كلمة وزير الخارجية سامح شكري أمامالدورة44 لاجتماع المجلس الوزاري لمنظمة التعاون الإسلامي والذي شرح فيه بالتفصيل تطورات الأزمة مع قطر والاضطرار إلي اتخاذ إجراءات ضدها نتيجة دعمها للإرهاب, وشدد علي أن هذا القرار جاء بعد التأكد من استمرارها في ممارساتها الرامية إلي التدخل في الشأن الداخلي للدول, وسعيها الحثيث لتقويض الأمن في المجتمعات العربية والإسلامية, وبث الفوضي فيها, وعدم توقفها عن تمويل تنظيمات إرهابية, وأخري متطرفة, وإيواء إرهابيين هاربين من العدالة,والترويج للفكر الجهادي المتطرف الذي أضر بصورة المجتمعات الإسلامية أبلغ الضرر, وهو ما أكدته علي سبيل المثال لا الحصر التقارير الصادرة عن لجنة عقوبات ليبيا التي تضمنت أدلة دامغة علي ضلوع قطر في نشر الفوضي, وتهريب السلاح والدعم المالي واللوجيستي والاستخباراتي للجماعات الإرهابية والمتطرفة في ليبيا.